مأساة مخيم اليرموك.. تنكأ جرح "اللاجئين الفلسطينيين"

منذ 9 سنوات   شارك:

 في مشاهد أشبه بهروب أجدادهم، من الموت إبان “النكبة” وتهجيرهم من قراهم وأراضيهم عام 1948، نزح ما يقارب من ألفي شخص من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوبي دمشق في سوريا.

وفرّ اللاجئون، من القصف العنيف بعد سيطرة مسحلي تنظيم “داعش” على أجزاء واسعة من المخيم، واستمرار الاشتباكات المسلحة داخله منذ الأربعاء الماضي.

وتقول الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية، في دمشق: “إنها تمكنت من فتح ممرات آمنة، بمساعدة منظمات إغاثية دولية، وتم إجلاء نحو ألفي شخص، تم إيداعهم في مراكز إيواء، بالقرب من “ريف دمشق”.

وتؤكد الدائرة في بيان تلقت وكالة “الأناضول” الإخبارية نسخةً منه، أن أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك “غاية في البشاعة”، وأن العشرات من اللاجئين الفلسطينيين بين “قتيل” و”جريح” و”مفقود”.

روايات العائلات

وتقول عائلات فلسطينية في شهادتها لمنظمات حقوقية دولية: “إنّ أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، وصلت إلى حد غير مسبوق من “المأساة” و”التشريد” و”القتل اليومي”.

ويروي أحد شهود العيان، وهو لاجئ فلسطيني لمرصد حقوقي أوروبي، أن تنظيم داعش، يرتكب “جرائم حرب”، داخل مخيم اليرموك، وأن الاشتباكات المسلحة الدائرة، إضافة للحصار المفروض من قبل الحكومة السورية، أنهك سكان المخيم، وأفقدهم الشعور بالأمان.

ويتابع الشاهد الذي اكتفى باسمه الأول (أنور) أن ما يجري في اليرموك، عبارة عن نكبة “حقيقية” تذكره بنكبة 1948، وأكثر وجعا وفق وصفه.

وكان مسلحو تنظيم “داعش” دخلوا مخيم اليرموك “جنوبي العاصمة السورية دمشق”، الأربعاء الماضي، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات بينهم وبين تنظيم يتواجد في المخيم، يدعى “كتائب أكناف بيت المقدس”، تسببت في وقوع قتلى وجرحى من الجانبين، فيما أشار ناشطون محليون لوكالة للأناضول إلى أن الوضع الإنساني للمخيم سيء للغاية مع استمرار الاشتباكات.

وقالت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، في بيان لها: “إن 13 مدنياً على الأقل قتلوا في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين قرب دمشق خلال الأيام السبعة الماضية، فيما يعاني 20 ألفاً من سكان المخيم أوضاعاً إنسانية غير مسبوقة”.

وتحاصر قوات النظام السوري مخيم اليرموك الذي تقطنه غالبية فلسطينية منذ نحو 3 سنوات.

ويعتبر مخيم اليرموك من أكبر المخيمات الفلسطينية في الداخل السوري، “يتجاوز عدد سكانه 140 ألف” ويبعد عن مركز مدينة دمشق نحو 10 كلم، وبحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فقد دفعت الأحداث الآلاف من أهالي المخيم إلى ترك منازلهم، والنزوح إلى مناطق أخرى داخل سوريا، أو اللجوء إلى دول الجوار ومقتل المئات نتيجة للقصف والحصار والجوع.

المأساة في اليرموك

ولم يتبقَ من سكان مخيم اليرموك سوى 20 ألف فلسطيني كما يقول أحمد حسين المدير التنفيذي لمجموعة العمل من أجل فلسطيني سوريا، يعيشون أوضاعا غاية في “القسوة” و”السوء”.

ويضيف حسين لوكالة “الأناضول” الإخبارية: “إن وضع اللاجئين في ظل الصراع الدائر في سوريا، بالتزامن مع الاشتباكات الأخيرة حوّل المخيم إلى جحيم، ومكان لا يصلح للحياة.
وتابع:” المأساة في اليرموك، لا يمكن وصفها، ما يجري باختصار إبادة للمخيم، وقتل وتجويع لسكانه”.

ويعيش اللاجئون في سوريا أوضاعا قاسية في الوقت الراهن في ظل الأحداث الدامية والدائرة هناك ، فبحسب العديد من المراكز الحقوقية والإنسانية، فإن المخيمات الفلسطينية في سوريا تتعرض لاستهداف كبير في ظل معترك الحرب الدائرة بين النظام السوري، وقوات المعارضة، وهو الأمر الذي خلف أكثر من ألف قتيل من الفلسطينيين بحسب منظمات حقوقية، وآلاف الجرحى، إلى جانب نزوح عشرات الآلاف من اللاجئين داخل سوريا والبلدان المجاورة، تقدرهم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين بـ“270” ألف نازح، منهم 80 ألف فروا خارج البلاد.

ودخل الصراع في سوريا عامه الخامس، حيث خلّف نحو 200 ألف قتيل، بحسب إحصائيات الأمم المتحدة، وأكثر من 300 ألف قتيل، بحسب مصادر المعارضة السورية، فضلًا عن أكثر من 10 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها.

ويقول طلال عوكل الكاتب السياسي في صحيفة “الأيام” الصادرة من رام الله في الضفة الغربية، إن اللاجئين الفلسطينيين يدفعون أثمانا باهظة، في مخيمات اللجوء.

ويضيف عوكل لوكالة “الأناضول”: “إنّ اللاجئين يعيشون النكبة مرتين”، مشيرا إلى أن الصراعات الداخلية في العالم العربي أثرت بشكل سلبي على اللاجئين وأوضاعهم الإنسانية.

وتابع: “المخيمات الفلسطينية في الدول العربية، باتت هدفا للاقتلاع والتشريد، والضياع والموت، عانوا في الأردن، في سبعينيات القرن الماضي، ولاحقهم الموت في العراق وليبيا، وتعرضوا للقتل في لبنان، ويكفي ما نالهم في مخيم نهر البادر من دمار وإبادة”.

ومخيم نهر البارد، هو مخيم للاجئين الفلسطينيين يقع في شمالي لبنان، كان يضم نحو 30 ألف فلسطيني، توزعوا في أماكن متفرقة في لبنان عقب تدميره.

و في مايو/آيار 2007 أصبح هذا المخيم محور صراع بين القوات المسلحة اللبنانية وجماعة “فتح الإسلام”، المسلحة التابعة لتنظيم القاعدة، وقد أدت هذه الاشتباكات إلى نزوح سكان المخيم وتدمير المخيم بالكامل.

وفي العراق تقول منظمات حقوقية إن نحو أربعين ألفاً، يعيشون أوضاعا قاسية بفعل الصراع الدائر هناك، وأن آلاف من اللاجئين نزح إلى الخارج، فيما قتل المئات.

النكبة

وتصف مؤسسات حقوقية ما يجري للاجئين الفلسطينيين بالنكبة، وأنهم يسجلون فصلا جديدا من المعاناة لا يقل عن نكبة الفلسطينيين عام 1948.

وفي الخامس عشر من مايو/ أيار في عام 1948 استيقظ نحو تسعمائة ألف فلسطيني على واقع تهجيرهم، وطردهم من قراهم ومدنهم في فلسطين التاريخية.

ويحيي الفلسطينيون ذكرى “النكبة” في 15 من مايو/ أيار كل عام “وهي توافق ذكرى قيام دولة إسرائيل”.

ووفق الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فإن عدد اللاجئين الفلسطينيين حتى نهاية العام 2013 وصل إلى 5.9 مليون نسمة، يتوزعون على 58 مخيما بواقع 10 مخيمات في الأردن، و9 مخيمات في سوريا، و12 مخيما في لبنان، و19 مخيما في الضفة الغربية، و8 مخيمات في قطاع غزة.

وقد أنشأت الأمم المتحدة وكالة خاصة لـ “إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين” (أونروا ) لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين في تلك المخيمات.

وتقول “أونروا” إنّ اللاجئين الفلسطينيين في سوريا هم من ضمن أكثر المتضررين من النزاع لأنهم يعانون من الفقر منذ وقت طويل قبل بداية الحرب، ويعيشون أوضاعا لا يمكن وصف قسوتها في الوقت الراهن.

وبحسب “أونروا” فإن من أصل 540 ألف لاجئ فلسطيني مسجل لديها في سوريا، فإن 270 ألف شخص منهم أصبحوا الآن نازحين في البلاد.

وقد فر نحو 80 ألف شخص إلى خارجها، ووفق “أونروا” فقد وصل 51 ألف شخص إلى لبنان، و11 ألف إلى الأردن، و5 آلاف شخص إلى مصر، فيما فرت أعداد أخرى إلى تركيا وغزة وأماكن أوروبية.

وفي لبنان هناك 450 ألف مسجل لدى “أونروا” ، والعديد منهم يعيش في المخيمات الـ“12” الموجودة في البلاد.

ويشكل اللاجئون الفلسطينيون ما نسبته عُشر سكان لبنان، ولا يتمتعون هناك بحقوق مدنية أو اجتماعية، بحسب “أونروا”.

وتعاني كافة المخيمات الـ“12” في لبنان من مشاكل خطيرة في مقدمتها :”الفقر والبطالة والاكتظاظ”.

ومن بين كافة أقاليم عمليات “أونروا”، فإن لبنان لديها أعلى نسبة من اللاجئين الفلسطينيين الذين يعيشون في فقر مدقع .

وفي الأردن يعيش في الأردن أكثر من 2 مليون لاجئ , ويتمتع كافة اللاجئين الفلسطينيين في الأردن بالمواطنة الأردنية الكاملة باستثناء حوالي 140 ألف لاجئ أصلهم من قطاع غزة الذي كان حتى العام 1967 يتبع للإدارة المصرية، وهم يحملون جوازات سفر أردنية مؤقتة لا تخولهم حق المواطنة الكاملة كحق التصويت وحق التوظيف في الدوائر الحكومية.

وتؤكد “أونروا” أن الفلسطينيين في مخيمات اللاجئين في الدول العربية يعانون من الفقر والبطالة، وبظروف حياة قاسية و”غير ملائمة”.

المصدر: الأناضول



السابق

بدء انسحاب "داعش" من مخيم اليرموك

التالي

اللاجئون الفلسطينيون يفرون من جحيم «داعش» فى اليرموك


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة "Gaza Writes Back"

  !israel is a piece of shit and they know ittwitter.com/ThisIsGaZa/status/595385208385449985/photo/1 




تغريدة "عاصم النبيه- غزة"

 عندك القسام وبتأيد داعش؟ روح استغفر ربك يا زلمة.. #غزةtwitter.com/AsemAlnabeh/status/595507704338186240
 




تغريدة "أحمد بن راشد بن سعيد"

القاهرة تنتفض ضد قرار تقسيم #فلسطين عام 1947.كان زمان!لكن تظل #فلسطين_قضيتناtwitter.com/LoveLiberty/status/594548013504307200/photo/1




تغريدة "Joe Catron"

 Take a moment to thank "@MsLaurynHill" for cancelling her concert in occupied Palestinetwitter.com/jncatron/status/595337215695192064/photo/1




تغريدة "Dr. Ramy Abdu"

 المغنية الأمريكية المشهورة لورين هيل تلغي حفلها الفني في "إسرائيل" بعد حملة واسعة لنشطاء حركة المقاطعة.twitter.com/RamAbdu/status/595530542910742528




تغريدة "النائب جمال الخضري"

في #غزة يقهرون الإعاقة ويلعبون الكرة الطائرة أطرافهم بترت اثناء الحرب على غزة لا يأس ولكن عزيمة وصمود لهم التحية.twitter.com/jamalkhoudary/status/595520655858147328





 

محمود كلّم

42 عاماً على مجزرة صبرا وشاتيلا !!!

من الصعب على الذاكرة بعد مرور 42 عاماً على المجزرة، استرجاع أدق التفاصيل التي تبدو ضرورية لإعادة تقييم مجريات الأحداث، والخروج مع … تتمة »


    ابراهيم العلي

    في ظلال يوم الأرض الفلسطينون : متجذرون ولانقبل التفريط

    ابراهيم العلي

     يعد انتزاع الاراضي من أصحابها الأصليين الفلسطينيين والإستيلاء عليها أحد أهم مرتكزات المشروع الصهيوني الاحلالي ، فالأيدلوجية الصهي… تتمة »


    تتقدم مؤسسة العودة الفلسطينية من عمال فلسطين بأطيب الأمنيات وأجلّ التحيات لما يقدمونه من جهد وعمل وتضحية..
صامدون - عاملون - عائدون
    تتقدم مؤسسة العودة الفلسطينية من عمال فلسطين بأطيب الأمنيات وأجلّ التحيات لما يقدمونه من جهد وعمل وتضحية.. صامدون - عاملون - عائدون