المشروع الاول من نوعه فى الوطن العربى

مهندستان من غزة تصنعان الاسفلت من مخلفات السيارات

منذ 9 سنوات   شارك:

 على الرغم من احباط الجميع للمهندستان اميرة عيسى "22 عاما "، واحلام ابو ظاهر " 24 عاما" وكلاهما فى تخصص الهندسة المدنية فى جامعة فلسطين، من فشل مشروعهن الخاص بدراسة تأثير مسحوق مطاط الاطارات فى الخليط الاسفلتى وصناعة الاسفلت، الا انهن وصلن للنجاح بعد سنة من العمل الدؤوب.

فنتيجة الاوضاع السياسية والاقتصادية فى قطاع غزة، من اغلاق المعابر ونقص المواد الازمة لانشاء مشاريع الطرق، وكثرة مخلفات اطارات السيارات التى يتم التخلص منها بالحرق او الدفن فى التربة، وفى الحالتين يتم الحاق الضرر فى البيئة، بحثت المهندستان على ايجاد حلول للمشكلة والجمع بينهما للوصول لحل اقتصادى صديق للبيئة، ويصل للمواصفات المطلوبة.

وقالت المهندسة ابو ظاهر انه تم استخدام مسحوق مطاط الاطارات التالفة دون حرقها، فى الخلطة الاسفلتية الساخنة لانتاج خلطات اسفلتية صديقة للبيئة للمساهمة فى حل المشكلة البيئية الناتجة من التخلص غير السليم للاطارات، وايجاد بديل عن الحصويات المستوردة المستخدمة فى انشاء الطرق بموارد اخرى متوفرة فى قطاع غزة، بالاضافة لتحسين خواص واداء الرصفة الاسفلتية العادية باضافة مسحوق المطاط بنسب مختلفة من وزن الخلطة الاسفلتية.

وتتابع لدنيا الوطن " تركز المشروع على استخدام مادة مسحوق مطاط الاطارات التالفة فى طبقة الاسفلت لزيادة دقة العمل قبل الشروع فى تطبيق استخدام المادة، ثم اعداد عينات من الاسفلت التقليدى المستخدم بالعادة فى مشاريع الطرق التى تتكون من اربعة انواع من الحصمة والبيتومين، والحصول على النسب المثلى، وتم العمل على اضافة المادة".

واجريت كافة التجارب والاختبارات المعملية اللازمة للخليط المعدل ومقارنتها مع نتائج اختبارات الخليط التقليدى، وكانت من اهم التجارب تجربة مارشال التى تحدد مقدار الاثبات والانسياب للخليط الاسفلتى، وذلك فى مختبرات نقابة المهندسين ومختبر الجامعة الاسلامية ومختبر كلية تدريب مجتمع غزة.

واشارت نتائج المشروع الى مدى امكانية استخدام مسحوق مطاط الاطارات التالفة فى الخليط حيث يعطى للخليط ثبات اكثر مقارنة بالخليط التقليدى، وأضافت ابو ظاهر " بعد اجراء تحليل سعر للخليط الاسفلتى وجدنا انه هناك فروق فى التكلفة الاجمالية لانشاء طبقة الاسفلت الرابطة بمقدار ثمانية بالمئة، مقارنة بالخليط العادى، وهذا يعتبر نجاح كبير للمشروع، لما له من دور فى تقليل التكلفة الاجمالية للطريق ورفع المستوى الاقتصادى ".

وجدير بالذكر انه نتيجة الظروف السيئة نجد ان مشاريع الطرق هى مشاريع مدمرة ويتم التأخير فى تسليم المشاريع لحين دخول مادة الاسفلت، ووجود تشققات فى الاسفلت بعد رصفه، فى حين تصل جودة الاسفلت بما وصل اليه المهندستين الى 50 سنة.

ووصلت المهندستان خلال المشروع للنسب المطلوبة حسب المواصفات الدولية ومواصفات بلدية غزة، من خلال عينة بدائية تقدر بخمسة كيلو من الاسفلت، فى حين تم تطبيق هذا المشروع فقط فى اميركا بحسب بحث المهندستان عن الفكرة على الانترنت.

وبحسب احصائيات حصل عليها المهندستان من وزارة النقل والمواصلات انه خلال عام 2012 دخل لغزة 63 الف مركبة جديدة، وبزيادة الف مركبة فى العام 2013، ويحتاج صاحب المركبة لتغيير الاطارات كل فترة قصيرة قد لا تتعدى سنة واحدة، فى محاولة للحصول على احصائية اطارات السيارات التالفة.

وتصنع مادة الاسفلت فى مصنع القاعود شرق مدينة غزة، حيث يتطلب صناعته درجة حرارة معينة من اجل الحفاظ عليها ووصوله للمكان المطلوب للتعامل معها عبر الماكينات والاليات لرصفها، حيث لجأ المهندستان للمصنع فى بداية المشوار لاجراء التجارب.

وعن مميزات هذا المشروع قالت زميلتها المهندسة عيسى انه اول دراسة علمية محلية فى هذا المجال، حيث لا يوجد دراسة سابقة فى هذا الاطار، وتساعد على ايجاد حل علمى جيد وافضل من الحلول الموجودة وكيفية التخلص من اطارات السيارات التالفة، وتقليل التكلفة وتحسين مواصفات الخليط.

وتعرضت المهندستان لمشاكل ومعيقات خلال انجار هذا المشروع اهمها صعوبة الحصول على مادة مطاط الاطارات التالفة بشكل محلى دون اللجوء الى استيرادها من الخارج، حيث توجهت المهندستان للعديد من الورش الفنية ومصانع البلاستيك للقيام بطحن اطارات السيارات للوصول لماكنة تطحن الاطارات ، الا ان محاولاتهن باءت بالفشل، الا ان وصلن لماكنة كلفتهن مبلغ كبيرمن المال مقابل ذلك.

بالاضافة لانقطاع التيار الكهربائى لفترات طويلة الذى يعتمد عليه عمل المعدات الكهربائية، وتم العمل بشكل يدوى فى المختبر لعدم وجود معدات تقنية متطورة مما كلف كثير من الوقت والجهد.

وفى حديث عيسى لدنيا الوطن اوصت بضرورة الاهتمام فى المشروع من الجهات المعنية فى البيئة والطرق، والنظر فى هذه الدراسة لما لها من ايجابيات، وتابعت " نأمل فى ايجاد جهة داعمة وممولة لتمويل هذا المشروع وتطبيقه بشكل عملى موسع بتوفير الماكنة اللازمة ".

وتطمح المهندستان لاكمال المشروع بدراسة الماجستير على نفس الفكرة وتطويرها من اجل خدمة فلسطين بفكرة جديدة تعمل على خدمة المجتمع والبيئة.

وتقدمت المهندستان بالشكر للمشرف على المشروع الدكتور سارى ابو شرار لاهتمامه الكبير فى نجاح هذه الدراسة، حيث كان مشرفا ومصدر عون والهام وتشجيع لهن، وساعدهن فى القيام بهذا المشروع بالوصول للنتائج المطلوبة، كما توجهن بالشكر للمهندس فايز ارقيق لما له من دور فى مساعدتهم فى مختبر نقابة المهندسين.



السابق

مأساة اليرموك: الأهالي يدفعون ثمن تقدّم "داعش" وحصار النظام

التالي

"الإعاشة" بين "الحرمان" والتقليصات المتزايدة .. و"الواسطات"!!


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة "Gaza Writes Back"

  !israel is a piece of shit and they know ittwitter.com/ThisIsGaZa/status/595385208385449985/photo/1 




تغريدة "عاصم النبيه- غزة"

 عندك القسام وبتأيد داعش؟ روح استغفر ربك يا زلمة.. #غزةtwitter.com/AsemAlnabeh/status/595507704338186240
 




تغريدة "أحمد بن راشد بن سعيد"

القاهرة تنتفض ضد قرار تقسيم #فلسطين عام 1947.كان زمان!لكن تظل #فلسطين_قضيتناtwitter.com/LoveLiberty/status/594548013504307200/photo/1




تغريدة "Joe Catron"

 Take a moment to thank "@MsLaurynHill" for cancelling her concert in occupied Palestinetwitter.com/jncatron/status/595337215695192064/photo/1




تغريدة "Dr. Ramy Abdu"

 المغنية الأمريكية المشهورة لورين هيل تلغي حفلها الفني في "إسرائيل" بعد حملة واسعة لنشطاء حركة المقاطعة.twitter.com/RamAbdu/status/595530542910742528




تغريدة "النائب جمال الخضري"

في #غزة يقهرون الإعاقة ويلعبون الكرة الطائرة أطرافهم بترت اثناء الحرب على غزة لا يأس ولكن عزيمة وصمود لهم التحية.twitter.com/jamalkhoudary/status/595520655858147328





 

محمود كلّم

42 عاماً على مجزرة صبرا وشاتيلا !!!

من الصعب على الذاكرة بعد مرور 42 عاماً على المجزرة، استرجاع أدق التفاصيل التي تبدو ضرورية لإعادة تقييم مجريات الأحداث، والخروج مع … تتمة »


    ابراهيم العلي

    في ظلال يوم الأرض الفلسطينون : متجذرون ولانقبل التفريط

    ابراهيم العلي

     يعد انتزاع الاراضي من أصحابها الأصليين الفلسطينيين والإستيلاء عليها أحد أهم مرتكزات المشروع الصهيوني الاحلالي ، فالأيدلوجية الصهي… تتمة »


    تتقدم مؤسسة العودة الفلسطينية من عمال فلسطين بأطيب الأمنيات وأجلّ التحيات لما يقدمونه من جهد وعمل وتضحية..
صامدون - عاملون - عائدون
    تتقدم مؤسسة العودة الفلسطينية من عمال فلسطين بأطيب الأمنيات وأجلّ التحيات لما يقدمونه من جهد وعمل وتضحية.. صامدون - عاملون - عائدون