طفلة فلسطين داليا خليفة.. "عصيّة الدمع"

منذ 10 سنوات   شارك:

 داليا خليفة، صاحبة الابتسامة الجميلة والملامح الجذابة، أصيبت خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة مع أفراد عائلتها التي تقطن حي الزيتون، شرق مدينة غزة، عندما تساقطت قذائف الدبابات الإسرائيلية فجراً على بيتهم الذي "كان" آمناً.

كان للطفلة داليا نصيب كبير من الشهرة، بعد أن انتشرت صورة فوتوغرافية لملامحها التقطها أحد المصورين في قطاع غزة، أظهرت وجهها المكسو بالإصابات المختلفة، والمزين بابتسامة تحدٍ، تثبت نظرية الصمود الفلسطيني في وجه الألم والعدوان.

وتشرح الطفلة داليا أنّ الحكاية بدأت في الأول من أغسطس/ آب العام 2014 فجراً، عندما كانت تحتضن شقيقتها الصغيرة ريماس (5 سنوات)، سقطت عدة قذائف إسرائيلية على منزل جيرانها، وبعد ذلك بدأت القذائف تتساقط على منزلها، وفي كل الاتجاهات.

وتضيف، في حديث إلى "العربي الجديد": "لم أتمكن من النوم في تلك الليلة، كنت خائفة جداً من الأجواء المريبة والأوضاع المتوترة. وبعد سقوط القذائف، أصبت في جميع أنحاء جسدي، وشقيقتي ريماس في رأسها وقدمها، كذلك باقي أفراد أسرتي، أصيبوا إصابات مختلفة".

بدت ملامح الطفلة داليا حزينة ومتوترة وهي تستذكر الموقف، الذي تصفه بأنه "مهول ومروع جداً"، وتقول: "شعرت في تلك اللحظة بالرعب الشديد، وأيقنت أننا سنستشهد جميعاً نظراً لكثافة القذائف وأصوات الانفجارات التي ملأت المكان، ومشهد الدم الذي طغى على المشهد".

وتتابع حديثها المغلّف بالدمع: "كنت أنا وأشقائي ننزف في ذلك الوقت، وصرنا نصرخ ونستغيث، ولم يتمكن أحد من الوصول إلينا نتيجة كثافة القصف الإسرائيلي على المنطقة، لكن أبي تمكن من إخراجنا من البيت، واتصل بالإسعاف التي تأخرت بالوصول نتيجة الأوضاع الصعبة".
وتضيف داليا: "بعد أن وصلنا إلى مستشفى الشفاء بالمدينة، تم إجراء العمليات الجراحية اللازمة، وإخراج الشظايا والحجارة من جسدي وجسد شقيقتي ريماس وشقيقي زهير، لكن جسدي ما زال يحوي ثمانية حجارة، وبحاجة إلى عملية جراحية لإزالتها".

وفازت صورة داليا، التي صوّرها المصور الفلسطيني محمد أسعد محيسن، بالجائزة الكبرى في مسابقة "روح الإنسانية"، بتنظيم من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية عن الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

ويصرّح المصور محيسن، لـ"العربي الجديد"، قائلاً: "في التاسع من أغسطس 2014، ذهبت إلى مستشفى الشفاء من أجل التقاط صورة للطفلة المصابة داليا بعد تسعة أيام من إصابتها. أوقفتها في أحد ممرات المستشفى وقمت بالتقاط الصورة".

ويتابع محيسن، الذي فقد بيته خلال العدوان على غزة: "لم أنشر الصورة في حينها، لأني كنت متيقناً من فوزها بإحدى الجوائز الدولية، وبالفعل فازت بالمركز الأول في مسابقة روح الإنسانية".

ويشير إلى أنه احتار في ذلك الحين بتسمية الصورة التي تحمل الكثير من المعاني، فقد كانت داليا مصابة في جميع أنحاء جسدها، لكن ملامحها لم تحمل أي علامة من علامات الانكسار، وكانت متعالية على جراحها وتتطلع لمستقبل جديد، فسمى الصورة "عصيّة الدمع".

المصدر: العربي الجديد



السابق

"ثابت" تحاضر في ثانوية دير ياسين في مخيم البص

التالي

الدول الغربية وفت بـ10% فقط من التزاماتها لإعمار غزة


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة عارف حجاوي

twitter.com/aref_hijjawi/status/1144230309812215814 




تغريدة عبدالله الشايجي

twitter.com/docshayji/status/1140378429461807104




تغريدة آنيا الأفندي

twitter.com/Ania27El/status/1139814974052806657 




تغريدة إحسان الفقيه

twitter.com/EHSANFAKEEH/status/1116064323368046593




تغريدة ياسر الزعاترة

twitter.com/YZaatreh/status/1110080114400751616 




تغريدة إليسا

twitter.com/elissakh/status/1110110869982203905 





 

محمود كلّم

من نيبال إِلى غزّة: حين يُغلِقُ الحاكمُ أُذُنيهِ عن صرخاتِ شعبهِ!

القمع لا يقتل الأفكار، بل يورثها مزيداً من الاشتعال. وكل كلمة مكتومة تتحول جمراً تحت الرماد، تنتظر ريحاً صغيرة لتتحول ناراً تعصف ب… تتمة »


    ياسر علي

    مؤسسة "هوية".. نموذج فاعل في الحفاظ على الانتماء الفلسطيني

    ياسر علي

    جاء المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية-هوية في سياق اهتمام الشعب الفلسطيني وأبنائه ومؤسساته بالحفاظ على جذور ه وعاد… تتمة »


    معايدة رمضانية 

تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.

 رمضان كريم 
نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى.

كل عام وأنتم بخير 
    معايدة رمضانية  تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.  رمضان كريم  نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى. كل عام وأنتم بخير