ثورة العشرين.. باكورة الانتفاضات الشعبية الفلسطينية
حرك وعد بلفور المشئوم وممارسات الاحتلال البريطاني ودعمه لهجرة المستوطنين اليهود لفلسطين في العشرينيات؛ مشاعر الغضب وراكمها لدى الفلسطينيين؛ إلى أن انفجرت في موسم النبي موسى في القدس المحتلة يوم 4 أبريل 1920 وعرفت بثورة العشرين.
وكانت تلك الثورة على شكل انتفاضة شعبية ومواجهات بين الفلسطينيين والمهاجرين اليهود؛ أسفرت عن قتل عدد من اليهود؛ لتتواصل فصول المشهد حتى يومنا هذا بصور مختلفة.
طغيان الإنجليز
وينقل المقدسي مصطفى عبد الرحيم أحمد (50 عاما) من حي واد الطور عن والده الذي عاصر أحداث ثورة العشرين أنه لولا الدعم البريطاني لهجرة اليهود ودعمهم بالسلاح لاستطاع الفلسطينيون وحدهم بعد انتفاضة العشرين منع إقامة الكيان لاحقا عام 48؛ إلا أن بريطانيا كانت بالمرصاد لأي انتفاضة مسلحة كانت تستهدف هجرة اليهود وبناء مستوطناتهم.
وتوثق الروايات والموسوعة الفلسطينية أن أحداث النبي موسى بدأت شرارتها الأولى بينما كانت وفود من كافة مدن ومناطق فلسطين المحتلة محتشدة في القدس للمشاركة في الموسم الديني السنوي المعروف باسم موسم النبي موسى التي تبدأ فعالياته بالتجمع في القدس والسير نحو مقام النبي موسى.
وحاول أحد المستوطنين اليهود تخريب الاحتفال لكن تم قتله، ولحق به آخر، ليتصاعد الموقف وتتسع الاشتباكات لتشمل مدينة القدس، وتفرض السلطات البريطانية الأحكام العرفية، حيث استمرت الأحدث قرابة أسبوع قتل فيها عدد من اليهود واستشهد عدد من الفلسطينيين.
منعطف تاريخي
بدوره، يرى أستاذ العلوم السياسية عبد الستار قاسم أنّ ثورة العشرين كانت منعطفا، وحققت نتائج إيجابية وشكلت باكورة التمرد على الظلم والانتفاضات المتلاحقة؛ إلا أنها عانت من بعض السلبيات لاحقا ما تزال موجودة بيننا حتى الآن؛ مثل العصبيات والعائلية، والصراع على المصالح والنفوذ والخلاف بين القيادات.
ويلفت إلى أن بريطانيا عملت في ذلك الوقت على استغلال الخلافات بين أكبر عائلتين في القدس؛ ضمن سياسة فرق تسد كما يحصل الآن من الاحتلال الصهيوني الذي يضغط لمواصلة تشتيت وتمزيق الشعب وقواه الحية المقاومة.
ويتابع "لم يتوقف الشعب الفلسطيني يوما عن رفض الاحتلال والظلم الواقع عليه؛ حيث تعد انتفاضة العشرين أولى الانتفاضات الشعبية في فلسطين المحتلة التي استمرت وتكررت حتى يومنا هذا بأشكال كثيرة مع اختلاف الظروف والأحداث، ولو استمرت الانتفاضات المسلحة الشعبية ولم توقف بالمفاوضات؛ لما استمر الاحتلال حتى وقتنا هذا".
وعن سياسة فرق تسد والتي اتبعتها بريطانيا، أوضح قاسم أن بريطانيا وقتها أقالت موسى كاظم الحسيني من رئاسة بلدية القدس، وعيَّنت مكانه راغب النشاشيبي في رئاسة البلدية، لتلعب منذ ذلك الوقت ورقة الصراع العائلي (حسينية ونشاشيبية)، والتي انعكست سلباً على حركة المقاومة طوال الاحتلال البريطاني.
جيل يتعلم التاريخ
وتؤكد الطالبة شروق خليل من جامعة النجاح بنابلس أن مساق دراسات فلسطينية في الجامعة تطرق إلى ثورة العشرين التي لم تعرف عنها سابقا، ولم تعرف أهميتها كونها كانت نواة، وفتحت الباب وقتها للانتفاضات الشعبية المتلاحقة ضد الاحتلال.
وتقول "يجب أن ندرس أطفالنا وهم صغار تاريخ قضيتهم وأهم محطاتها مثل ثورة العشرين، فلا يجوز أن نعرف تاريخنا وتضحيات أجدادنا وآبائنا ووقفات شعبنا المشرفة إلا في فترة الجامعة".
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام
أضف تعليق
قواعد المشاركة