"براء".. فتى فلسطيني يغني فيأسر قلوب الدنماركيين

منذ 11 سنة   شارك:

ولد الفتى براء قدورة في الدنمارك من أبوين فلسطينيين، قرر المنافسة في برنامج "إكس فاكتور" وهو لم يتعدَّ الخامسة عشرة من عمره.

تخطى حاجز الاختيار، وهو منذ أسابيع يصعد على المسرح مكرراً تخطيه لمرحلة تلو الأخرى، يصوت له المشاهدون في منازلهم، وهم الذين يتابعون مساء كل جمعة، بثا مباشرا للقناة الرسمية الأولى للتلفزة الدنماركية.

كسر براء بمشاركته صوراً نمطية عديدة، بالفن والموسيقى والغناء، وبوجود والديه المساندين له بين الجمهور. والدة محجبة وأب ملتح وأخوان صغيران. عائلة لا تختلف عن بقية العوائل التي تساند الشابات والشباب في المنافسة.

صورة نمطية وضعت في قوالبها، ليس المنطقة التي يعيش فيها براء، وهي ضاحية "برابراند" من ضواحي المدينة الثانية في البلاد "آرهوس"، بل معظم المهاجرين، وخصوصا العرب والفلسطينيين تحديداً. كان براء في المنافسة منذ بداية العام، حين جرى هجوم كوبنهاغن الشهر الماضي، دون أن يؤثر ذلك في استمراره في تخطي المراحل.

في الحلقتين الماضيتين من البرنامج كان على الفتى الفلسطيني أن يغني منافساً أحد المشاركين ليختار الحكام بينهما، وفي المرتين تخطى براء المرحلة. لكن الجمعة الماضية شهق الحكام بكاء وهم يرون كيف أن أصغر متسابق في البرنامج، كان مضطراً لأن يتم الاختيار بينه وبين شابة أخرى نمت بينهما صداقة.
براء أسر قلوب الجمهور والحكام في ولعه وعشقه للغناء، وبتأثر كبير من حكم قاس قال لبراء: "لا يمكنني التخلي عنك، أعرف كم هي قاسية خلفيتك وحياتك".

ببراءة طفولية في تلقائية التصرف والممارسة يتخطى براء حواجز كثيرة، وربما موانع أكثر، بدعم والديه وجمهور يتفهم طموحات فتى مراهق، لم يمنعه ولعه بالغناء من أن يكون مواظباً على دراسته.

مساء كل يوم جمعة، يتحلق ملايين المشاهدين لمتابعة مجريات إكس فاكتور، ومثلهم يفعل سكان تلك الضاحية حاملين هواتفهم ليصوتوا لبراء، حتى يستمر في المنافسة مع بقية المشاركين.

 

كان الفتى قد وعد هؤلاء في أول تخط لحاجز الاختيار، بأنه سيصل إلى المراحل النهائية من البرنامج. ولم يثر مشارك في السابق ما أثارته مشاركة هذا الفتى، من حيث اختلاط الخلفية الثقافية لنشأته ومكانها وتداخل الحدث مع البرنامج.

لكن كثيرين وضعوا تلك المشاركة، في إطارها الدال على إمكانية تحدي كل العقبات التي يمكن لأبناء الجيل الجديد من المهاجرين، تخطيها ببعض التشجيع والاعتراف. نقاش يختلط فيه الفن بالاجتماع والسياسة والدين، لكن في الفنون، وهي خيار كثير من شباب وشابات من أصول مهاجرة، ما يعبر عنهم وعن طموحاتهم.

وبتلقائية براء، وقبله الشاب من أصول مغربية "باسم"، (الذي غنى باسم الدنمارك في العام الماضي في مسابقة الأغنية الأوروبية)، يخط بعض هؤلاء طريقهم الذي يصبح مع الوقت دليلاً لآخرين، يبحثون عن مكانة ومساواة في مجتمعات ما تزال تحبو بين تعددية ثقافية وانغلاق على الذات.

سبق أن احتل كثيرون مواقع الصدارة في الموسيقى والرقص والرياضة والفنون، وربما هو استلهام أبناء الضواحي لنجاحات سابقة، ما يدفع براء وغيره لأن يكونوا منافسين أمام ملايين المشاهدين. فهو الذي قال في أول مؤتمر صحفي لأصغر مشارك: "إذا كان باسم قد فعلها قبلي فلمَ لا أفعلها؟".

لم يمنع ولع براء قدورة بالغناء أن يقول إنه يحلم بإتمام دراسته، ليصبح معالجا فيزيائيا أو ممرضا. لقد اهتمت وسائل الإعلام ببراء لاجتماع عوامل متعددة، جعلت منه بالفعل نجم تلك الصحافة وآسر قلوب الدنماركيين كما أطلقوا عليه. -

المصدر: العربي الجديد



السابق

الفلسطيني أكرم الحروب شهيد الجدار ولقمة العيش

التالي

غزة: أطفال صُم يعدون رسوماً متحركة عن العدوان


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة عارف حجاوي

twitter.com/aref_hijjawi/status/1144230309812215814 




تغريدة عبدالله الشايجي

twitter.com/docshayji/status/1140378429461807104




تغريدة آنيا الأفندي

twitter.com/Ania27El/status/1139814974052806657 




تغريدة إحسان الفقيه

twitter.com/EHSANFAKEEH/status/1116064323368046593




تغريدة ياسر الزعاترة

twitter.com/YZaatreh/status/1110080114400751616 




تغريدة إليسا

twitter.com/elissakh/status/1110110869982203905 





 

محمود كلّم

أم ناظم: دموعُ الانتظارِ وحلمٌ ماتَ في أحضانِ الغيابِ!

في أزقّةِ مخيّمِ شاتيلا، حيثُ تختلطُ رائحةُ الأرضِ المبتلّةِ بدموعِ المنفى، وحيثُ تروي الجدرانُ قصصاً عن اللجوءِ والمقاومةِ، سكنت … تتمة »


    ابراهيم العلي

    في ظلال يوم الأرض الفلسطينون : متجذرون ولانقبل التفريط

    ابراهيم العلي

     يعد انتزاع الاراضي من أصحابها الأصليين الفلسطينيين والإستيلاء عليها أحد أهم مرتكزات المشروع الصهيوني الاحلالي ، فالأيدلوجية الصهي… تتمة »


    تتقدم مؤسسة العودة الفلسطينية من عمال فلسطين بأطيب الأمنيات وأجلّ التحيات لما يقدمونه من جهد وعمل وتضحية..
صامدون - عاملون - عائدون
    تتقدم مؤسسة العودة الفلسطينية من عمال فلسطين بأطيب الأمنيات وأجلّ التحيات لما يقدمونه من جهد وعمل وتضحية.. صامدون - عاملون - عائدون