الفلسطيني أكرم الحروب شهيد الجدار ولقمة العيش

منذ 11 سنة   شارك:

 قُتلت أحلام أكرم الحروب (22عاماً)، على أعتاب جدار الفصل العنصري الذي بناه الاحتلال بين المدن الفلسطينية، خلال محاولته القفز عنه قبل عشرة أيام، بحثاً عن لقمة العيش بعد أن ضاقت به سبل الحياة وأغلقت جميعها في وجهه.

أكرم دفعته ظروف الحياة الصعبة، والحالة الاقتصادية المتردية، إلى أن يغامر بحياته ويعيش حياة التهريب والدخول إلى فلسطين المحتلة للعمل في الورش ومصانع الاحتلال. وقبل عشرة أيام سقط عن الجدار أثناء محاولته العبور إلى مكان عمله، وأصيب على أثرها بكسرين في الفخد والرِجل وخضع لعمليات جراحية تكلّلت بالنجاح.

وبحسب ما قاله محمد الحروب، ابن عم شهيد لقمة العيش، لـ"العربي الجديد"، فإن "مضاعفات غير معروفة أدت إلى إصابة أكرم بجلطة في الرئتين تسببت بوفاته بعد أن خضع لعملية جراحية في ساقه"، متابعاً أن "أكرم خرج من العملية سليماً معافى، وبصحة جيدة، لولا تلك التغيّرات التي طرأت على صحته ليفارق بعدها الحياة".

وتوفي أكرم، وهو من بلدة ديرسامت، غرب مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية المحتلة، مساء أمس الأربعاء، بعد أن عاش ظروفاً اقتصادية صعبة طيلة حياته، كما تقول العائلة، يتيم الأبوين ولديه خمسة من الأشقاء، اثنين من الذكور متزوجين ولديهما مسؤوليات عائلاتهم، فيما كان يتولى مهمة علاج إحدى شقيقاته الثلاث، إضافة إلى تأمين لقمة العيش لهن جميعاً.

ويقول الحروب: "أكرم كان خلوقاً محبوباً بين الناس، مواظباً على أداء صلواته، ولديه الكثير من الأحلام التي انتهت اليوم". ويضيف بأنه كان يضطر للدخول إلى مدن الداخل الفلسطيني المحتل رغماً عنه، لأن حياته في الضفة الغربية المحتلة كانت صعبة جداً، ولم يتوفر له طيلة سنواته الأربع التي عاشها عاطلاً عن العمل أي فرص تخرجه من ذلك الضيق، بل كان يعاني من عدة أمراض في الظهر.
ولم يتمكن شهيد لقمة العيش من تأمين حياة كريمة لشقيقاته الثلاث، ولا من تحسين ظروفه المعيشية الصعبة، ومع رحيله قُتلت أحلامه في الزواج وفي بناء المنزل منذ لحظة سقوطه عن ذلك الجدار العنصري الذي أرادت من خلاله سلطات الاحتلال تنغيص حياة الفلسطينيين والتضييق عليهم بتلك الحجج والذرائع الأمنية التي شتتت الناس بعضهم عن البعض، وعززت البطالة التي جعلت منهم أناساً يحملون أرواحهم على أكفّهم لحظة البحث عن قوت يومهم.

وحمّل الحروب الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن استشهاد ابن عمه، مشيراً إلى أن جدار الفصل العنصري هو المتسبب بحالة الوفاة تلك، مطالباً العالم والدول العربية بالتدخل والضغط على سلطات الاحتلال لإزالة الجدار القاتل، أو منح الفلسطينيين تصاريح عمل للدخول إلى الأراضي المحتلة وتأمين حياتهم، كون إسرائيل تحتل الأراضي الفلسطينية وهي مسؤولة عن كل ذلك الضيق الذي يعيشه الفلسطينيون.

وختم حديثه مع "العربي الجديد" قائلاً بأنه لو توفرت فرص عمل في الضفة الغربية المحتلة، لما اضطر أكرم وآلاف العمال الفلسطينيين من اللجوء الدخول إلى الداخل الفلسطيني المحتل والعمل لدى الاحتلال، مطالباً جميع الجهات بالعمل على تأمين فرص عمل حقيقية ومقنعة للفلسطينيين ليصبحوا قادرين على الاستغناء عن احتلال قد يغمّس لقمة عيشهم بالدماء.

المصدر: العربي الجديد



السابق

«10 آلاف ليرة» لتمكين المعوّقين الفلسطينيين

التالي

"براء".. فتى فلسطيني يغني فيأسر قلوب الدنماركيين


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة عارف حجاوي

twitter.com/aref_hijjawi/status/1144230309812215814 




تغريدة عبدالله الشايجي

twitter.com/docshayji/status/1140378429461807104




تغريدة آنيا الأفندي

twitter.com/Ania27El/status/1139814974052806657 




تغريدة إحسان الفقيه

twitter.com/EHSANFAKEEH/status/1116064323368046593




تغريدة ياسر الزعاترة

twitter.com/YZaatreh/status/1110080114400751616 




تغريدة إليسا

twitter.com/elissakh/status/1110110869982203905 





 

محمود كلّم

أم ناظم: دموعُ الانتظارِ وحلمٌ ماتَ في أحضانِ الغيابِ!

في أزقّةِ مخيّمِ شاتيلا، حيثُ تختلطُ رائحةُ الأرضِ المبتلّةِ بدموعِ المنفى، وحيثُ تروي الجدرانُ قصصاً عن اللجوءِ والمقاومةِ، سكنت … تتمة »


    ابراهيم العلي

    في ظلال يوم الأرض الفلسطينون : متجذرون ولانقبل التفريط

    ابراهيم العلي

     يعد انتزاع الاراضي من أصحابها الأصليين الفلسطينيين والإستيلاء عليها أحد أهم مرتكزات المشروع الصهيوني الاحلالي ، فالأيدلوجية الصهي… تتمة »


    تتقدم مؤسسة العودة الفلسطينية من عمال فلسطين بأطيب الأمنيات وأجلّ التحيات لما يقدمونه من جهد وعمل وتضحية..
صامدون - عاملون - عائدون
    تتقدم مؤسسة العودة الفلسطينية من عمال فلسطين بأطيب الأمنيات وأجلّ التحيات لما يقدمونه من جهد وعمل وتضحية.. صامدون - عاملون - عائدون