الأونروا: غرق فلسطينيين قبالة سواحل جزيرة صقلية تعد إشارة "واضحة ومأساوية" للوضع الذي لا يطاق
وفقا لما أوردته أحدث التقارير، غرق ما يصل إلى تسعة أشخاص فلسطينيين قبالة سواحل جزيرة صقلية يوم الرابع من آذار. وكان أولئك الغرقى من ضمن 59 فلسطينيا كانوا جزءا من مجموعة أكبر تحاول الوصول إلى أوروبا من الشواطئ الليبية.
إن حقيقة أن هذه المجموعة كانت تتكون من لاجئين فلسطينيين من سورية ومن غزة ولبنان تعد إشارة واضحة ومأساوية بأن لاجئي فلسطين يجدون الحياة في سورية لا تطاق بشكل متزايد.
وتجدر الإشارة إلى أن الصراع قد طغى على مجتمعات لاجئي فلسطين في سورية وتزايدت نسبة عدم احترام القانون الدولي وحماية المدنيين. وفي غزة، فإن آثار الاحتلال والحصار والحملات العسكرية المتكررة لم تعمل على تدمير منازل وحياة ودخل لاجئي فلسطين فحسب، بل وأيضا على تدمير الأمل بتحقيق مستقبل آمن وكريم. أما في لبنان الذي يعاني فيه لاجئو فلسطين بالفعل من التهميش الاجتماعي والاقتصادي، فإن الضغط على اللاجئين في لبنان قد دفع بلاجئي فلسطين نحو العوز واليأس.
إن هذه المآسي التي تشتمل على غرق رجال ونساء وأطفال في البحر لا تنبع من النزاع المسلح والاحتلال ونقص حماية حقوق الإنسان فحسب، بل وأيضا وبشكل أساسي من الفشل في حل مشكلة لاجئي فلسطين. وفي الوقت الذي يتصاعد فيه التطرف في منطقة الشرق الأوسط، فإن فشل المجتمع الدولي في حل قضية الفلسطينيين يضيف أهمية أخرى.
وقد عمل المجتمع الدولي، من خلال الأونروا، على دعم صمود لاجئي فلسطين في سائر أرجاء المنطقة منذ عام 1950. وتناشد الأونروا من أجل الحصول على زيادة عاجلة لهذه المساعدة التي لا غنى عنها، وتدعو أيضا إلى التقيد التام بالالتزامات المنصوص عليها بموجب أحكام القانون الدولي وإلى حماية أولئك الذين يفرون من النزاع. وتشدد الأونروا أيضا على الحاجة الملحة لحلول سياسية للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي والنزاع السوري بحيث يتسنى للاجئي فلسطين مجددا بناء مستقبل آمن وكريم.
أضف تعليق
قواعد المشاركة