منار وعبير..ذاكرة تصارع نسيان ليلة الموت

منذ 11 سنة   شارك:

لم تتمالك الفتاة منار الشنباري (15 عاماً) دموعها وهي تستذكر مشهد استشهاد عدد من أفراد أسرتها ورؤيتها مشاهد الموت بعينيها مراتٍ ومرات وكأنها تعيشها حتى هذه اللحظة.

ولا تزال مشاهد أشلاء إخوتها وأمها تلاحقها في نومها ويقظتها وهي تروي لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام" كيف استطاعت هي وعائلتها أن تنجو بأعجوبة من موتٍ محقق عندها هُجروا من بيتهم قسراً من بيت حانون شمال قطاع غزة لجوءاً إلى مدارس وكالة الغوث، ومنها إلى مدارس جباليا في اعتقادٍ منهم أنها قد تكون أكثر أمناً.

لا أمان !

الفتاة الشنباري رسم الألم والمعاناة خطوط الكبر المبكر على وجهها لكنها كانت تحاول أن تكون أكثر تماسكاً وهي تروي لحظة قصف المدفعية الصهيونية للمدرسة التي يقطنون فيها في مخيم جباليا، الأمر الذي أدى إلى استشهاد والدتها وثلاثة من إخوتها تحولوا إلى أشلاء أمامها، فيما فقدت هي قدميها وجرى استئصال طحالها بعد عددٍ من العمليات المعقدة التي أجرتها في غزة والأردن.

لم يكن للفتاة الشنباري سوى أمنية واحدة بألا يرى أقرانها من الأطفال ما رأته بعينها من موتٍ لأسرتها وذويها مرات ومرات، مناشدة العالم بأن يقف درعاً لحماية الأطفال الذين ليس لهم ذنب.

ليلة القيامة !

"لازلت لم أصدّق أنني لازلت على قيد الحياة" .. هذا ما عبّرت به الفتاة عبير الهُركلي عن حالها الفظيع ليلة الرعب التي عايشها حي الشجاعية بأكمله في ظل الحرب العدوانية الأخيرة على قطاع غزة، واصفة بالمشهد أنه "ليلة القيامة".

تقول لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام" وعلامات الارتباك تبدو على ملامحها وكأنها تعيش الحدث بتفاصيله: "لا ندري كيف مرّ الليل علينا فقد كان طويلاً جداً وأبي وأمي يدعواننا أنا وإخوتي أن نطلق ألسنتنا بالشهادة استعداداً للموت الذي بات قريباً من رؤوسنا".

لم تكن عبير كأي فتاة عادية؛ فهي من ذوي الاحتياجات الخاصة التي تحتاج إلى من يسندها في الظروف الطبيعية، فكيف وإن كانت في ظروف الحرب، تضيف: "هربنا صباحاً من منزل عمي لتعاجلنا قذيفة ارتقى على إثرها العشرات من الشهداء، فيما ألقاني ضغط القذيفة -برحمة الله- بعيداً بإصابة خفيفة أصيبت بها قدمي".

وتتابع: "مرّت الدقائق كأنها سنوات ولم يسعفنا أحد وحولي عشرات الشهداء من الأطفال والنساء والرجال وكبار السن، حتى جاء من ينقذنا لأكون الوحيدة على قيد الحياة من بين عشرات الجثث".

إحصائيات

آمال صيام، مدير مركز شؤون المرأة بغزة، أكّدت أن 293 شهيدة ارتقين خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة، وأن هناك آلاف الجريحات والنازحات، فيما أكدت أنهم رصدوا 150 امرأة أصبحت ذات إعاقة، وأن أكثر من 700 امرأة تحولن إلى أرامل بعد وفاة أزواجهن خلال الحرب.

وأشارت صيام، في حديثها لمراسلنا، أن المرأة الفلسطينية في غزة أصبحت تبحث عن أبسط حقوقها لتعيش حياةً كريمة.

وقالت: "آلاف النساء النازحات يُحرمن في هذه اللحظات من أبسط حقوق الكرامة الإنسانية، من طعام وشراب وملبس وسترة".

وأوضحت أن كثيرًا من النساء النازحات يمررن بصروف صعبة جداً من الناحية الصحية والاجتماعية والاكتظاظ في مساحة صغيرة.

وبيّنت الناشطة في مجال المرأة، أن عدوان 2014 جاء في أسوأ أوضاع يمر بها الشعب الفلسطيني وخاصةً في قطاع غزة، حيث معدلات الفقر والبطالة وصلت إلى نسب عالية جداً.



السابق

فلسطينييو بريطانيا يتعصمون تضامناً مع أهلهم في سورية

التالي

الاحتلال يصادق على 49 وحدة استيطانية جديدة بالقدس


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة عارف حجاوي

twitter.com/aref_hijjawi/status/1144230309812215814 




تغريدة عبدالله الشايجي

twitter.com/docshayji/status/1140378429461807104




تغريدة آنيا الأفندي

twitter.com/Ania27El/status/1139814974052806657 




تغريدة إحسان الفقيه

twitter.com/EHSANFAKEEH/status/1116064323368046593




تغريدة ياسر الزعاترة

twitter.com/YZaatreh/status/1110080114400751616 




تغريدة إليسا

twitter.com/elissakh/status/1110110869982203905 





 

محمود كلّم

غزة.. حين انقلب التاريخ من مهبط الرسالات إلى مهبط الطائرات!

في الأزمنة البعيدة، كان الشرق الاوسط  قلب العالم، ونافذة السماء إلى البشر، ومسرح الوحي الذي غيَّر وجه التاريخ. على هذه الأرض مشت… تتمة »


    ياسر علي

    مؤسسة "هوية".. نموذج فاعل في الحفاظ على الانتماء الفلسطيني

    ياسر علي

    جاء المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية-هوية في سياق اهتمام الشعب الفلسطيني وأبنائه ومؤسساته بالحفاظ على جذور ه وعاد… تتمة »


    معايدة رمضانية 

تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.

 رمضان كريم 
نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى.

كل عام وأنتم بخير 
    معايدة رمضانية  تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.  رمضان كريم  نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى. كل عام وأنتم بخير