شكّ الخرز الفلسطيني

منذ 11 سنة   شارك:

كانت النساء الفلسطينيّات يحكن من الخرز أغطية لأباريق وجرار الماء، ولاحقاً أدخلن الخرز في حياكة قبعات وقفازات الصوف. هذه الحرفة القديمة التي أتقنتها النساء في وقت فراغهنّ، مستخدمات "شكّ الخرز" الملون على أطراف المناديل والعصبات، وفي إنتاج قطع جميلة لتزيين البيوت، أو في صناعة المسابح والإكسسوارات والميداليات، فتعددت تقنيات استخدام الخرز للتزيين العاديّ أو في الحرف.

و"شكّ الخرز" يعتبر إبداعاً على الرغم من أنّ صناعته عمل قد يكون شاقاً ولكنه ممتع. في هذا الصدد، تقول آمنة عوض التي تقوم بتدريب الفتيات الفلسطينيات في مخيمات لبنان على شك الخرز، وتحديداً في مخيم عين الحلوة، وضواحيه أي منطقة صيدا، حيث يعيش في المدينة عدد كبير من الفلسطينيين لـ"العربي الجديد": "أنا أعمل بـ "شك الخرز" منذ كنت في التاسعة من عمري، وقد تعلمته من جدتي التي حملت معها هذا التراث من فلسطين، فكانت تعلمني أنا وأخواتي كيف نصنع غطاء لزجاجة القنديل "السراج" وغطاء إبريق الماء، كي لا تدخله الحشرات ما يجعل الإبريق مميزاً بألوان الخرز، وكذلك حتى لا تندثر هذه الحرفة، لأنّها من التراث الفلسطيني".

وتضيف، "لقد كانت النسوة في فلسطين يضعن الخرز على أطراف المناديل، كي يزداد المنديل جمالاً وأناقة بألوانه المميزة. وكانت كل امرأة تتباهى بما تصنع، إلاّ أنّ الجيل الجديد لا يعرف فن الخرز، لذلك فقد قمت مع مؤسسات اجتماعية في إعداد دورات في شك الخرز، إيماناً منّا بالمحافظة على التراث الفلسطيني، كي لا يتلاشى ويضيع".

وتقول عوض: "لقد درّبت العديد من الفتيات على شك الخرز، ليقمن بتسويق أعمالهن من خلال المعارض التراثية التي تعرض هذه المنتوجات، ومردود هذه المبيعات يعود للفتيات اللواتي قمن بصنعها، وكنا نلاحظ الإقبال على هذه الأعمال التراثية، وخصوصاً من الجيل المتمسك بفلسطين أو من الفلسطينيين المغتربين الذين يبحثون عن كل ما يدل على التراث الفلسطيني، ليبقى ذكرى عندهم ومن ضمن مقتنياتهم الشخصية، ولأنّ التراثيات الفلسطينية مفقودة بشكل عام في بلاد الاغتراب، فيشدهم الحنين إلى اقتنائها".

وأشارت إلى أنّ مشغولات الخرز اليدوية يتهافت عليها زوار المعارض، لأنّها نادرة والطلب عليها أكثر من المطرزات. "نحن نسعى لإقامة معرض دائم لأشغال الخرز، وهدفنا أن لا تنقرض هذه المشغولات المرتبطة بالتراث الفلسطيني، وحتى تبقى متوارثة من جيل إلى جيل. ففي المخيمات الفلسطينية في مدينة صيدا (جنوبي لبنان) لم يبق سوى امرأة واحدة تقوم بأشغال الخرز عن طريق "المكّوك"، وهي كانت في السابق تجمع الفتيات الفلسطينيات وتعلمهن على كيفة العمل على المكوك".

وتختم عوض إلى أنّ عدم وجود من يتقن المشغولات التراثية الفلسطينة وخصوصاً "شك الخرز" أدّى إلى عدم انتشارها بين أبناء الجيل الفلسطيني الجديد، لذلك نحاول إعادة إحياء هذه المشغولات، بالإضافة إلى غلاء كلفة شك الخرز، والكلفة تكمن في مصنوعية اليد العاملة.

المصدر: العربي الجديد



السابق

"التجمع الفلسطيني" ينظم لقاءات مع سياسيين وأحزاب إيطالية

التالي

وفاة فلسطيني جوعًا بمخيم اليرموك


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة عارف حجاوي

twitter.com/aref_hijjawi/status/1144230309812215814 




تغريدة عبدالله الشايجي

twitter.com/docshayji/status/1140378429461807104




تغريدة آنيا الأفندي

twitter.com/Ania27El/status/1139814974052806657 




تغريدة إحسان الفقيه

twitter.com/EHSANFAKEEH/status/1116064323368046593




تغريدة ياسر الزعاترة

twitter.com/YZaatreh/status/1110080114400751616 




تغريدة إليسا

twitter.com/elissakh/status/1110110869982203905 





 

محمود كلّم

غزة.. حين انقلب التاريخ من مهبط الرسالات إلى مهبط الطائرات!

في الأزمنة البعيدة، كان الشرق الاوسط  قلب العالم، ونافذة السماء إلى البشر، ومسرح الوحي الذي غيَّر وجه التاريخ. على هذه الأرض مشت… تتمة »


    ياسر علي

    مؤسسة "هوية".. نموذج فاعل في الحفاظ على الانتماء الفلسطيني

    ياسر علي

    جاء المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية-هوية في سياق اهتمام الشعب الفلسطيني وأبنائه ومؤسساته بالحفاظ على جذور ه وعاد… تتمة »


    معايدة رمضانية 

تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.

 رمضان كريم 
نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى.

كل عام وأنتم بخير 
    معايدة رمضانية  تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.  رمضان كريم  نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى. كل عام وأنتم بخير