أصيب عشرات الفلسطينيين والمتضامنين الأجانب وصحافيين أمس خلال قمع قوات الاحتلال الاسرائيلي للمسيرات السلمية التي انطلقت في عدد من بلدات وقرى الضفة الغربية لمناهضة الاستيطان وجدار الفصل العنصري.

ففي بلعين، في محافظة رام الله، أصيب 4 فلسطينيين بالرصاص الحي، والعشرات بحالات اختناق، كما جرى اعتقال أربعه أشخاص بعد ضربهم، وذلك خلال قمع الاحتلال أمس، للمسيرة الأسبوعية في عامها العاشر.

وانطلقت المسيرة تحت شعار «مستمرون في النضال حتى زوال الاحتلال»، عقب صلاة الجمعة من وسط القرية، دعت لها اللجنة الشعبية لمقاومه الجدار والاستيطان، باتجاه الأراضي المحررة بالقرب من جدار الضم والتوسع العنصري لمناسبة الذكرى العاشرة لبدء فعاليات المقاومة الشعبية في المنطقة.

وشارك عدد كبير من المتضامنين الاجانب ونشطاء السلام الإسرائيليين في المسيرة التي تصدى لها جنود الاحتلال بإطلاق مكثف لقنابل الغاز والصوت والرصاص الحي تجاه المشاركين. وتخلل ذلك اعتقال أربعة من بينهم ناشطان إسرائيليان.

ورفع المشاركون في المسيرة نحو ألف علم فلسطيني ومجسمات للصليب، حيث ألصقوا عليها القنابل الغازية التي تلقيها قوات الاحتلال تجاه أهالي القرية في إشارة لرفض ما حدث يوم أول من أمس من حرق كنيسة في القدس. وتأتي المسيرة في قرية بلعين بمناسبة مرور عشر سنوات على إنطلاق هذه المسيرات ضد الجدار.

وأطلق الجنود الاسرائيليون قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة باتجاه الشبان الذين ردوا بإلقاء الحجارة، وإعادة عدد من قنابل الغاز بإتجاه الجنود.

وإستمرت المواجهات بين الجنود والشبان الذين ساعدهم أن إتجاه الريح كان معاكساً، ما قلل من حالات الاختناق بينهم بسبب قنابل الغاز، والتي بدا ان لهم خبرة في إعادتها نحو الجنود باستخدام ما يعرف باسم (المقلاع).

وأبدى عضو الكنسيت الاسرائيلي دوف حنين، إعجابه «بنضال» سكان قرية بلعين ضد الجدار. وقال لـ»رويترز» خلال التجمع الذي كان يستعد للانطلاق في المسيرة، «هذا نضال مهم، لانه نضال قرية صغيرة فتح سكانها منازلهم وقلوبهم لمتضامنين دوليين واسرائيليين ديموقرطيين جاءوا هنا وناضلوا معا ضد مصادرة الأراضي وضد الاحتلال«.

وقال عضو المجلس التشريعي الفلسطيني مصطفى البرغوثي لـ»رويترز» خلال مشاركته في المسيرة، «المقاومة الشعبية هي البديل لمفاوضات عقيمة، لن تجدي نفعاً هي الميدان الذي يتوحد فيه الجميع بدل الصراع على سلطة وهمية لا قيمة لها«.

وفي كفر قدوم، في محافظة قلقيلية، أصيب مصور وكالة «رويترز»، عبد الرحيم قوصيني بقنبلة غاز مباشرة في الرقبة، وعشرات الفلسطينيين، باختناق نتيجة قمع قوات الاحتلال مسيرة القرية الأسبوعية السلمية، المطالبة بفتح الشارع الرئيسي للقرية المغلق منذ 12 سنة، والتي انطلقت بعد ظهر أمس.

كذلك، أصيب ثلاثة فلسطينيين بالرصاص الحي، والعشرات بالرصاص المطاطي والاختناق، واعتقال ثلاثة آخرين، جراء قمع الاحتلال للمسيرة السلمية التي نظمت أمس للمطالبة بفتح شارع الشهداء وسط مدينة الخليل.

وفي بلدة الخضر، جنوب بيت لحم، أصيب عدد من الأشخاص، بالاختناق، في مواجهات مع قوات الاحتلال في منطقة «أم ركبة»، وذلك لليوم الثالث على التوالي.

المصدر: (وفا، رويترز)