تساقطت الثلوج بغزارة يومي الخميس والجمعة 19 و20 شباط (فبراير) 2015 على الأردن، لكنها لأول مرة منذ أكثر من عشرين عاماً تتساقط بهذه الغزارة وتتراكم على بيوت مخيم البقعة للاجئين الفلسطينيين على بعد 20 كم شمال العاصمة عمّان.

بيوت الصفيح

ولعل أكبر التحديات أمام سكان المخيم في هذه العاصفة الثلجية كان تحدي بيوت الصفيح البائسة، التي لا تصمد أسقفها المصنوعة من ألواح الصفيح أمام الأحمال والضغط فوقها نتيجة تراكم الثلوج مما هدّد بانهيار هذه الأسقف فوق رؤوس ساكنيها.

ناهيك عن حالات الفقر الشديد وعدم قدرة كثير من سكان المخيم على تأمين الوقود اللازم للتدفئة في هذا الشتاء القارس، ورغم وجود العديد من المؤسسات الخيرية والإغاثية العاملة في المخيم، إلا أن حجم الحاجة أكبر.

لجان شبابية

أمام هذه الحالة المستجدّة، تداعى شباب مخيم البقعة وسارعوا إلى تقديم المساعدة للأهالي في هذه الظروف الجوية الصعبة، حيث شكلوا العديد من الفرق الشبابية من شباب المساجد والأحياء ونفذوا حملات إنقاذية وإغاثية بمساعدة عدد من المؤسسات الخيرية، وذلك من خلال لتغطية بيوت الصفيح بالمشمعات البلاستيكية وإزالة الثلوج من فوق الأسطح وتدعيم البيوت من الداخل بأعمدة إضافية.

وقامت الحركة الإسلامية في المخيم من خلال لجان الطوارئ التي شكلتها لهذه الغاية بتوزيع بعض المدافئ وصفائح الوقود على عدد من بيوت الفقراء في المخيم.

خدمات متواضعة

وقد أظهرت هذه الظروف العيوب في البنية التحتية للمخيم، مثل انسداد أنابيب تصريف المياه وتعرض بعض البيوت للغرق نتيجة تدفق المياه، وأيضاً يظهر حجم الحاجة التي لا تستطيع لجان خدمات المخيمات الحكومية أن تلبّيها من تقديم الخدمات اللازمة من معونات طارئة للسكان.

يُذكر أن مخيم البقعة الذي تأسس عام 1968 بعد حرب 67 مباشرة، يسكنه أكثر من مئة ألف نسمة من اللاجئين الفلسطينين.