فلسطينيون يواجهون العاصفة "جنى" بالسخرية
استعدّ الفلسطينيون الذين فقدوا ثقتهم بتنبؤات الراصدين الجويين، لاستقبال العاصفة الثلجية الجديدة التي أطلق عليها اسم "جنى"، والتي تبدأ غداً الخميس، بالتهكم والسخرية، بعد أن تسابقوا قبل شهر لشراء ملايين أرغفة الخبز، استعداداً لاستقبال أختها "هدى" التي جاءت هادئة بالفعل، وعلى عكس القسوة التي قدرتها بها الأرصاد الجوية.
يحب الفلسطينيون الثلج، وهذا سبب سخطهم على الرصد الجوي الذي بشرهم به قبل شهر، فاستعدوا له بشحن هواتفهم النقالة لالتقاط أكبر عدد من الصور، وشحن بيوتهم بالطعام تجنباً لأزمة بيضاء في منطقة كل أزماتها سوداء قاتمة.
لكن الثلج لم يأت، وخربت الريح الباردة خطط شبان من الضفة الجبلية، وعدوا أصدقائهم في غزة الصحراوية، بكتابة أسمائهم على الثلج.
اليوم ما أن نشر راصد جوي تفاصيل عن العاصفة الجديدة "جنى" التي قيل إن الثلوج بفضلها، ستسقط على كل المناطق التي يزيد ارتفاعها عن 500 متر فوق مستوى سطح البحر، حتى انهالت تعليقات ساخرة.
وعلق أحد النشطاء، ويدعى مصعب عمر، على خبر العاصفة التي أوردها راصد غير متخصص عبر صفحته في "فيسبوك" قائلاً: "إذا الراصد الجوي بيحكي الشمس بتطلع من الشرق، لن يجد من يصدقه"، وسخر الناشط جاد قدومي: "على ذمة الراصدين الجويين، سوف تسقط حيتان غداً".
من جهته يقول يوسف أبو أسعد مدير عام الأرصاد الجوية الفلسطينية، لـ"العربي الجديد": "ألوم الإعلام المحلي الذي يستضيف راصدين هواة يشرحون للناس حالة الطقس، وهؤلاء الهواة جعلوا الجمهور يشكك في مصداقية الرصد الجوي، اللوم كله على الإعلام المحلي الذي يعرف أين يجد المعلومة الدقيقة، لكنه يفضل استضافة المهولين".
وعندما ضربت العاصفة "هدى" بلاد الشام، نجح الراصدون الهواة في استقطاب الناس باستخدام لغة ظريفة في وصف الأحوال الجوية، فقال أحد الراصدين: "بقي للنساء في الضفة، يوم واحد فقط لغسل الملابس" في إشارة لمنخفض جوي طويل، هذه اللغة دفعت الإذاعات المحلية للتسابق في استضافة راصدين يحب الناس سماع طريقتهم في وصف الطقس.
يضيف أبو أسعد "التنبؤات الجوية علم قائم بحد ذاته، يحمل الراصد الجوي شهادة بكالوريوس في الفيزياء أو الرياضيات أو الأرصاد، ثم يتدرب لمدة ثلاث سنوات على الرصد الجوي وتحليل الخرائط، بعدها يجب أن يعمل مساعد راصد جوي لمدة خمس سنوات، قبل أن يصير بالفعل راصداً جوياً موثوقاً به".
ويتابع: "الإعلام المحلي الفلسطيني يستضيف طلبة جامعات لتحليل الجو، المهم أن يكون عندهم طريقة تهويلية تجذب المستمع أو تضحكه".
أحد الراصدين الجويين كتب في "فيسبوك": "منخفض ولا بالأحلام". فعلق أحد المتابعين ساخراً: "مش باقي غير تقول خوذ مطرة واحصل على ثلجة مجاناً".
واقترح نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي تسمية المنخفض باسم رجل لا امرأة، "جنى متقلبة مثل هدى".
وبعيداً عن الراصدين الهواة، أكدت دائرة الأرصاد الجوية الفلسطينية، أن المنطقة تتأثر بمنخفض جوي عميق، قد تتساقط فيه الثلوج غداً في ساعات الليل، على المناطق التي ترتفع 400 متر عن سطح البحر.
المصدر: العربي الجديد
أضف تعليق
قواعد المشاركة