قلعة "العروبة" ضاقت على اليرموك

منذ 11 سنة   شارك:

 بعض الحكايات عن أحداثٍ تراجيديةٍ مأساوية، عاشها ثلةٌ من الناس في حقبةٍ من الزمن، لا تُفهم إلا عند العودة إلى المشهد الأول فيها، كذلك قصة مخيم اليرموك المحاصر.

من الصعب أن تحدّثَ أحد أبناء اليرموك المهاجرين، أو بالأحرى المهَجّرين، يذكر لك المأساة التي يعيشها المخيم، من دون أن يُذكّر نفسه، قبل أن يذكّرك بذكرياتٍ وردية، عاشها فلسطينيو اليرموك، قبل اندلاع أتون الحرب السورية.

تختلف الرؤى حول أسباب تحوّل اليرموك، من عاصمةٍ لشتات الفلسطينيين، كانت تشدّ أزرهم، وتوحّدهم أيام الأزمات، إلى أكبر مأساةٍ في التاريخ الإنساني الحديث، فبين تحميل النظام السوري المسؤولية عن إقحام اليرموك في هذه المعركة اللانهائية، وإلقاء اللوم على أبناء ثورةٍ دخلوها مجبرين، وبين تبريرٍ بانصهار الفلسطينيين بالنسيج الاجتماعي السوري، ما يحتم وحدة المصائر التي عززتها وحدة الدماء تتفرق الأقوال والآراء.

مهما تكن الأسباب التي دفعت إلى إقحام اليرموك في الأزمة السورية، فإنه بات من الواضح أن "قلعة العروبة" التي طالما تغنى بها السوريون، معارضين قبل مؤيدين، في زمن ما قبل الربيع العربي، ضاقت أسوارها على اليرموك وأبناء اليرموك فقط.

قد يبدو هذا القول غريباً، أو متخاذلاً للوهلة الأولى، فمن المعروف أن الشعب السوري ذاق، في السنين الأربع الماضية، ما لم يذقه أحد، على مر العقود الأربعة الأخيرة، وقد يُشار إلى مجاعاتٍ أخرى، عاشتها مناطق وأحياء عديدة، لكن الفارق يكمن في أن فلسطينيي اليرموك يُعاقبون من نظامٍ يحاسبهم على ثورةٍ، ليسوا هم أصحابها الأساسيين.

سمعت يوماً عن زيارة أحد مسؤولي إحدى الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة مخيم عين الحلوة اللبناني، فقيل لي إن هذا المسؤول بكى أول دخوله المخيم الفلسطيني، لأن أوضاعه أشد سوءاً من أوضاع غزة نفسها!

في اليرموك، حتى هذه الدموع تُفتقد الآن، لا دموع تسكب، ولا جهود حقيقية تظهر لتحييدٍ منشود للمخيم عن معركةٍ، لا ناقة له فيها ولا جمل.

المصدر: مؤمن صلاح – العربي الجديد



السابق

الاتحاد الاوروبي يدعو جميع الجهات المانحة بالوفاء بتعهداتها للأونروا

التالي

كي مون يحذر من استمرار حصار غزة ويدعو لإعمارها


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة عارف حجاوي

twitter.com/aref_hijjawi/status/1144230309812215814 




تغريدة عبدالله الشايجي

twitter.com/docshayji/status/1140378429461807104




تغريدة آنيا الأفندي

twitter.com/Ania27El/status/1139814974052806657 




تغريدة إحسان الفقيه

twitter.com/EHSANFAKEEH/status/1116064323368046593




تغريدة ياسر الزعاترة

twitter.com/YZaatreh/status/1110080114400751616 




تغريدة إليسا

twitter.com/elissakh/status/1110110869982203905 





 

محمود كلّم

صبرا وشاتيلا… حين يصبح الوطن غطاءً للقتل!

هناك لحظات في التاريخ تُصعق فيها الكلمات، فلا يجد المرء ما يعبر عن الصدمة إلا الصمت. هكذا شعرت وأنا أقرأ تصريحات في جريدة اليمين ا… تتمة »


    ياسر علي

    مؤسسة "هوية".. نموذج فاعل في الحفاظ على الانتماء الفلسطيني

    ياسر علي

    جاء المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية-هوية في سياق اهتمام الشعب الفلسطيني وأبنائه ومؤسساته بالحفاظ على جذور ه وعاد… تتمة »


    معايدة رمضانية 

تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.

 رمضان كريم 
نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى.

كل عام وأنتم بخير 
    معايدة رمضانية  تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.  رمضان كريم  نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى. كل عام وأنتم بخير