تجمّع جل البحر: حرمان وبؤس وبيوت آيلة للسقوط

منذ 11 سنة   شارك:

 في الصيف ضحية عجلات السيارات، وفي الشتاء ضحية أمواج البحر العاتية، هكذا يعيش سكان تجمع جل البحر الواقع عند مدخل مدينة صور، هذا التجمع الذي يعيش فيه اللاجئون الفلسطينيون، باتوا محرومين من كل مقومات الحياة الإجتماعية والصحية، بسبب عدم اعتراف الأونروا بحقوقهم، ما فاقم معاناتهم وزادها حرمانا.

تقول لطيفة الشاويش: "نعيش معاناة كبيرة وسيئة، من ناحية الحياة الإجتماعية القاسية حيث لا توجد عائلة أفضل من الأخرى، والجميع هنا في حالة حرمان وبؤس، بيوتنا لا تصلح للسكن، لا في الشتاء ولا في الصيف، حيث تقطر علينا مياه الأمطار في الشتاء، ويحرقنا لهيب الزينكو في الصيف، إضافة إلى الجرذان والفئران التي تجول في أرجاء الحارات والأزقة، نتيجة الإهمال من الجهات المسؤولة عن الخدمات البيئية".

وأضافت: "نحن خمسة أشخاص نعيش في غرفتين ومطبخ، حيث لا يسمح لنا بأي زيادة لتوسيع البيت، والجميع في البيت يعاني من أمراض صحية، نتيجة الوضع الإجتماعي والصحي المزري الذي نعيشه، والأونروا وغيرها من الجمعيات والمؤسسات لا تلتفت إلى أحد ولا تعطي أي اهتمام لوضعنا".

مطالبة بسد بحري

ووصف عبدالله محمد أبو ملوح، أوضاع اللاجئين في التجمع بالمأساوية، وقال: "يعاني التجمع من عدم وجود خدمات اجتماعية أو صحية أو بيئية، وذلك نتيجة تقصير الأونروا ابتداء، والفصائل انتهاء، التي من واجبها أن تعمل على تحسين أوضاعنا ولا تتركنا محرومين إلى هذا الحد، فنحن هنا نعيش في فصل الشتاء تحت رحمة البحر الذي يتهددنا في أمواجه، ففي كل سنة يحصد أرواح أبنائنا وبناتنا، بالإضافة إلى رحمة الشارع الرئيسي الذي يتهددنا أيضاً وفي كل حين، حيث حصد الكثير من أبنائنا نتيجة الحوادث التي تحصل. حقيقة نحن نعيش معاناة كبيرة من الكبير إلى الصغير، حيث يصف أبو ملوح أنه لا أحد يستطيع عبور الشارع خشية من الحوادث والدهس، ففي الفترة السابقة قامت "جمعية أرض البشر" بإنشاء مطبات في الشارع بالمواصفات الدولية، وذلك للحد من تعرض أبنائنا لعمليات الدهس، فأزالتها بلدية العباسية بعد أن وصفتها بأنها "غير قانونية".

ويشرح "مات الكثير دهساً بهذا الشارع، وطالبنا كثيراً بإنشاء سد بحري يحمي بيوتنا من البحر، ولكن الدولة اللبنانية ترفض، وممنوع علينا أن نضع أي مسمار في بيوتنا، فهناك أشياء كثيرة في بيوتنا تتعرض للتلف، وإذا أردنا إصلاحها فإننا ممنوعون من ذلك، وإذا فعلنا ذلك نتعرض للغرامات المالية والسجون ثم هدمها".

وتابع ملوح: "أما من الناحية الإقتصادية فهناك الكثير من أبناء هذا التجمع عاطل عن العمل فالجميع يعاني معاناة كبيرة لا نستطيع وصفها، أضف إلى ذلك أنه لا يوجد أي مستوصف صحي، ولا مسجد لدار العبادة، ولا حتى روضة للأطفال حتى نتمكن من تعليم أبنائنا وبناتنا، وأنا من هنا أطالب الجهات المعنية، بإيجاد حل لهذه القضية التي نعاني منها الأمرّين، وعلى الأونروا أن تبحث عن أرض بديلة وتبني مساكن لسكان هذا التجمع المهمشين من قبلها وقبل الدولة والفصائل".

وأضاف: "تصوّر أنه لا يوجد عامل نظافة يقوم بجمع النفايات، حيث باتت النفايات تشاركنا في بيوتنا، وتجمع الحشرات في الصيف والشتاء، وباتت الجراذين والفئران تشاركنا في منازلنا، فنحن نستحق أن نعيش كباقي المخيمات من ناحية الخدمات الطبية والإجتماعية والصحية، لأننا بشر ونحن فلسطينين ولسنا من أي جنسيات حتى نلقى هذه المعاناة".

غياب كل الخدمات

أما نهاد القاضي، فحالها كحال أهل التجمع، تصف لنا الوضع المعيشي الذي يعيشونه وتقول: "نحن هنا في جل البحر وضعنا في بوز المدفع، نعاني أمرّ الويلات نعاني من عدم وجود المراكز الصحية، حتى إذا مرض أحدنا لا يستطيع العلاج إلاّ في أحد المخيمات، أو داخل المدينة، وهذا ما يزيد من معاناتنا، بالإضافة إلى عدم توفر روضات الأطفال، وخدمات تقدمها الأونروا ومؤسسات أخرى في باقي المخيمات. فنحن نعيش كل المآسي، بيوتنا التي نسكنها آيلة للسقوط على رؤوسنا في أي لحظة، وغير مسموح لنا القيام بهدمها وإعادة إنشائها من جديد أو الزيادة عليها أو ترميمها، ولا يوجد أحد من الجهات المعنية رغم مطالبتنا المتكررة للنظر إلى وضعنا المأساوي، إلا أننا لم نلق آذاناً صاغية من أحد، لا من الأونروا ولا اللجان ولا المؤسسات ولا الجمعيات".

أما المواطنة فاطمة جحا، التي تعاني من أمراض صحية عديدة، بالإضافة إلى زوجها الذي يعيش على دواء الأعصاب، ونشافٍ في الدماغ، وهو مقعد، وكذلك إبنتيها اللتين تعانيان من أمراض مزمنة وعصبية، فقد ناشدت الجميع النظر إلى حالتها، إذ ليس هناك من يعينهم، أو ينظر إلى حالتهم الصحية والإقتصادية والإجتماعية، وتقول لا يوجد من يلتفت إلينا في هذا التجمع، كونه في نظرهم خارج المناطق التي تعترف بها الأونروا.

في تجمع "جل البحر" تجد أسوأ حالات البؤس والحرمان، ويناشد الأهالي الجميع لإيجاد حل لهذه المآسي، فهل تجد الاستغاثات صدى لها؟

المصدر: وكالة القدس للأنباء



السابق

الاحلتال يعتقل 8 فلسطينيين في الضفة والقدس

التالي

"البارد": تقليص خدمات الأونروا يفاقم الأزمات


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة عارف حجاوي

twitter.com/aref_hijjawi/status/1144230309812215814 




تغريدة عبدالله الشايجي

twitter.com/docshayji/status/1140378429461807104




تغريدة آنيا الأفندي

twitter.com/Ania27El/status/1139814974052806657 




تغريدة إحسان الفقيه

twitter.com/EHSANFAKEEH/status/1116064323368046593




تغريدة ياسر الزعاترة

twitter.com/YZaatreh/status/1110080114400751616 




تغريدة إليسا

twitter.com/elissakh/status/1110110869982203905 





 

محمود كلّم

غزّة: السَّماءُ تمطرُ دماً!

الحزن ليس شعوراً عابراً، بل ذاكرة متجذرة في الوعي الجمعي للأمة! ما يؤلم اليوم أننا بتنا نرى الدين وقد تحوّل في بعض صوره إلى أداة ت… تتمة »


    ياسر علي

    مؤسسة "هوية".. نموذج فاعل في الحفاظ على الانتماء الفلسطيني

    ياسر علي

    جاء المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية-هوية في سياق اهتمام الشعب الفلسطيني وأبنائه ومؤسساته بالحفاظ على جذور ه وعاد… تتمة »


    معايدة رمضانية 

تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.

 رمضان كريم 
نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى.

كل عام وأنتم بخير 
    معايدة رمضانية  تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.  رمضان كريم  نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى. كل عام وأنتم بخير