مهن صغيرة في عين الحلوة

منذ 11 سنة   شارك:

 خارج المخيمات، لا يستطيع اللاجئ الفلسطيني العمل، لأسباب عدة تتعلق بإقرار قانون العمل الخاص بالفلسطينيّين. وإن قُدّر له ووجد عملاً، فإن الراتب لا يكفيه حتى لتأمين كلفة المواصلات. لذا يبحث عن بديل يكفل له حياة كريمة في داخل مخيّمه. وهذه حكايات بعضهم من سكان مخيّم عين الحلوة في جنوب لبنان.

فاطمة عبد العزيز من بلدة صفوريّة، أم لخمسة أولاد. هي معيلة أسرتها، بعدما أقعد المرض زوجها. تعلمت الخياطة في عام 1984، وهي تفتخر بأنها استطاعت تعليم إحدى بناتها لتتخرج مهندسة معمارية.

في البداية، كانت تخيط الملابس في منزلها وتستخدم ماكينة خياطة قديمة تعود لوالدتها. وعندما كبر مصروف عائلتها، فكرت بمشروع خاص. فتقدّمت من إحدى المؤسسات بطلب قرض صغير بقيمة 1500 دولار أميركي يكفل لها تأمين الماكينات اللازمة للعمل، ومن ثم استأجرت محلاً. تقول: "اخترت أن يكون محلي في المخيّم، لأن الإيجار أوفر بكثير من مدينة صيدا. كذلك أستطيع في داخل المخيّم تأمين العمل لبنات شعبي. ففي المخيّم لسنا بحاجة إلى مواصلات، والإيجار أقلّ". وتشير إلى أنها حققت "نجاحاً كبيراً، خصوصاً عندما بدأ يقصدني أشخاص من خارج المخيّم لاستئجار فساتين أعراس".

من جهته، يملك محمد أبو عطية معملاً لصنع المفروشات المنزليّة في الشارع التحتاني للمخيّم. يخبر: "كنت أعمل أجيراً في أحد مصانع مدينة صيدا كدهان موبيليا، وكنت أتقاضى أجراً زهيداً لا أستطيع أن أعيش به حياة كريمة. ففكرت في استئجار محل صغير هنا". يضيف: "صرت أشتري المفروشات القديمة ومن ثمّ أعيد تنجيدها وبيعها بسعر قليل. وهكذا بدأت بتطوير عملي وصرت أصدّر مصنوعاتي إلى معارض في مناطق لبنانية مختلفة. لكنني أفضل أن أبيع الزبون في داخل المخيم، لأنه زبون دائم ويستفيد أكثر من السعر".

ويتابع: "يعمل في هذا المصنع اليوم 15 عاملاً، أي أنه يؤمن لقمة عيش 15 أسرة. لكن الأهم من ذلك أننا في داخل المخيّم نفيد بعضنا بعضاً". أحمد واحد من هؤلاء العمال. يقول: "في هذا المصنع استطعنا أن نعمل بكرامتنا، ومن دون أن نسمع إهانات كما سابقاً. وقد ضمنا حياة كريمة لأسرنا".

أما خالد ومحمد فتابعا تعليمهما وتخرجا مع أحلام كبيرة. أحدهما درس الفندقيّة والآخر التجارة والمحاسبة. لكنهما لم يستطيعا إيجاد عمل لائق، "فالسوق الخارجي لم يعد يرغب بتشغيل الفلسطينيّين وصار يفضّل السوري والسوداني والبنغلادشي وسواهم". من هنا، اتخذا قرارهما بفتح محل متواضع لبيع السندويشات في داخل المخيّم وسط بيئتهما. وتجدر الإشارة إلى أنه وفي محلهما المتواضع، يعمل ثلاثة شبان آخرين.

المصدر: العربي الجديد



السابق

مات شحادة الذيب في عين الحلوة وهو يحلم بالعودة إلى قرية العلمانية

التالي

الفنان محمد .. رسم الحياة على شظايا الموت مستخدماً مخلفات الاحتلال


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة عارف حجاوي

twitter.com/aref_hijjawi/status/1144230309812215814 




تغريدة عبدالله الشايجي

twitter.com/docshayji/status/1140378429461807104




تغريدة آنيا الأفندي

twitter.com/Ania27El/status/1139814974052806657 




تغريدة إحسان الفقيه

twitter.com/EHSANFAKEEH/status/1116064323368046593




تغريدة ياسر الزعاترة

twitter.com/YZaatreh/status/1110080114400751616 




تغريدة إليسا

twitter.com/elissakh/status/1110110869982203905 





 

محمود كلّم

من نيبال إِلى غزّة: حين يُغلِقُ الحاكمُ أُذُنيهِ عن صرخاتِ شعبهِ!

القمع لا يقتل الأفكار، بل يورثها مزيداً من الاشتعال. وكل كلمة مكتومة تتحول جمراً تحت الرماد، تنتظر ريحاً صغيرة لتتحول ناراً تعصف ب… تتمة »


    ياسر علي

    مؤسسة "هوية".. نموذج فاعل في الحفاظ على الانتماء الفلسطيني

    ياسر علي

    جاء المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية-هوية في سياق اهتمام الشعب الفلسطيني وأبنائه ومؤسساته بالحفاظ على جذور ه وعاد… تتمة »


    معايدة رمضانية 

تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.

 رمضان كريم 
نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى.

كل عام وأنتم بخير 
    معايدة رمضانية  تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.  رمضان كريم  نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى. كل عام وأنتم بخير