في حال استمرار الحصار
"أونروا" تحذر من اندلاع حرب جديدة بغزة
حذر مدير عمليات الوكالة الأممية لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، روبرت تيرنر، من خطورة استمرار الوضع المتدهور في الأراضي الفلسطينية وعلى وجه الخصوص في قطاع غزة، متوقعاً اندلاع حرب جديدة في المستقبل القريب في حال لم يتم فك الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ أكثر من 6 سنوات.
وأشار تيرنر خلال لقاء نظمه "المعهد الفلسطيني للاتصال والتنمية" بغزة ضمن مشروع رقابة الاعلام لشفافية الاعمار، مساء يوم الأربعاء 4-2-2015، إلى تفهّم الوكالة الأممية لحالة الغضب والإحباط التي تسيطر على الشارع الغزي نتيجة تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وغياب الافق أفق الانفراج السياسي.
ورأى أن عدم استقرار الوضع الأمني والسياسي في القطاع أدى لتلكؤ الدول المانحة تجاه تمويل متطلبات إعمار ما دمرته الحرب الأخيرة على غزة، وبالتالي لم تلتزم العديد منها بتنفيذ ما تعهدت بدفعه من مساعدات مالية خلال مؤتمر المانحين الذي عقد في العاصمة المصرية القاهرة في الثاني عشر من تشرين أول (أكتوبر) الماضي، وفق قوله.
وأعرب تيرنر، عن قناعته أنه في حال البدء الحقيقي بإعادة إعمار قطاع غزة فإن ذلك قد يؤجل أي صراع مسلح في قطاع غزة إلى سنوات أخرى، لافتاً إلى أن بقاء هذه المعاناة كما هي عليه سيؤدي إلى "تعجيل هذا الصراع"، حسب رأيه.
ويذكر أن "أونروا" أعلنت الأسبوع الماضي، عن وقف تقديم المساعدات المالية لمتضرري الحرب من اللاجئين المدمرة بيوتهم في قطاع غزة، بسبب نقص التمويل، لافتة إلى أن الدول التي أوفت بالتزاماتها المالية هي السعودية وألمانيا فقط.
وأضاف المسؤول الأممي "الدول المانحة تريد إعمار غزة في ظل وضع مستقر وفي حال استمرت عملية اعادة الاعمار بشكل مناسب فإنها ستستغرق ثلاث سنوات، ونحن نعطي الأموال للعائلات وهم يقومون بالإعمار ولا نتكلم هنا عن إعادة بناء الاقتصاد ولا نتحدث عن بناء المصانع والتجارة والمحال وغيرها من الصناعات التي تم تدميرها؛ فكل ذلك بحاجة للبناء لكن الأونروا لا تقوم بذلك فنحن ساعدنا العائلات التي فقدت منازلها وقدمنا لهم المال للإيجار وسنعطيهم أيضاً الأموال لإعادة بناء منازلهم"، كما قال.
وأشار إلى أن "أونروا" أصدرت العديد من البيانات التي تناولت شرح الوضع المالي السيئ الناجم عن عدم توفر التمويل اللازم لإعادة الإعمار، حيث طرحت هذا الأمر على العديد من الجهات المانحة ولم تحصل منهم على الأموال الكافية، الأمر الذي دفعها لتعليق العمل وهذا لم يكن قرار منها وإنما نتيجة لعدم توفر أي خيار آخر .
وبين تيرنر، أنه نتيجة لهذه البيانات فقد حصلت أونروا على مساعدة مالية من السعودية التي قامت بإعادة توجيه تمويل بقيمة 13.5 مليون دولار كانت قد تعهدت به لمشاريع إعادة الإعمار عبر "الصندوق السعودي للتنمية"، حيث قامت "أونروا" بصرف هذا التمويل بعد يوم من وصوله.
وشدّد على ما توليه "أونروا" من حرص للاضطلاع بدورها وبذل كل ما بوسعها للتخفيف من معاناة متضرري الحرب طالما توفر لديها التمويل، لافتاً إلى أن الوكالة الأممية تعلم جيداً أن الوضع المعيشي والاقتصادي الحالي أسوأ مما كان عليه قبل الحرب بكثير وأن الدخل القومي قد تقلص إلى - 50 في المائة والمصالحة لا تتحسن والوضع السياسي والأمني متدهور وهناك استهداف على الحدود وإطلاق نار على قوارب الصيادين.
المصدر: فلسطين أون لاين
أضف تعليق
قواعد المشاركة