تحذير من تصاعد حالات القتل والعنف بين فلسطينيي 48
تسود المجتمع الفلسطيني في مناطق 48 حالة من القلق والخوف في أعقاب تصاعد جرائم القتل والتي كان آخرها مقتل الشابين مختار حمد سليم وتد (23 عاما) وأحمد حمد سليم وتد (17 عامًا) من بلدة جت في منطقة المثلث وسط فلسطين المحتلة عام 48 الليلة الماضية.
رئيس مركز المركز العربي لمكافحة العنف في الداخل الفلسطيني "أمان"، الشيخ كامل ريان، أكد أنه لا يكاد يمر يوم دون حادث إطلاق نار، أو عملية قتل، أو اعتداء على أشخاص وممتلكات، جزء منها سطوٌ مسلحٌ، أو قتل شاب، أو طفل أو امرأة.
وأضاف الشيخ ريان في تصريحات لـ "قدس برس"، أن ظاهرة العنف أصبحت حاضرة في البلدات العربية في الداخل الفلسطيني، وإنها آخذة بالازدياد، مما يشكل خطرا جسيما على الأمن الشخصي، والجماعي لفلسطينيي ما يعرف بمناطق 48.
وقال الشيخ ريان: "المجتمع الفلسطيني في أراضي 48 يسير باتجاه منزلق خطير جدا منذ نحو 5 سنوات، بسبب تفاقم الجريمة والإرهاب "المدني".
وبين أن "الشخص يخرج من بيته لا يعلم إن كان سيعود أم لا، وهذا يشير إلى أننا نمر في مرحلة صعبة وخطيرة جدا، نتعرض فيها لظلم السلطة الصهيونية المحتلة، وهوان القيادات العربية في الداخل وضعفها".
وشدد ريان على أن المعطيات في هذا الاتجاه خطيرة جدا، مبينا أن 55 في المئة من محاولات القتل حدثت بين أوساط الفلسطينيين في الداخل، كما أن 68 في المئة من المعتقلين على خلفية عمليات قتل أو محاولات قتل هم من مواطني عرب الداخل. وأوضح أن المعطيات تشير إلى أن المجتمع الفلسطيني في الداخل تحول إلى "ماكنة قتل يقتل فيها نفسه ويقتل غيره".
وأشار إلى أن عام 2012 شهد مقتل 68 مواطنا عربيا، وارتفع هذا العدد في عام 2013 إلى 70 مواطنا وفي عام 2014 وصل العدد إلى 56 قتيلا، ووصل عدد القتلى منذ بداية العام الجاري إلى 8 ضحايا.
وعزا الشيخ ريان انتشار ظاهرة العنف والقتل بين فلسطينيي 48 إلى اتساع رقعة الفقر في أوساط فلسطينيي الداخل، وانتشار البطالة والتمييز العنصري من جانب المؤسسة الصهيونية تجاه عرب الداخل الذين يقبعون في درجات متدنية على السلم الاقتصادي والاجتماعي.
وأشار إلى أن الاحتلال له دور في انتشار العنف بين فلسطينيي 48، وأنه لا يريد أن يرى عربيا في هذه البلاد. واستدرك، بأنه لا يجب أن يكون الاحتلال هو الشماعة.
وقال: "إن القيادات العربية في الداخل والنواب العرب في الكنيست الصهيوني لا يقومون بواجباتهم كما يجب".
واتهم ريان شرطة الاحتلال بالتقصير في مواجهة هذه الظاهرة، وأنها لا تقوم بواجباتها وفق القانون، وقال: "إن المجتمع الفلسطيني في الداخل يمر حاليا بأزمات كبيرة سواء كانت اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية أو تعليمية، وهو "ضحية لإهمال السلطة الفلسطينية والقيادة الفلسطينية، وقيادته المحلية الداخلية الضعيفة"، على حد قوله.
وطالب ريان، قيادة الشعب الفلسطيني بالنظر إلى عرب 48، كجزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني. وأكد أن قضية انتشار القتل والعنف تحمل أبعادا سياسية من الدرجة الأولى، مشددا أنه "في حال لم تقم القيادة الفلسطينية التي تصول وتجول في الخارج بالاهتمام بنا فسندفع ثمنا باهظا".
يذكر أن الأسبوع الماضي شهد مقتل اللاعب الرياضي صهيب فريج (23 عاما) من مدينة كفر قاسم بعد أن أطلق مجهولون النار عليه وأردوه قتيلا قبل أن يلوذوا بالفرار، وبعد ساعات أطلق مسلحون مجهولون النار على حسين محمود شناوي (28 عاما) من طمرة، وأصيب بجروح خطيرة، وأعلن عن وفاته لاحقا متأثرا بجروحه.
كما أقدم مجهولون على توجيه عدة طعنات قاتلة إلى عبد الله مريسات (51 عاما)، من قرية عبلين أثناء وجوده في محطة وقود في القرية فمات من فوره.
أضف تعليق
قواعد المشاركة