غزة تشهد تدهورا غير مسبوق بسبب الحصار
حذرت القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية من انفجار وشيك بسبب تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، إذا استمر الحصار المفروض عليه وتعطيل عملية إعادة الإعمار.
وطالبت هذه القوى بضرورة فتح ميناء بحري في ظل إغلاق جميع المعابر المحيطة بقطاع غزة، مشيرة إلى أن فتح الميناء البحري استحقاق مرتبط باتفاق التهدئة أواخر أغسطس/آب الماضي.
حلقة الأحد (1/2/2015) من برنامج "لقاء اليوم" ناقشت هذه التحذيرات والواقع الإنساني في القطاع، وتساءلت عن أسباب تعطل عملية إعادة الإعمار.
وتعاني غزة من دمار كبير خلفته الحرب الإسرائيلية الأخيرة، فما يقرب من مائة ألف منزل دمرتها آلة الحرب الإسرائيلية بشكل كلي أو جزئي.
وخلال الأشهر الأخيرة نجحت منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في إيجاد شقق بديلة لآلاف العائلات في ظل عدم بدء عملية الإعمار، لكن مع قرارها الأخير فإن هذه العائلات مهددة بالانضمام لآلاف العائلات الأخرى التي ما تزال في مراكز الإيواء.
يأتي هذا، بينما حذرت تقارير رسمية فلسطينية وتقديرات لخبراء من أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى لإدامة الحصار على غزة وإضفاء الشرعية عليه، تزامنا مع تأخر المجتمع الدولي في الوفاء بالتزاماته تجاه إعادة إعمار القطاع.
وضع كارثي
حول هذا الموضوع، أكد رئيس اللجنة الشعبية لفك الحصار على قطاع غزة جمال الخضري أن الوضع في غزة كارثي وخطير بكل معنى الكلمة.
وأضاف أن الواقع الاقتصادي سيئ للغاية وهناك مليون إنسان في غزة يعيشون على المساعدات وهي غير كافية لاستمرار حياتهم الطبيعية.
وتابع أن أكثر من 80% من سكان غزة يعيشون تحت خط الفقر والكثير من المصانع مغلقة بشكل كامل أو شبه مغلقة لعدم دخول المواد اللازمة.
وشدد الخضري على ضرورة رفع الحصار عن غزة لتبدأ عملية إعادة الإعمار، كما طالب بضرورة فتح جميع المعابر من غزة وإليها، وتدفق المواد من دون تقييد.
حياة مدمرة
وبشأن الوضع الإنساني وكيف يعيش الناس في منطقة كقطاع غزة توصف بأنها الأكثر كثافة سكانية في العالم، يقول عدنان أبو حسنة، المستشار الإعلامي لوكالة الأونروا، إن الحياة في القطاع "مدمرة تماما" بسبب الحرب الأخيرة التي قال إن الوكالة كانت خلالها في غزة بمفردها.
ورغم الحصار الذي دخل عامه الثامن، وتبعات ثلاث حروب شنتها إسرائيل على أهالي غزة خلال ست سنوات، يقول أبو حسنة إن الوكالة متغلغلة في تفاصيل حياة الفلسطينيين من النواحي التعليمية والغذائية وغيرها.
وتابع أن عمليات الوكالة تتوسع لكنها تفوق قدراتها، في ظل عدم وفاء المجتمع الدولي بتعهداته الخاصة بإعادة الإعمار وغيرها، مؤكدا أن الأوضاع في غزة لا تحتمل التأجيل.
وقال إن هناك تعهدات ضخمة من الدول العربية، لكن لم يصل منها حتى الآن سوى 53 مليون دولار من السعودية و37.5 مليون دولار من دولة الإمارات العربية المتحدة، بينما قدمت هولندا أربعة ملايين دولار، وقدمت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة أيضا بعض الأموال، لكن مجموع كل ما قدم 135 مليون دولار فقط.
المصدر: الجزيرة نت
أضف تعليق
قواعد المشاركة