المفوض العام للاونروا في البارد: لا جديد
لم يحمل المفوض العام للاونروا بير كرينبول في زيارته الأولى إلى مخيم نهر البارد أية تطمينات جدية إلى اللاجئين الفلسطينيين حول مستقبل الاعمار ومصير آلاف العائلات التي ما تزال تنتظر العودة الى منازلها في المخيم القديم، منذ انتهاء المواجهات المسلحة بين الجيش اللبناني وتنظيم فتح الإسلام في العام 2007، والذي لم يصر إلى إعمار أكثر من 40 في المئة منه حتى الآن.
ويمكن القول أن أبناء "البارد" الذين سئموا الوعود لم يكونوا ينتظرون من الزائر أن يقدم معجزة، فهم على يقين بأنهم تعرضوا لخيانة كبيرة كانت بدايتها مع أول رصاصة أطلقت في هذه المواجهة والوعود الحكومية اللبنانية والدولية التي أعقبت انتهاء المعركة، بان العودة حتمية.
وربما يكون أبناء المخيم الذين ما يزالون يعيشون تحت الرقابة الأمنية المشددة التي يفرضها الجيش عند مداخل المخيم وفي ظل أوضاع اقتصادية ومعيشية صعبة، قد حسموا خيارهم في خوض معركة الاستحصال على حقوقهم، وبدأوا على ضوء ذلك التحرك ميدانيا غير آبهين بكل ما يصل إليهم من وعود أو ما يقدم لهم من أعذار حول الوضع المالي المتردي للاونروا، وهم يعلمون جيدا بما يملكونه من وثائق حول أن ما وصل من أموال من الدول المانحة كان كفيلا باعمار ما نسبته 70 في المئة من مخيمهم.
انطلاقا من ذلك يشهد المخيم على الدوام تحركات شعبية تطالب الأونروا بالإسراع في تنفيذ وعودها لجهة اعمار ما تبقى، فضلا عن مطالب أخرى من رحم الأزمة، ومنها بدلات الإيجار للنازحين منهم والذين لم يعودوا بعد إلى منازلهم والتقديمات الاغاثية والاستشفاء، والتي بدورها تشهد تراجعا كبيرا على خلفية الأزمة المالية التي تتحدث عنها الاونروا، والتي أكد عليها المفوض العام.
اليوم حط المفوض العام كرينبــول ضيفا غير مرحب به على المخيم في جولة استطلاعية هي الأولى له منذ توليه مهامه، وهدفت إلى الإطلاع على سير الاعمار والاستماع للأهالي والاطلاع على معاناتهم، وذلك برفقة المدير العام للأونروا في لبنان هيلي أوزيكيلا ومدير الأونروا في الشمال أسامة بركه ومدير دائرة الإعمار في نهر البارد جون وايت.
وبعد شرح مفصل من مكتب الإعمار حول سير العمل وآليات الإعمار والخطط الميدانية، جال الوفد في أحياء المخيم وقام بزيارة تفقديه لحي بركسات الباطون شمال المخيم، حيث كان في استقباله حشد من أهالي المخيم وممثلون عن الفصائل الفلسطينية والمجتمع الأهلي والمحلي ورجال دين وأهالي رفعوا اللافتات التي تنتقد سياسة الاونروا، وتلك المطالبة بتنفيذ الوعود، كما جرى تسليمه مذكرة مطالب تدعو الاونروا إلى تأمين الأموال اللازمة لاستكمال الاعمار والإيفاء بتعهداتها والتزاماتها بتنفيذ برنامج الطوارئ حتى نهاية أزمة البارد.
وحاول الوفد الاقتراب أكثر من المواطنين أثناء الجولة من خلال لقاء بعض العائلات القاطنة في بركسات الباطون، لكنه فوجئ بحجم الانتقادات التي انهالت عليه وكادت لولا حكمة الموجودين أن تتحول إلى شتائم، ما دفع الوفد إلى المغادرة الى مكتب مدير المخيم وعقد اجتماع، تحدث خلاله المفوض العام عن الأزمة المالية وعن سعيه لتأمين أموال من الدول المانحة، كما أعرب عن تعاطفه مع أبناء المخيم.
ويؤكد أبناء المخيم بان ما قبل الجولة ليس كما بعدها، فهنا كشفت الأوراق وبتنا نشعر بأننا مصدر للتكسب للبعض ولسنا قضية يراد من المعنيين إيجاد حل لها، لذلك فان خطواتنا ستكون تصعيدية وسوف نفضح كل ما يحصل من فساد بدءا بالإعمار وصولا إلى قضية الآثار المزعومة والسمسرات التي تتم على حساب المخيم وأهله.
المصدر: السفير
أضف تعليق
قواعد المشاركة