شحّ الوقود يُعيد الغزيين إلى البداوة

منذ 11 سنة   شارك:

 العربي الجديد ــ حنين ياسين: باتت حياة الفلسطينية، هدى عبد الرحمن (40 عاماً) أقرب إلى حياة البداوة بسبب الأزمات المتلاحقة في قطاع غزة، فهي تعد الطعام على نار الحطب، تشعلها في موقد حديدي صدئ، منذ ساعات الصباح الأولى، وتضيء الشموع ليلاً، لإنارة منزلها.

ولم تعد الغزية عبد الرحمن تعتمد على "موقد الغاز" لطهو الطعام أو على الأجهزة الكهربائية، في إتمام أعمالها المنزلية بسبب أزمتي الغاز والكهرباء اللتين تفاقمتا منذ أكثر من شهر، بسبب تقنين سلطات الاحتلال الإسرائيلي لكميات الغاز التي تدخل إلى قطاع غزة، وتوقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة بالقطاع بسبب نفاد الوقود اللازم لتشغيلها.

وتقول الفلسطينية عبد الرحمن وهي أم لخمسة أطفال، لـ "العربي الجديد": "مع استمرار أزمتي الغاز والكهرباء لقرابة الشهر باتت حياتنا بدائية بشكل شبه كامل، فلم نعد نستخدم الأجهزة الكهربائية إلا بشكل نادر خلال تلك الساعات المحدودة التي يصل فيها التيار الكهربائي، وأصبحت نار الموقد هي الملاذ الوحيد لي لأعد الطعام لأفراد أسرتي".

وتضيف عبد الرحمن، وقد بدت عليها علامات الإرهاق وظهر احمرار شديد في عينيها بسبب الدخان المنبعث من موقد النار: "أصبحت أستيقظ في ساعة مبكرة من الفجر ولا أنام حتى منتصف الليل، فالقيام بالأعمال المنزلية في ظل أزمتي الكهرباء وغاز الطهي يستهلك وقتا وجهدا أكبر".


وامتد تأثير أزمة الكهرباء لدى أسرة عبد الرحمن إلى نجلها خالد الطالب في كلية العلوم، فهو يعاني من صعوبة في الدراسة خلال ساعات الليل بسبب انقطاع التيار الكهربائي.

ويقول خالد لـ "العربي الجديد"، إنّ "انقطاع التيار الكهربائي بشكل شبه دائم يجبرني على مضاعفة جهود المذاكرة خلال ساعات النهار، والمنهاج الدراسي كبير ومعقد ويحتاج إلى هدوء وراحة نفسية، وهو ما لا يتوفر في النهار، بل في الليل".

ويتابع "نحن الآن في موسم الامتحانات وأضطر لاستخدام ضوء الشموع للدراسة أثناء الليل ولكن نورها الخافت لا يساعدني على التركيز مطلقاً، وبت أخشى أن أحصل على علامات متدنية هذا الفصل".

ويمتد تأثير أزمات غزة المتلاحقة إلى المرضى، فالفلسطيني محمود الوحيدي (55 عاماً) يعاني من ضعف في جهازه التنفسي ما يضطره لاستخدام جهاز طبي كهربائي يساعده على التنفس. وفي ظل أزمة الكهرباء المتفاقمة، أصبحت حياة الوحيدي مهددة بخطر الموت في أي لحظة في حال فقد القدرة على التنفس ولم يتمكن من تشغيل جهاز التنفس الصناعي.

ويقول الوحيدي لـ "العربي الجديد": "نقلت إلى المستشفى خلال الشهر الماضي أكثر من عشر مرات بسبب فقداني القدرة على التنفس أثناء انقطاع الكهرباء، وأخشى في يوم أن أتأخر في الوصول إلى المستشفى فأفقد حياتي بسبب هذه الأزمة".

أما الفلسطيني ساجد الحلو (33 عاما)، والذي يقطن في منزل مدمر بشكل جزئي بعد استهدافه من المدفعية الإسرائيلية خلال العدوان الأخير على غزة، فيضطر إلى إشعال الفحم في موقد حديدي داخل منزله كل ليلة لينعم أطفاله بالدفء.



السابق

غزّيّون يغيّرون مهنهم لسد رمق الأطفال

التالي

قرية ثانية لزياد أبو عين والاحتلال يهاجم مسيرات الضفة


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة عارف حجاوي

twitter.com/aref_hijjawi/status/1144230309812215814 




تغريدة عبدالله الشايجي

twitter.com/docshayji/status/1140378429461807104




تغريدة آنيا الأفندي

twitter.com/Ania27El/status/1139814974052806657 




تغريدة إحسان الفقيه

twitter.com/EHSANFAKEEH/status/1116064323368046593




تغريدة ياسر الزعاترة

twitter.com/YZaatreh/status/1110080114400751616 




تغريدة إليسا

twitter.com/elissakh/status/1110110869982203905 





 

محمود كلّم

فلسطين… قضيّةٌ عادلةٌ بِأيدٍ فاسدةٍ!

من أكثر ما يعتصر القلب أن ترى قضية عادلة تُحاكم أمام محامٍ فاشل وفاسد. هذه هي مأساة فلسطين، قضية مقدسة وأرض مغتصبة، لكن من يقف في … تتمة »


    ياسر علي

    مؤسسة "هوية".. نموذج فاعل في الحفاظ على الانتماء الفلسطيني

    ياسر علي

    جاء المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية-هوية في سياق اهتمام الشعب الفلسطيني وأبنائه ومؤسساته بالحفاظ على جذور ه وعاد… تتمة »


    معايدة رمضانية 

تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.

 رمضان كريم 
نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى.

كل عام وأنتم بخير 
    معايدة رمضانية  تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.  رمضان كريم  نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى. كل عام وأنتم بخير