غزّيّون يغيّرون مهنهم لسد رمق الأطفال

منذ 11 سنة   شارك:

 اضطر الفلسطيني سامي الوحيدي (40 عاماً) إلى تغيير مهنته كـ"حداد"، والتي يعمل فيها منذ عشرين عاماً، ليعمل كسائق سيارة أجرة، بعد تعطله عن العمل منذ أكثر من عام، بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة، وتوقف حركة الإعمار، بسبب تشديد الحصار الإسرائيلي، ومنع توريد مواد البناء.

ويحاول الوحيدي، من خلال عمله على سيارة الأجرة القديمة التي اقتناها بعد أن باع ما تملك زوجته من ذهب، أن يسد رمق أفراد أسرته الثمانية، ويوفر العلاج لوالدته المريضة، فيخرج من ساعات الصباح الباكر ولا يعود حتى منتصف الليل.

وتسبب الحصار الإسرائيلي للقطاع، بالإضافة إلى الحرب الأخيرة التي شنتها عليه، واستمرت 51 يوماً، في ركود اقتصادي حاد، وارتفاع في مستوى البطالة بنسبة تزيد على 60% ومستوى الفقر إلى 80%، بالإضافة إلى انخفاض دخل الفرد إلى دولار واحد يومياً، بحسب إحصائية صادرة عن اللجنة الشعبية لرفع الحصار عن غزة.

ويقول الوحيدي لـ"العربي الجديد"، خلال وقت قصير استرقه ليتناول طعام الغداء على ناصية شارع الوحدة في مدينة غزة، "كنت أمتلك ورشة حدادة يعمل فيها عشرة عمال، ودخلي يتجاوز الألفي دولار شهرياً، ولكن منذ توقف دخول مواد البناء إلى قطاع غزة عبر الأنفاق والمعابر قبل نحو عام ونصف، وتعطل حركة البناء، تقلص العمل لدي بنسبة تزيد عن 70%، ما اضطرني إلى تسريح ثمانية عمال، وأصبت بنكسة كبيرة".

ويضيف الوحيدي: "بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية وانهيار الأوضاع الاقتصادية بشكل شبه كامل، توقفت عن العمل تماماً، وفي بداية العام الحالي لم أتمكن من دفع أجرة محل الورشة أو تسديد الديون المتراكمة، ما اضطرني إلى إغلاق الورشة، وشراء سيارة قديمة لمحاولة تلبية احتياجات أسرتي ووالدتي المريضة".

أما الشاب عصام الهبيل (27 عاماً)، ففضّل ترك عمله في "النجارة"، والانتقال للعمل في صيد الأسماك مع أقارب له، لعله يتمكن من تجهيز أثاث شقته التي سيتزوج فيها بعد خِطبة استمرت أكثر من عامين.

وانتقل الهبيل، للعمل في صيد الأسماك قبل ستة أشهر، وبات يخرج إلى عمله منذ ساعات المساء الأولى، ويعود في صباح اليوم التالي، ليحصل على مبلغ لا يزيد متوسطه عن 40 شيكلا (ما يعادل 10 دولارات).

ويقول الشاب الغزي لـ"العربي الجديد": "هذه المهنة قاسية جداً، وأنا لم أعتد عليها، ولكنّ ظروف البلاد صعبة وفرص العمل نادرة جداً، والحمد لله أن سمح لي صاحب قارب الصيد بالعمل معه، فهناك الآلاف يتمنون ذلك ولا يجدون من يساعدهم".

وسيضطر الهبيل إلى العمل في صيد الأسماك، حتى يوفر مبلغا لا يقل عن 3 آلاف دولار، ليشتري أثاثا وأجهزة كهربائية لشقته.

وفي الربع الأخير من العام الماضي 2014، اندلعت حرب شنتها إسرائيل على قطاع غزة، تسببت في تدمير أكثر من 500 منشأة صناعية، ما رفع عدد العمال المتعطلين عن العمل من 160 ألف عامل إلى 200 ألف، وفق إحصائية أصدرها الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين.

المصدر: العربي الجديد



السابق

المستقبل: توافق فلسطيني لبناني على أن مشكلة عين الحلوة تعالج سياسياً

التالي

شحّ الوقود يُعيد الغزيين إلى البداوة


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة عارف حجاوي

twitter.com/aref_hijjawi/status/1144230309812215814 




تغريدة عبدالله الشايجي

twitter.com/docshayji/status/1140378429461807104




تغريدة آنيا الأفندي

twitter.com/Ania27El/status/1139814974052806657 




تغريدة إحسان الفقيه

twitter.com/EHSANFAKEEH/status/1116064323368046593




تغريدة ياسر الزعاترة

twitter.com/YZaatreh/status/1110080114400751616 




تغريدة إليسا

twitter.com/elissakh/status/1110110869982203905 





 

محمود كلّم

ترابُ فلسطين لا يحتضنُ الخونة!

"حين تخون الوطن، لن تجد تراباً يحنّ عليك يوم موتك؛ ستشعر بالبرد حتى وأنت ميت." غسان كنفاني. في فلسطين، لا تُقال هذه الجملة ع… تتمة »


    ابراهيم العلي

    في ظلال يوم الأرض الفلسطينون : متجذرون ولانقبل التفريط

    ابراهيم العلي

     يعد انتزاع الاراضي من أصحابها الأصليين الفلسطينيين والإستيلاء عليها أحد أهم مرتكزات المشروع الصهيوني الاحلالي ، فالأيدلوجية الصهي… تتمة »


    تتقدم مؤسسة العودة الفلسطينية من عمال فلسطين بأطيب الأمنيات وأجلّ التحيات لما يقدمونه من جهد وعمل وتضحية..
صامدون - عاملون - عائدون
    تتقدم مؤسسة العودة الفلسطينية من عمال فلسطين بأطيب الأمنيات وأجلّ التحيات لما يقدمونه من جهد وعمل وتضحية.. صامدون - عاملون - عائدون