يستعد الفلسطينيون في قطاع غزة المحاصر لمواجهة المنخفض الجوي العميق الذي يدور الحديث عنه في ظل إمكانيات متواضعة وانقطاع متواصل للتيار الكهربائي وتخوف من حدوث كوارث.

وعلى الرغم من وعد شركة توزيع الكهرباء من أنها ستزيد عدد ساعات وصل الكهرباء إلى القطاع في ظل المنخفض إلا أن لدى سكان القطاع شعور بالعكس في ظل وصل ست ساعات فقط بل وتراجع هذه الساعات.

واقتربت درجات الحرارة إلى الصفر في ساعات الليلة وذلك لأول مرة في تاريخ القطاع، في ظل عدم وجود أي إمكانات لتشغيل أجهزة التدفئة، بينما خلت الشوارع من السيارات والمارة.

وعلى الرغم من انقطاع التيار الكهربائي المستمر، فإن محطات الوقود لا يوجد بها أي كميات من مادة البنزين التي يستعين بها المواطنون لتشغيل المولدات الصغيرة، وكذلك فإن محطات تعبئة غاز الطهي فارغة.

من جهتها حذرت بلدية غزة -بحسب وكالة قدس برس- من آثار المنخفض الجوي القادم، على بنية القطاع التحتية، التي تعاني من تدمير واسع بفعل العدوان الصهيوني الأخير.

وقالت بلدية غزة، إنّها، "شكلت لجنة طوارئ، لمواجهة أي كارثة إنسانية، قد يتسبب بها المنخفض الجوي القادم، على كافة الأراضي الفلسطينية".

وكشفت أن طواقم لجنة الطوارئ فيها انتهت من تجهيز (8) مضخات لتصريف مياه الأمطار المتدفقة من عدة مناطق في المدينة إلى البركة البديلة في منطقة النفق شمال مدينة غزة، مشيرة إلى استعداداتها لمواجهة مياه الأمطار في كافة أرجاء المدينة.

العمل على مدار الساعة

ولفتت البلدية إلى أن طواقم لجنة الطوارئ في البلدية تعمل على مدار الساعة لحل كافة الشكاوي الواردة من المواطنين أو من غرفة العمليات المركزية التابعة لوزارة الداخلية.

وأوضحت اللجنة أنها ستبقى في حال اجتماع دائم استعداداً لتساقط أمطار غزيرة متوقعة بداية من يوم الأربعاء القادم، داعيةً المواطنين في المدينة إلى ضرورة اتباع الإرشادات التي نشرتها البلدية مؤخرا حول كيفية التعامل مع المنخفض الجوي، وأهمية المحافظة على النظافة منعاً لتسديد مصارف مياه الأمطار في المدينة.

من جهتها أعلنت وزارة الصحة في غزة، جاهزيتها للتعامل مع آثار المنخفض الجوي. و دعا الناطق باسم الوزارة الدكتور أشرف القدرة المواطنين إلى اتخاذ إجراءات السلامة اللازمة أثناء التدفئة والسير في الطرقات. كما أهاب جهاز الدفاع المدني بالمواطنين الالتزام بوسائل الوقاية والسلامة من آثار المنخفض الجوي.

ودعا الدفاع المدني في بيان له المواطنين إلى البقاء في المنزل، والاستماع إلى تعليماته تباعًا وحسب أحوال الطقس وعدم الخروج إلا للضرورة.

وطالب بالتعاون مع الجيران لإيجاد التصريف المناسب للمياه التي قد تتجمع حول المنازل، وعدم استخدام السيارة إلا عند الضرورة القصوى مع الالتزام بالحذر الشديد واتباع تعليمات الدفاع المدني ووزارة النقل والمواصلات والشرطة المرورية بشأن حالة الطرق.

توجيهات عامة

ونبَّه الدفاع المدني إلى ضرورة تجنب الخروج من المنازل أثناء الليل وفي ساعات الصباح الباكر وفي حالات البرد القارس.

وأكد على ضرورة مراعاة وضع الطرق والظروف الجوية عند قيادة السيارة أثناء الضباب، وفي حالات اضطرارية فقط، وعدم تخزين المواد القابلة للاشتعال قريباً من وسائل التدفئة، وتوفير التهوية المناسبة أثناء استخدام المدافئ للوقاية من الاختناق.

وناشد المواطنين بمتابعة أبنائهم وعدم السماح للأطفال باللعب حول المدافئ، وعدم استخدامها لأغراض أخرى كتسخين الماء أو الطهي بوجود الأطفال، وعدم وضع الأجسام القابلة للاشتعال فوق المشعات الحرارية كالأسلاك والستائر وغيرها.

وطالب المواطنين بالاتصال بالدفاع المدني فور وقوع أي حادث ليس بالمقدور السيطرة عليه ضمن نطاق القدرة الشخصية، أو على رقم العمليات المركزية لوزارة الداخلية.

وحذَّر الدفاع المدني المواطنين من ملامسة أعمدة الكهرباء والأسلاك الكهربائية المتدلية، وتجنب السير بين المباني أثناء هبوب الرياح الشديدة، لتجنب الإصابة من الأجسام التي قد تتطاير من على أسطحها، وعدم الاقتراب من مجاري السيول وتجمعات المياه الأخرى.

يشار إلى أن المنخفض السابق الذي ضرب قطاع غزة قبل شهر تقريبا أسفر عن غرق الكثير من المناطق في القطاع، لا سيما ما تعرف باسم منطقة النفق شمال المدينة.

كما أن منخفض "الكسا" الذي ضرب القطاع قبل عام تسبب بأضرار كبيرة في القطاع، وكذلك سقوط ضحايا.