حذّر من هجرة الشباب من المخيمات
سامي حمود: فلسطينيو لبنان يدفعون ثمن المتغيرات السياسية والأمنية
قال مدير منظمة ثابت لحق العودة، سامي حمود، أنه "وبعد ما يقارب 67 سنة من اللجوء الفلسطيني في لبنان ومن عمر النكبة، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في لبنان يعيشون واقعاً إنسانياً يُرثى له لا يرقى لمستوى العيش الكريم في ظل عدم إقرار الحقوق المدنية والاجتماعية والإنسانية للاجئين مع تسييس دائم لهذا الملف وربطه بقضية "منع التوطين".
وأضاف حمود في تصريح صحفي: "اللاجئون الفلسطينيون في لبنان يدفعون ثمن لجوئهم مضاعفاً، فقد شهد لبنان عام 2014 عدة محطات أمنية وسياسية خطيرة، ولا شك أن تداعياتها لم تقتصر على المجتمع اللبناني فحسب وإنما انعكست سلباً على المجتمع الفلسطيني، وقد تزايدت أصابع الاتهام نحو المخيمات الفلسطينية وإدانتها بالجرم قبل بدء أي تحقيق. مردّ ذلك يعود إلى سياسة التحريض الإعلامي الممنهج ضد المخيمات الفلسطينية في لبنان من خلال بعض أبواق الفتنة الإعلامية وشخصيات لبنانية عنصرية، إذ وصل بهم الأمر للتحريض المباشر على مخيم عين الحلوة وقياداته الوطنية والإسلامية ودعوة الجيش اللبناني لتدمير المخيم أسوة بمخيم نهر البارد".
وتابع: "قضية النزوح المستمر للاجئين الفلسطينيين من سورية إلى لبنان والذي تم إيقافه بطريقة عنصرية من قبل الدولة اللبنانية والقيود التي فرضتها على الحدود للحد من تدفق اللاجئين الفلسطينيين إلى لبنان، حتى تقطعت السبل ببعض العائلات الفلسطينية، فتجد بعض العائلات جزءاً منها في لبنان والجزء الآخر عالقاً في مخيمات سورية تحت القصف وعرضة للقتل".
وانتقد حمود ضعف موقف "الأونروا" من التعاطي مع معاناة اللاجئين الفلسطينيين، "فتجد أن المؤسسة الدولية المسؤولة عن إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين تتهرب من لعب دور فاعل وإيجابي في حماية اللاجئين الفلسطينيين من سورية ولبنان أيضاً، وفي ظل سياسة تقليص الخدمات المقدّمة للاجئين وفرض معايير غير نزيهة في التعاطي مع العائلات الفلسطينية اللاجئة من سورية مما أدى إلى حرمان أكثر من 1000 عائلة من المساعدات الإنسانية العاجلة، ولا يزال العدد الأكبر من اللاجئين الفلسطينيين من أبناء مخيم نهر البارد خارج المخيم بسبب التوقف في عملية إعادة إعمار المخيم بحجة عدم وجود التمويل الكافي لإعادة البناء".
وحذّر الناشط الفلسطيني من تصاعد الأصوات المنادية بالهجرة في صفوف الفلسطينيين، وأردف : "في ظل هذا الواقع المأساوي الذي يعيشه اللاجئون الفلسطينيون في لبنان، ومعهم فلسطينيو سورية، ترتفع الأصوات المنادية بالهجرة وخصوصاً فئة الشباب. والمحزن في الأمر أن تشهد بعض المخيمات الفلسطينية دعوات للمطالبة بالهجرة الجماعية، سرعان ما توقفت بفعل الوعي الوطني والمخاطر التي قد تنجم عن هكذا حملات والتي تضر بقضية اللاجئين وحقهم في العودة".
وأشار إلى أنه "بالرغم من تمسك اللاجئين بقضيتهم المركزية حق العودة، إلاّ أن العام 2014 شهد موجات هجرة فردية قوية لفئة الشباب في المخيمات الفلسطينية في لبنان وأيضاً تسجيل هجرات لبعض العائلات اللاجئة الفلسطينية من سورية، وهذا يُشكل عاملا سلبيا على قضية اللاجئين لجهة إفراغ المخيمات الفلسطينية من الطاقات الشبابية التي يُعّول عليها في مشروع التحرير والعودة، وإذا أردنا أن نقرأ الأسباب التي دفعت الشباب الفلسطيني في لبنان إلى طلب الهجرة، لا شك أن السبب الرئيسي هو التحريض العنصري والحرمان من أبسط مقومات الحياة الكريمة".
المصدر: فلسطين أون لاين
أضف تعليق
قواعد المشاركة