طلاب غزة يطالبون "الأونروا" بسرعة الإعمار
لم يعد الطالب الفلسطيني يوسف الحلو (13 عاماً) يستقل سيارة أجرة، بعد انتهاء دوامه المدرسي وسط مدينة غزة، ويتجه بها نحو بيته في حي الشجاعية شرقي المدينة، فبيت عائلته المكون من ثلاثة طوابق أصبح أثراً بعد عين، بعد تدميره من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال عدوانها الأخير على قطاع غزة.
ولجأ الطالب الحلو مع عائلته إلى العيش في إحدى الشقق السكنية التي استأجرتها عائلته مؤقتاً، على أمل إعادة بناء منزلهم المدمر في القريب العاجل.
وشارك الحلو، مع عشرات الطلبة ممن هدمت منازلهم خلال العدوان، في وقفة احتجاجية دعت لها "الكتلة الإسلامية" الذراع الطلابية لحركة "حماس"، أمام المقر الرئيسي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" وسط مدينة غزة، مطالبين بسرعة إعادة إعمار بيوتهم وإدخال مواد البناء من دون معيقات.
وقال الطالب الحلو لـ"العربي الجديد": "يبدو أننا سنعيش طويلا في الشقة التي لا تكاد تكفي لعائلتي، فإغلاق المعابر وعدم رفع الحصار لا يبشر بعملية إعمار قريبة".
وذكر المتحدث باسم تجمع طلبة غزة، سعيد الحاطوم، أن الوضع في قطاع غزة كارثي، وجميع قطاعات الحياة الأساسية خاصة الصحية تتعرض لانهيار متواصل بفعل استمرار الحصار وتشديد الخناق على القطاع، ومماطلة الاحتلال في رفع وإدخال مواد الإعمار الضرورية.
وأضاف الحاطوم، في مؤتمر صحافي، عقد على هامش الاحتجاج، أن الأمم المتحدة بعد العدوان أصبحت جزءا من المشكلة، بعد خطة روبرت سيري التي شرعنت الحصار وحولت الأمم المتحدة من مظلة أممية تدافع عن حقوق الشعوب، إلى أداة في يد الاحتلال لتشديد الحصار وفرض عقاب جماعي على مليوني إنسان.
ودعا الحاطوم، رئاسة السلطة وحكومة التوافق الوطني إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه سكان القطاع، وإلى دفع رواتب موظفي حكومة غزة، مطالبا السلطات المصرية بفتح معبر رفح البري بشكل دائم للتخفيف عن معاناة سكان القطاع.
ورفع المشاركون في الاعتصام لافتات تدعو إلى فتح المعابر التجارية الحدودية، وفك الحصار الإسرائيلي الذي يخنق القطاع منذ نحو سبع سنوات، "لم يستطيعوا كسر غزة بالحرب، يريدون كسرها بسياسة الإعمار"، "الصامتون عن حصار غزة، شركاء في الجريمة".
من جانبه، حذر المتحدث باسم الهيئة الوطنية لكسر الحصار وإعادة الإعمار، أدهم أبو سلمية، من أن الوضع الحالي في قطاع غزة قد يولد انفجاراً جديداً، ما لم يتم اتخاذ خطوات فعلية عاجلة على صعيد رفع الحصار دفعة واحدة وفتح المعابر التجارية بشكل كامل ودون قيود.
وأوضح أبو سلمية، في حديث لـ"العربي الجديد" أن يوم الأحد القادم، سيشهد تنظيم سلسلة بشرية على طول شارع صلاح الدين، ضمن الفعاليات الاحتجاجية التي تنادي بكسر الحصار الإسرائيلي عن القطاع وتطالب بتسريع عملية الإعمار، وبمشاركة كافة القوى والفصائل الوطنية والإسلامية.
وتعرض قطاع غزة في السابع من يوليو/تموز المنصرم، لعدوان إسرائيلي كبير استمر لمدة 51 يوما، وذلك بشن آلاف الغارات الجوية والبرية والبحرية عليه، واستشهد جراء ذلك نحو 2162 فلسطينيًا وأصيب الآلاف، وتم تدمير آلاف المنازل جزئيا أو كليا.
وانتهى العدوان الإسرائيلي، في السادس والعشرين من أغسطس/آب المنصرم، بتوقيع اتفاق تهدئة بين فصائل المقاومة الفلسطينية والاحتلال، يقضي برفع الحصار عن القطاع، وفتح المعابر الحدودية لبدء الإعمار وإدخال مواد البناء، إلا أن الاحتلال يتهرب حتى اللحظة من تنفيذ ما تم التوقيع عليه.
المصدر: العربي الجديد
أضف تعليق
قواعد المشاركة