كشف التقرير السنوي الإسرائيلي الرسمي للفقر، أن الفقر بين فلسطينيي 48 ما يزال أضعاف نسبته بين اليهود، في حين إن نسبة الفقر العامة بين السكان أقل من 22%، فإنها بين فلسطينيي 48، 51% مقابل 14% بين اليهود، وهو نتاج مباشر لسياسة التمييز العنصري التي تنتهجها الحكومات الإسرائيلية على مدى العقود الستة الماضية، ويوضح التقرير الصادر عن مؤسسة الضمان الاجتماعي، أن الفقر بين العرب أكثر عمقا مما هو بين اليهود بتلويناتهم العرقية.

والتقرير رسمي صادر عن مؤسسة الضمان الاجتماعي، بالتعاون مع دائرة الإحصاء المركزية، عن العام 2013، ويزعم التقرير أن الفقر في "إسرائيل” تراجع، رغم توقعات كافة الخبراء والمتخصصين، بأن الفقر من المفترض أن يرتفع في العام الماضي، بعد أن قلصت حكومة بنيامين نتنياهو مخصصات اجتماعية، تشكل دخلا أساسيا للعائلات الفقيرة، واستند التقرير إلى ارتفاع نسبة المنخرطين في سوق العمل، وزيادة عدد العاملين في العائلة الواحدة، الذي ساهم بدوره في تقليص نسبة الفقر.

واستثنى التقرير فلسطينيي 48 في صحراء النقب، الذين يسجلون أكثر من 14% من إجمالي فلسطينيي 48، واقل من 2.5% من إجمالي السكان، ولكنهم يسجلون أعلى نسب فقر، فحسب تقارير من سنوات سابقة، تصل نسبة الفقر بينهم في حدود 70%، وبينهم أطفالهم إلى 80%، وهذا الاستثناء يفسر "التراجع" في نسب الفقر بين فلسطينيي 48، في التقرير الصادر هذا العام والذي سبقه في العام الماضي.

وتبلغ نسبة فلسطينيي 48 من إجمالي السكان 17.8%، إلا أن الإحصاء الرسمي يشمل فلسطينيي القدس المحتلة وسوري الجولان المحتل، وبهذا تصبح نسبة العرب "رسميا" 20.4%، وعلى الرغم من أن العائلات العربية تشكل 15% من إجمالي العائلات في "إسرائيل”، إلا أنهم يشكلون حوالي 39% من إجمالي العائلات الفقيرة، كما أنه على الرغم من نسبتهم من بين السكان، فإنهم يشكلون أكثر من 48% من إجمالي الفقراء، وفي حين إن أطفال فلسطينيي 48 يشكلون 24% من إجمالي الأطفال في "إسرائيل”، إلا أنهم يشكلون حوالي 51%، من إجمالي الأطفال في "إسرائيل”.

وفي حسابات أجرتها "الغد"، بعد قراءة تفصيلية للتقرير، يتبين أنه لو جرى احتساب عرب النقب، لارتفعت نسب الفقر كاملة، من 2% إلى 3%، فمثلا، كانت سترتفع نسبة الفقر بين عائلات فلسطينيي 48 من 47.7% كما جاء في التقرير إلى حوالي 50% من إجمالي العائلات العربية.