مؤرخ بريطاني : الفلسطينيون يعانوا من التشرد ويتشبثون بجذورهم
أ ش أ: قال المؤرخ والصحفي البريطاني أندرو روبرتس إن الفلسطينيين ليسوا وحدهم من أخرجوا من ديارهم في التاريخ الحديث، وأن ثمة شعوبا أخرى طردوا من أراض كانت أوطانا لأسلافهم.
وأوضح روبرتس - في مقال نشرتها صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية - أن منتصف حقبة الأربعينات وأوائل الخمسينات من القرن الماضي شهدت عمليات إخراج شعوب كثيرة من بلادهم ومن بين هؤلاء : الشعب الفلسطيني ، حتى أن تلك الفترة تعرف تاريخيا باسم (زمن عمليات الخروج).
ولفت إلى أن الجماعات العرقية تعرضت لأسباب عديدة للترحيل طوعا أو كرها خلال تلك الفترة المضطربة ، وعادة ما تم ذلك في ظروف أسوأ ولأماكن أكثر بُعدا مما حدث للفلسطينيين.
وأكد أن ما لا يقل عن 20 جماعة مختلفة تعداد معظمها لا يقل عن عشرات الألوف أو حتى مئات الألوف إن لم يكن ملايين تم تشريدها أو ترحيلها إلى مناطق غريبة ، ومن تلك الجماعات : السيخ ومسلمو وهندوس البنجاب وتتار القرم والشيشان ويابانيو وكوريو جزر الكوريل وسكان جزيرة سخالين والإنجوش والبلكار ، وغيرهم.
وقال روبرتس إن كل تلك الجماعات اللاجئة، باستثناء واحدة، اختارت أن تحاول إيجاد أفضل مستقبل لها في بيئاتها الجديدة ، وبالفعل نجح معظمها ، والاستثناء الوحيد كان الفلسطينيين الذين اختاروا التشبث بجذورهم وانتفضوا مرتين.
وضرب الكاتب أمثلة متنوعة على قصص النجاح التي صادفت تلك الجماعات المطرودة : مثل الألمان الذين شردت الحرب العالمية الثانية أكثر من ثلاثة ملايين منهم وأجبرتهم على النزوح بعيدا لأكثر من 300 ميل عن أوطانهم في ظروف بالغة القسوة والخطورة وليس معهم إلا ما تيسر حمله من متاع ، وهناك حيث حط بهم الترحال عملوا بجد ليعود أبناؤهم اليوم ممن كانوا إبان ذلك الوقت أطفالا لاجئين معدمين - ويصبحوا من أنجح الشخصيات في ألمانيا.
وقال روبرتس إن أحدا لا ينكر مأساة الفلسطينيين في مخيمات اللجوء ، ولكن التاريخ يقول إن الكثير من الشعوب والجماعات تعلمت كيف تتعايش مع ظروف مشابهة لظروفهم وأسوأ منها (علي حد قوله).
أضف تعليق
قواعد المشاركة