محاولات شبابية لإعادة إحياؤها

أسواق الخليل القديمة.. حيوية يقتلها الاستيطان

منذ 11 سنة   شارك:

 وكأنها ساعات منتصف الليل في وضح النهار داخل أزقة البلدة القديمة بالخليل؛ مفارقات تدلل على حجم الترهيب الممارس من قبل الاحتلال والمستوطنين، ففي بداية الأسواق من باب الزاوية لعشرات الأمتار تجد المئات من المواطنين والحركة النشطة حتى تنقطع تلك الحيوية فجأة لتبدأ حكاية القهر والمحال المغلقة، وإن فتح أصحابها أبوابها فالمشهد يخفي الكثير من أسباب الظلم.

تجارة حزينة

ويتعرض الأهالي في الخليل القديمة وجوار الحرم الإبراهيمي الشريف للكثير من الانتهاكات لدفعهم على الرحيل، الأمر الذي يتضرر منه كل جانب من جوانب الحياة اليومية في أزقتها؛ ومن أبرز تلك الجوانب التجارة التي هي عماد الحيوية والنشاط وإحياء المنطقة.

ويقول التاجر جمال مرقة صاحب محل للمطرزات والمشغولات اليدوية في البلدة القديمة لـ"المركز الفلسطيني للإعلام": "نحن نملك محلنا منذ 66 عاما، وشهدنا كل التغيرات الجذرية فيها؛ فبعد أن كانت البلدة القديمة وأزقتها منارة تجارية مهمة في معالم الخليل، وكل أهالي مدن الضفة وغزة يتسوقون منها بالمواد الغذائية ويصلون في الحرم الإبراهيمي؛ تحولت إلى منطقة أشباح تفتقر للمارة والمتسوقين طوال النهار إلا من بعض حركة خفيفة في ساعات الصباح، ثم تعاود إلى وضعها الذي اعتادت عليه منذ أكثر من 20 سنة، حيث مجزرة الحرم وسقوط الشهداء، والآن فقط يأتي بعض الأجانب ليبتاعوا".

ويضيف مرقة بأن وسائل الإسناد والدعم للتجار والأهالي ليست كافية لتعزيز الصمود، وإنما يجب العمل على ردع المستوطنين الذين ينتشرون بالآلاف يوميا في شوارع البلدة القديمة، ما جعل الحركة تخف كثيرا؛ حتى أن قوات الاحتلال تمارس الدور نفسه باللباس العسكري، والضحية هو المواطن الذي يتسوق في أقدم المحال التجارية التي تضم الكثير من الأصناف المشهورة التي كانت تجعل آلاف المواطنين يزدحمون يوميا هناك.

ويتابع: "رغم كل التضييقات والخناق المفروض علينا إلا أننا مصممون على البقاء في محالنا التي ورثناها عن آبائنا وأجدادنا؛ فهذه أرضنا ولن نتخلى عنها".

وفي ذات السياق، تقول المواطنة أم حسن طه من دورا جنوبا لـ"المركز الفلسطيني للإعلام": "كنا قديما نذهب إلى البلدة القديمة، وما كان يعرف بمنطقة خزق الفار والشلالة ونتسوق ولا يوجد أي تحرك من المستوطنين بحق الأهالي، وكان هناك نوع من الراحة والأمان".

تتابع: "وبعد أن تطورت الأحداث وتكاثرت اعتداءات المستوطنين برش مياه النار والقاذورات وخلع الحجاب وإطلاق الرصاص صوب المواطنين، بدأنا نتخلى عن الذهاب هناك، رغم أن بعض التجار يفتحون المحال التي كنا نرتادها لشراء الحاجيات ولكننا استعضنا عنها بمحال في مناطقنا، كما أنا الآن نتسوق من دورا".

مبادرات الحياة

وتغلق المئات من المحال التجارية في البلدة القديمة أبوابها ليصبح المكان وكأن منعا للتجوال عمه منذ زمن ليحارب المواطنون في مسكنهم ورزقهم وحياتهم اليومية، تارة على يد المستوطنين، وتارة أخرى على يد الجنود وسط مبادرات لإنعاش السوق وإعادة الحيوية له.

من جانبه يقول هشام الشرباتي من لجنة الدفاع عن الخليل لـ"المركز الفلسطيني للإعلام": "إن هناك مبادرات عديدة تطلق بين الفينة والأخرى لإنعاش البلدة القديمة ولكنها غير مكتملة ولا تلامس الواقع بشكل جدي، حيث إن إنعاش البلدة القديمة يتطلب الكثير من الأمور التي يمكن تطبيقها".

ويوضح الشرباتي بأن إحياء البلدة القديمة يتطلب وجود مواصلات سهلة تمكّن المواطن من الوصول إليها وتوفر الخدمات العامة والأمن، ورغم أن الاحتلال هو المسؤول الرئيسي والأول عن الأوضاع الصعبة في البلدة، إلا أنه على الصعيد الفلسطيني يمكن تقديم العديد من الخدمات وإزالة العراقيل.

ويبين بأنه من أبرز العقبات التي تحول دون إنعاش أسواق البلدة القديمة، أن هناك ازدحاما شديدا وبسطات أدت لإغلاق الطريق اتجاه البلدة، وهو شارع الشلالة القديم والجديد، كما أن هناك غيابا للأمن في البلدة القديمة، وعدم اهتمام بهذا الجانب، والخدمات لا تقدم بشكل دوري كالساحات العامة ودورات المياه وكل هذا جعل الحركة في البلدة قليلة جدا.



السابق

الاحتلال يهدم قرية العراقيب للمرة الـ78

التالي

المؤسسات الأهلية اللبنانية والفلسطينية تلتقي دعماً للقدس والمقدسات


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة عارف حجاوي

twitter.com/aref_hijjawi/status/1144230309812215814 




تغريدة عبدالله الشايجي

twitter.com/docshayji/status/1140378429461807104




تغريدة آنيا الأفندي

twitter.com/Ania27El/status/1139814974052806657 




تغريدة إحسان الفقيه

twitter.com/EHSANFAKEEH/status/1116064323368046593




تغريدة ياسر الزعاترة

twitter.com/YZaatreh/status/1110080114400751616 




تغريدة إليسا

twitter.com/elissakh/status/1110110869982203905 





 

محمود كلّم

من نيبال إِلى غزّة: حين يُغلِقُ الحاكمُ أُذُنيهِ عن صرخاتِ شعبهِ!

القمع لا يقتل الأفكار، بل يورثها مزيداً من الاشتعال. وكل كلمة مكتومة تتحول جمراً تحت الرماد، تنتظر ريحاً صغيرة لتتحول ناراً تعصف ب… تتمة »


    ياسر علي

    مؤسسة "هوية".. نموذج فاعل في الحفاظ على الانتماء الفلسطيني

    ياسر علي

    جاء المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية-هوية في سياق اهتمام الشعب الفلسطيني وأبنائه ومؤسساته بالحفاظ على جذور ه وعاد… تتمة »


    معايدة رمضانية 

تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.

 رمضان كريم 
نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى.

كل عام وأنتم بخير 
    معايدة رمضانية  تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.  رمضان كريم  نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى. كل عام وأنتم بخير