خيمة أبو جامع .. صمود وثبات رغم الدمار وتأخر الإعمار
خان يونس – المركز الفلسطيني للإعلام: أمام خيمة بسيطة قرب منزلها المدمر في بني سهيلا شرق خان يونس، جلست الحاجة مزيونة أبو جامع (65 عاماً) فيما ظهرت بناتها من داخل الخيمة، ليعكس مشهدهن الواقع الصعب الذي يعيشه آلاف المواطنين من أصحاب المنازل التي دمرها الاحتلال خلال عدوانه الأخير.
وأطلقت الحاجة مزيونة تنهيدة كبيرة وهي تشير إلى الواقع المرير الذي تعيشه مع عائلتها بعد قرابة 80 يوماً على انتهاء العدوان، وقالت :"هذه الخيمة باتت مأوانا، لا نستطيع استئجار شقة في ظل ارتفاع الأسعار وعدم توفر النقود".
منزل أبو جامع دمر خلال اجتياح قوات الاحتلال لمنطقة الزنة في بني سهيلا بتاريخ (25-7) ضمن عملية تدمير واسعة طالت أكثر من 600 منزل في المنطقة بين تدمير كلي وجزئي.
بداية العدوان
تتذكر بأسى الحاجة أبو جامع تفاصيل تلك الأيام القاسية، التي لا تزال تعيش ارتدادتها في كل لحظة: "في ذلك اليوم سمعنا أن قوات الاحتلال اجتاحت الأطراف الشرقية والشمالية لمنطقتنا (الزنة) فاضطررنا لإخلاء بيوتنا تحت وطأة القصف الشديد الذي عشنا طوال فترة ما قبل الاجتياح معاناته في ظل استهداف الأراضي المجاورة لنا.
ونفذت قوات الاحتلال أول اجتياح لمنطقة الزنة بتاريخ (17-7) لتتصدى لها المقاومة بشكل باسل، وتكون منطقة الزنة إحدى الساحات التي شهدت بطولات لقن فيها المقاومون الاحتلال دروساً في البطولة والتحدي.
تقول الحاجة أبو جامع "خرجت مع أسرتي المكونة من 12 شخصاً، أنا في البداية ذهبت عند ابنتي في بني سهيلا ومكثت هناك عدة أيام، ثم لجأنا جميعاً إلى المدارس، وعشنا فيها أياما صعبة في ظل عدم النظافة والازدحام.
خطر الزواحف
صمتت لحظات قبل أن تكمل "الحمد لله، أنا مريضة عدة أمراض لم أستطع البقاء في المدارس فتنقلنا عند معارفنا، كانت أياما قاسية، حتى اندحر العدوان، وبقينا فترة، حتى لم نجد خياراً سوى إقامة هذه الخيمة كمأوى مؤقت حتى يكتب الله لنا الفرج".
أشارت إلى داخل الخيمة وقالت: "في الداخل أنام مع بناتي الخمسة، وهنا ينام أبنائي وزوجي في العراء، وإذا شعرنا أن هناك مطرا نلجأ إلى منزل جارنا الذي سلم جزء منه من التدمير، وأكثر شيء مزعج هو الزواحف فقبل عدة أيام تعرضت للقرص من عقرب هنا".
الدمار والحفر في المكان تعكس صعوبة المعيشة والمعاناة القاسية التي تعيشها الأسرة كما غالبية أصحاب المنازل المدمرة في ظل عدم وضوح أفق للإعمار، وفي ظل عدم صرف بدل إيجار لأصحاب المنازل المدمرة حتى الآن.
تقول الحاجة أبو جامع "إيجار المنازل غال، فهذا يريد 300 دولار، وهذا أقل أو أكثر فكيف ندفع ونحن لم نحصل على شيء، والإعمار لا نعلم متى سيتحقق".
فداء لله ثم المقاومة
وتضيف :"لا يوجد هنا كهرباء، وحتى أيام قليلة لم يكن هناك ماء، فكان أبنائي ينقلونه في جالونات من أول الشارع (على بعد 200 متر من المنزل)، كل شيء هنا مدمر، حياتنا عادت عشرات السنين إلى الوراء".
ورغم الدمار الذي حل بمنزل العائلة والظروف الصعبة التي تعيشها قالت الحاجة مزيونة "الحمد لله على كل شيء، وكل ما قدمناه فداء لله ثم للوطن والمقاومة التي رفعت رؤوسنا وقدمت بطولات .. شهدنا آثارها، فاليهود انتقموا منا بعد أن أوجعتهم المقاومة التي لن نتخلى عنها، كل ما نريده أن يتقي المسؤولون الله فينا ويعملوا على تسريع إعمار منازلنا".
أضف تعليق
قواعد المشاركة