القدس. كوم- توقفت الشركة التي تقدم المواد الغذائية عن إمداد مجمع الشفاء الطبي في غزة باحتياجاته من الوجبات الغذائية التي تقدم لنحو 500 مريض في المجمع المذكور، وذلك بسبب عدم دفع مستحقات الشركة الخاصة التي تزود المستشفى باحتياجاته منذ خمسة شهور.
وبينما تلقي وزارة الصحة في قطاع غزة وادارة مجمع الشفاء بالمسؤولية على وزارة الصحة في حكومة الوفاق، فان الاخيرة تلقي باللائمة على وزارة الصحة في غزة وتقول بأنها " تجبي نحو مليون شيكل من المواطنين ولا تحولها للوزارة كي يتم دفع مستحقات الشركات الخاصة".
وقالت المواطنة فاطمة الخور التي ترافق نجلها أحمد في قسم العظام بمستشفى الشفاء، انها ولليوم الثالث على التوالي تضطر لشراء الطعام لابنها من خارج المستشفى بعد أن توقفت عمليات توزيع الطعام على المرضى.
ويقول أحد المرضى ويُدعى ياسر أبو اللبن ويرقد في قسم الباطنة بمجمع الشفاء الطبي، انه لا يستطيع شراء الطعام بسبب ظروفه الاقتصادية الصعبة، مبينا أنه بحاجة لطعام وفق المواصفات التي يحددها الأطباء له تماشيا مع حالته الصحية.
وناشد كل "الضمائر الحية" للتدخل بشأن إنقاذ حياة المرضى وتوفير احتياجاتهم في ظل ما تعانيه وزارة الصحة بغزة، مضيفا "ما ذنبنا نحن المرضى أن نعيش في مثل هذه الظروف ونفتقد لكل معاني الإنسانية".
ويقول المدير الإداري والمالي لمجمع الشفاء الطبي، إياد زقوت، بأن توقف شركة الأغذية عن إمداد المجمع بالوجبات يعد سابقة خطيرة ولها تداعياتها على المرضى ومستحقي الوجبات من المناوبين، حيث أنه لم يتم سابقا وقف صرف وجبات المرضى التي تصنف ضمن ثماني حميات غذائية تتناسب مع مرضي الأقسام المختلفة.
وعزا زقوت أسباب توقف تقديم الوجبات للمرضى لطلب شركة الأغذية مستحقاتها المالية عن خمسة شهور سابقة، محذرا من أن ذلك سينعكس سلبا على تقديم الخطة العلاجية المتكاملة التي يخضع لها مرضى مجمع الشفاء الطبي.
ويقول رئيس قسم التغذية بالمجمع حاتم قوطة، ان ما يقارب 1400 وجبه طعام تقدم يوميا للمرضى والموظفين المناوبين قد تم وقف صرفها منذ الأول من الشهر الجاري.
وأشار إلى أن الشركة تصر على عدم العودة لتقديم الخدمة إلا بصرف المستحقات المالية الخاصة بها، رغم محاولات إدارة المجمع ثنيها عن هذا القرار حرصا على مصلحة المرضى.
من جانبه ناشد الناطق باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، الرئاسة الفلسطينية وحكومة الوفاق الوطني والمجلس التشريعي وكافة المؤسسات الدولية التدخل العاجل لإنقاذ القطاع الصحي من كافة الأزمات التي تعصف به مؤخرا.
وقال القدرة لـ القدس دوت كوم، ان "الأزمات المتتالية التي تعصف بالخدمات الصحية ستؤثر بشكل كبير على حياة المرضى"، مشيرا الى "استمرار أزمة نقص الدواء والوقود وتوقف التحويلات الخارجية بفعل إغلاق المعابر، وان الأزمات تضاعفت بفعل توقف إمدادات الغذاء ما سيؤثر صحيا على المرضى ويزيد من معاناتهم".
ودعا القدرة جميع الجهات إلى تحمل مسؤولياتها تجاه القطاع الصحي وتجنيبه التجاذبات السياسية بتقديم أفضل الخدمات له وتقديم موازنة تشغيلية سريعة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
من جانبه قال الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية (في رام الله)، أسامة النجار، لـ القدس دوت كوم، حول ازمة توقف تزويد مستشفى الشفاء بالوجبات الغذائية ان "هناك أموالاً تُحصل وتُجبى من المواطنين في غزة لصالح الوزارة تصل إلى نحو مليون شيكل شهريا، ولا يتم تحويلها للوزارة كي يتم الدفع لصالح الشركات التي تقدم الخدمات للمستشفيات".
وأضاف النجار في حديث لـ القدس دوت كوم: "نعتقد أن هذه أزمة مفتعلة مثل الأزمات السابقة، وعدم تقديم الخدمات لأبناء شعبنا من قبل الشركات أمر مسيء".
واشار إلى أن "وزارة الصحة في الضفة عليها مديونية لشركات مختلفة تصل إلى 70 مليون شيكل ولكن لم يتم توقيف توريد الدواء أو الخدمات الأخرى" موضحا أن "وزارة الصحة لا تعلم حجم المديونية في غزة، ولا تعرف أين تذهب الأموال التي يتم تحصيلها من المواطنين بغزة".