مواجهات عنيفة بالقدس.. والاحتلال يعدم طفلاً ويتركه ينزف في سلواد
استشهد الطفل عروة عبد الوهاب حماد (14 عاماً)، بعد إصابته بالرصاص الحي في الرأس مباشرة من قبل جنود الاحتلال الإسرائيلي مساء أمس، في بلدة سواد خلال المواجهات العنيفة التي اندلعت في البلدة بين المواطنين وقوات الاحتلال، عقب صلاة الجمعة.
وكان جنود الاحتلال نصبوا كميناً للشبان بين أشجار الزيتون، لقتل الشبان أو اعتقالهم، وكان عروة يتواجد في المكان، حين أطلق أحد جنود الاحتلال رصاصة واحدة من مسافة قريبة، ووضع الرصاصة في رأسه، ليسقط الطفل على الأرض مضرجاً بدمائه وغير قادر على الحراك.
ومنعت قوات الاحتلال المواطنين وسيارات الإسعاف من الوصول إلى الطفل المصاب، وترك ينزف لأكثر من ساعة، قبل أن يسمح جنود الاحتلال لضباط الإسعاف بنقله من المكان، بعد أن تيقنوا أنه قارب على الموت، جراء كمية الدماء التي نزفها.
ونقل الشهيد عروة حماد عقب إصابته إلى مجمع فلسطين الطبي، ولكن الوقت الذي قضاه ملقى بين أشجار الزيتون، ودون تقديم العلاج اللازم له، جعله يلفظ أنفاسه الأخيرة في الطريق قبل الوصول إلى المشفى، جراء إصابته بالرصاص من مسافة قريبة.
أما جيش الاحتلال فواصل أكاذيبه، وادعى أن الطفل ألقى زجاجات حارقة على الجنود، وهي الذريعة التي باتت تستخدمها قوات الاحتلال دوما، وآخرها بعد اغتيال الطفل بهاء بدر، لتبرير الجرائم بحق أطفال فلسطين، ولكنهم لم يبرروا تركهم له لأكثر من ساعة دون السماح لسيارات الإسعاف من الوصول له.
وكانت مواجهات عنيفة اندلعت عقب صلاة الجمعة بين عشرات الشبان وقوات الاحتلال في بلدة سلواد، شمال رام الله، كما في كل يوم جمعة، ودوماً ما تكون المواجهات عنيفة في البلدة.
وعقب الإعلان عن استشهاد الطفل، عاود الشبان إلى مهاجمة قوات الاحتلال وسيارات المستوطنين في الشارع الاستيطاني المجاور للبلدة، وهاجموا معسكراً لجيش الاحتلال شرقي سلود، بالحجارة والزجاجات الحارقة، وبالألعاب النارية، وأمطروا قوات الاحتلال بحجارتهم.
كما أصيب امس، عشرات المواطنين بالرصاص وبحالات اختناق، خلال قمع قوات الاحتلال لمسيرات وتظاهرات منددة بالاحتلال والاستيطان ومصادرة الأراضي والانتهاكات المتواصلة بحق المسجد الأقصى.
وفي القدس حوّل ما يزيد على ألف شرطي وجندي إسرائيلي المدينة المحتلة إلى ما يشبه الثكنة العسكرية، ولكن ذلك لم يحل دون وقوع مواجهات بين هذه القوات والشبان الفلسطينيين الغاضبين على قرار سلطات الاحتلال منع الشبان دون سن الأربعين عاما من الصلاة في المسجد الأقصى.
وبدأت قوات الاحتلال بالانتشار على بوابات القدس القديمة وأزقتها وعلى مداخل المسجد الأقصى منذ ساعات الفجر ما اضطر المئات من الشبان لأداء صلاة الفجر ومن ثم صلاة الجمعة في الشوارع القريبة من المسجد الأقصى وأسوار مدينة القدس القديمة.
وكان ميكي روزنفيلد، الناطق باسم الشرطة الإسرائيلية، أعلن قرار سلطات الاحتلال اشتراط السماح للمواطنين من سكان القدس والداخل الفلسطيني الذين تزيد أعمارهم عن 40 عاما بالدخول إلى المسجد لأداء الصلاة ما حرم عشرات الآلاف من المواطنين من الصلاة في المسجد. واضطر المئات من الشبان لأداء صلاة الجمعة في الشوارع القريبة من أسوار البلدة القديمة وبخاصة وادي الجوز ورأس العامود وباب الأسباط وباب العامود بعد أن لم يسمح لهم بالوصول إلى المسجد لأداء الصلاة.
وقد اشتبك المئات من الشبان الغاضبين مع جنود الاحتلال في عدد من الأحياء الفلسطينية بعد انتهاء الصلاة لمنعهم من الوصول إلى المسجد الأقصى.
وكانت اشد المواجهات في حيي وادي الجوز ورأس العامود قبل أن تمتد إلى أحياء أخرى عديدة في مدينة القدس ومنها سلوان والثوري والرام والعيساوية والصوانة.
ورشق الشبان قوات الاحتلال بالحجارة فيما استخدمت القوات الإسرائيلية قنابل الصوت والمسيلة للدموع والمياه العادمة لقمع المتظاهرين.
المصدر: الأيام، رام الله
أضف تعليق
قواعد المشاركة