قام رئيس وزراء فلسطين رامي الحمدالله امس، بزيارة قصيرة للبنان، للمشاركة في تشييع المؤسس والرئيس الفخري لمجموعة "شركة اتحاد المقاولين العالمية" الراحل سعيد الخوري، وكانت مناسبة التقى خلالها رئيس المجلس النيابي نبيه بري في عين التينة، ورئيس الحكومة تمام سلام في دارته بالمصيطبة، حيث بحثا العلاقات الثنائية والوضعين اللبناني والفلسطيني والوضع العربي عموما، كما التقى عددا كبيرا من مسؤولي منظمة التحرير الفلسطينية وحركة "فتح" والفصائل الفلسطينية في لبنان، واطلعهم على تطور الاوضاع في الاراضي المحتلة ومسيرة المصالحة الفلسطينية وسير عمل حكومة الوحدة الوطنية، واطلع منهم على اوضاع المخيمات واهلها.

ورافق الحمدالله نائبه محمد عبد الله مصطفى ووفد فلسطيني موسّع. وحضر اللقاءات سفير فلسطين في لبنان اشرف دبور.

في المصيطبة، عرض سلام للوفد الوضع اللبناني السياسي والحكومي والامني، وانعكاسات قضية النازحين السوريين على لبنان والمؤتمرات التي حصلت لتقدم المساعدات لاحتضانهم والتي لم تنفذ معظم قراراتها، ورد على استفسارات اعضاء الوفد حول عدد من المسائل السياسية والامنية، لا سيما عمل حكومة الوحدة الوطنية كتجربة يقتدى بها في فلسطين. وحول تعذر اجراء الاستحقاق الرئاسي أوضح سلام أن الظروف السياسية المحلية والاقليمية لم تنضج بعد لانجاز هذا الاستحقاق.

أما الحمدالله فتناول الوضع الفلسطيني في ضوء المصالحة التي حصلت بين فصائل منظمة التحرير وحركة "فتح" وبين حركة "حماس" والتي توجت بالاتفاق على حكومة الوحدة الوطنية، والتحديات الماثلة امام الحكومة، مشيرا الى الدور المصري الكبير لانجاز هذه المصالحة. وعرض مسار عملية التسوية السياسية للقضية الفلسطينية والتهرب الاسرائيلي من موجبات هذه العملية، لكنه اكد ان القيادة الفلسطينية مصرة على قرارها تقديم طلب الى مجلس الامن الدولي لانهاء الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية المحتلة عام 67، برغم الضغوط الاميركية والدولية التي تتعرض لها السلطة الفلسطينية.

وتحدث عن المؤتمر الذي عقد في القاهرة لاعادة إعمار غزة والخطوات التي تقررت لهذا الغرض، حيث تم تشكيل لجنة متابعة دولية – فلسطينية لتحقيق عملية الإعمار، لكن بشرط ان تقدم المساعدات الى الحكومة الشرعية وليس الى الفصائل.

وتطرق الى الوضع الفلسطيني في لبنان، فأكد ان القرار الفلسطيني هو دعم الشرعية اللبنانية والتزام القوانين وحفظ الامن والاستقرار وأنه لن يكون الفلسطيني عامل توتر.

وتوجه الحمدالله برفقة سلام الى كاتدرائية مار نقولا للروم الارثوذكس في الاشرفية حيث اقيم قداس الجناز لراحة نفس الراحل الخوري.

عند بري

ثم توجه الى عين التينة، حيث التقى الرئيس بري بحضور عضوي المكتب السياسي في حركة "أمل" بلال شرارة ومحمد جباوي، وجرى عرض للأوضاع والتطورات الراهنة على الساحة الفلسطينية وفي المنطقة، وتطرق الحديث الى وضع الفلسطينيين في لبنان، اضافة الى جولة افق عامة في اوضاع العراق وسوريا، والتهديدات الاسرائيلية المستمرة للبنان والفلسطينيين.

وعلمت "السفير" بان الحمدالله اثار مسألة اعادة إعمار مخيم نهر البارد، فأكد الرئيس بري ضرورة الحفاظ على الاستقرار في المخيمات والا تتأثر بما يجري في محيطها ولا تؤثر فيه هي ايضا.

وعُلم ان بري ركز خلال الاجتماع مع رئيس الحكومة الفلسطينية والوفد المرافق على ضرورة توحيد الصف الفلسطيني، لافتا الانتباه الى ان اجتماعا واحدا عقد في غزة بين السلطة وحركة حماس كان كافيا لتوتير الاسرائيليين لانهم يدركون ان الوحدة الفلسطينية هي أقوى سلاح في مواجهتهم.

واعتبر ان حركة فتح معنية، كونها التنظيم - الام، بان تدفع في اتجاه تجاوز الانقسامات الفلسطينية. ودعا الى إعادة تصويب البوصلة في اتجاه فلسطين، لانه عندما أضعنا البوصلة، غرقنا في صراع سني - شيعي، وفي صراع سوري - سوري، وعراقي - عراقي، ويمني - يمني، وفلسطيني - فلسطيني.

ومساء اقام الرئيس سلام مأدبة عشاء خاصة في دارته على شرف الضيف ومرافقيه حضرها عدد من الشخصيات اللبنانية والسفراء.

المصدر: السفير