"حملة الوفاء الأوروبية": معاناة أهل غزة جزء من مأساة فلسطينية في الداخل والشتات
قدس برس: رحب رئيس "حملة الوفاء الأوروبية" أمين أبو راشد، بالمشاركين في مؤتمر الوفاء الأوروبي لإغاثة غزة، وأكد أن الهدف الأساسي من هذا المؤتمر هو بحث أوضاع مشردي العدوان الصهيوني الأخير والعمل على تطوير الاستجابة العاجلة لاحتياجاتهم في الإيواء والرعاية الطبية بعد العملية العسكرية التي شنّتها القوات الإسرائيلية، في الصيف الماضي، ضد قطاع غزة فدمّرت فيها عشرات الآلاف من المباني السكنية تدميراً شاملاً أو جزئياً، علاوة على الأضرار الجسيمة التي ألحقتها بالبنى التحتية للمدن والقرى ومخيّمات اللاجئين.
وأشار أبو راشد في كلمة له وجهها إلى المشاركين في المؤتمر، إلى أن قرابة ربع مليون فلسطيني وجدوا أنفسهم بلا مأوى في قطاع غزة المكتظّ أساساً بالسكان ومعظمهم من اللاجئين الذين يفتقرون إلى موارد العيش، وقال: "ما يفاقم من هذه الظروف المأساوية، أنّ الأطفال يشكِّلون الغالبية العظمى من الأعداد التي شرّدتها عمليات تدمير المنازل، التي باشرتها القوات الإسرائيلية خلال واحد وخمسين يوماً من القصف المتواصل على قطاع غزة".
وأكد أن الإيواء يمثل المطلب الملحّ للسكان في قطاع غزة حالياً، وهو ما يقتضي من الجميع البحث عن خيارات سريعة وفعّالة تستجيب لاحتياجات المشرّدين قبل دخول فصل الشتاء.
وأضاف: "إن تفاقم الصعوبات في مجال الرعاية الصحية بعد تدميرالعديد من المرافق الطبية وإصابة آلاف المدنيين بجراح وإعاقات، إنما يفرض علينا السعي لتطوير الاستجابة العاجلة للاحتياجات الطبية للنازحين وعموم السكان المتضررين، خاصة مع سياسة الحصار والإغلاقات المفروضة على قطاع غزة".
ولفت الانتباه إلى أن الشراكة بين حملة الوفاء الأوربية وتجمع الأطباء الفلسطينيين في أوروبا كمؤسسة متخصصة جاءت هنا لتلبي غرض التكامل والتخصص بين مختلف الجوانب الإنسانية والإنمائية والطبية.
ودعا أبو راشد صانع القرار الفلسطيني السياسي والرسمي، إلى ضرورة انجاز التوافق الوطني واتمام المصالحة الوطنية التي قال بأنها تصب في مصلحة الشعب الفلسطيني عامة والقطاع خاصة والتي تساعد على رفع معاناته.
وأشاد أبو راشد بما شهدته العواصم والمدن الأوروبية من تحركات وصفها بأنها "غير مسبوقة" داعمة لغزة ومنددة بالعدوان الإسرائيلي، حيث كانت القارة الأوروبية تعيش مع الحدث وتتأثر به وتؤثر بالمشهد التضامني الذي فاق التحرك في الكثير من البلدان العربية، في إشارة واضحة إلى حالة التضامن الشعبية والمؤسسية الأوروبية مع القضية الفلسطينية العادلة.
ودعا أبو راشد إلى عدم نسيان باقي أجزاء فلسطين والذي يعاني هو أيضاً من عدوان إسرائيلي مستمر، لا سيما وأن وتيرة الاعتداء على مدينة القدس والمسجد الأقصى ازدادت بشكل كبير، وأصبحت عملية استباحة المسجد المبارك تتم بكل وقاحة إسرائيلية وأمام أعين العالم أجمع، وكأن هناك محاولة لفرض واقع جديد لتقسيم المسجد.
كما أن الضفة الغربية مازالت تعاني من جراء العدوان الإسرائيلي الذي لا يتوقف، والذي كان آخره سقوط طفل فلسطيني شهيد بنيران الاحتلال بالقرب من مدينة رام الله، بل إن هذا العدوان يمتد ليطال أهلنا في الأراضي المحتلة عام 1948.
وأضاف: "لا ننسى هنا نكبة فلسطينيي سورية المتجددة والمستمرة منذ ما يزيد عن ثلاث سنوات، فقد هجّرت المخيمات ونزح اللاجئون من جديد في ظروف لا إنسانية، بل قتل واختطف المئات منهم في أتون الصراع المتواصل بعد أن تم الزج بهم في هذه الحرب"، كما قال.
أضف تعليق
قواعد المشاركة