إقبال واسع على الأضاحي برغم الظروف الصعبة

غزة تلملم جروح الحرب.. وتنتظر العيد

منذ 10 سنوات   شارك:

جهاد أبو مصطفى – السفير: على عكس ما هو مُتوقّع، تشهد أسواق وأماكن بيع المواشي في قطاع غزّة حركة شرائيّة نشطة من قبل المواطنين الذين يُخصصون مصاريف العيد بشكل رئيس لشراء الأضحية، خصوصاً من الأغنام والأبقار. ودأبت عائلات كثيرة على إحياء هذه الشعيرة الدينية، ولم تمنعها الظروف الاقتصادية المُترديّة من التخلي عنها هذا العام، مهما كانت الأعباء المالية التي ستتحملها.
وبرغم ما خلّفته الحرب الإسرائيليّة على قطاع غزّة من مآس وجروح، إلا ان عدداً كبيراً من السكّان يُحاول تناسي جروحه، ومشاركة الأهل والجيران ذبح الأضاحي، وإحياء سنّة عيد الأضحى المُبارك.
المواطن أبو عبد الله المُبيّض يُصر على شراء أضحيته لهذا العام، برغم أنه فقد منزله الوحيد الكائن في حي الشجاعيّة في شرق قطاع غزّة خلال الحرب الأخيرة، إلا انه يُحاول لملمة الجراح، وشراء أضحية العيد، وإدخال الفرح والسرور إلى قلوب أفراد أسرته، خاصة بعدما مُنعوا من التمتّع والشعور ببهجة عيد الفطر الماضي، كون الأجواء في غزّة آنذاك كانت مُضطربة بفعل الحرب.
يقول المبيض الذي بدا سعيداً لتمكّنه من شراء أضحية هذا العام في حديث إلى «السفير» إنه برغم الظروف الاقتصاديّة المُترديّة في قطاع غزّة، خاصة بعد الحرب، إلا انه حرص على تخصيص مبلغ من المال لشراء الأضحية، وعدم التخلي عنها مهما كانت الظروف والأعباء الماليّة.
ويوضح أن انخفاض أسعار الأضاحي هذا العام نسبيّاً عن العام الماضي شجّع الكثير من العائلات لشراء الأضحية والإقبال عليها بشكل لافت، مُشيراً إلى أن سعر كيلوغرام لحم العجول يتراوح ما بين 16 و18 شيكلاً (بين أربعة وخمسة دولارات)، بينما كانت تتراوح العام الماضي بين 18 و22 شيكلا.
وتلجأ العائلات الغزّية لطريقتين في الأضحية، إما عبر شراء المواشي كالخراف والماعز، أو أن يشترك مجموعة من الأشخاص لا يتعدون سبعة في عجل كبير أو بقرة، ويتم تقاسم الأضحية في ما بينهم، وهي الطريقة المُفضّلة بالنسبة لكثير من الأسر الفلسطينية في غزة، خاصة أنها توفّر الكثير من المال، وتكون حصة كل عائلة من اللحوم أكثر من أن تُضحي على خروف مثلاً يرتفع سعره عن ثمن الاشتراك في حصة عجل.
وتتراوح أسعار الخراف في غزة ما بين 300 و400 دينار أردني (حوالي 500 دولار)، بينما تتراوح تكلفة الحصة الواحدة عند الاشتراك في عجل أو بقرة حوالي 250 ـ 300 دينار أردني.
أبو سامي الزطمة أحد الذين اشتركوا في عجل كبير، يقول في حديث إلى «السفير»: «قمت أنا وأخوتي الخمسة بشراء عجل وزنه 500 كيلوغرام، بثمانية آلاف شيكل، وبلغت حصّة الواحد منا قُرابة 270 دينارا أردنيا، وهو ثمن مناسب جداً بالنسبة لو اشتريت خروفاً لوحدي».
أما أحمد حدايد، وهو صاحب مزرعة لبيع الأضاحي في جنوب القطاع، فيؤكد في حديث إلى «السفير» أن هناك إقبالاً جيداً من قبل المواطنين على شراء الأضاحي هذا العام، برغم الظروف الاقتصادية السيئة التي يمرون بها، خاصة بعد الحرب.
ويذكر حدايد أن الإقبال الأكبر على شراء العجول والأبقار الكبيرة، لافتاً إلى أن انخفاض الأسعار هذا العام شجّع الكثير من العائلات على شراء الأضاحي.
كما يعمل حدايد على تشجيع المواطنين على شراء الأضاحي من خلال إتاحته الفرصة لشراء الأضاحي عن طريق التقسيط. ويقول إنه يقوم ببيع العجول والأبقار والمواشي مُقابل أن يدفع المواطنون جزءا من المبلغ، على أن يتم تسديد بقية المبلغ على دفعات مُنتظمة بعد العيد، لافتاً إلى أن هذه الطريقة التي أجازها الشرع شجعت الكثير من العائلات على شراء الأضاحي هذا العام.
وتقوم المؤسسات الخيرية في قطاع غزّة بذبح آلاف الأضاحي كل عيد، وتوزيع لحومها على الفقراء والعائلات التي لم تُضح، في محاولة للتكافل الاجتماعي، وبث الفرحة في نفوس العائلات الفقيرة، لا سيما الأطفال.
ومن عادات سكّان غزّة في عيد الأضحى أنهم يقومون بذبح الأضاحي في الشوارع والأماكن العامة، ويلتف أطفال الحي في المناطق التي تشهد الذبح، خاصة العجول والأبقار الكبيرة، في محاولة للبحث عن الترفيه والتسلية والشعور بفرحة العيد.
بعد ذبح الأضاحي، يقوم الناس بتوزيع اللحوم على الجيران والفقراء والأقارب، وتشهد شوارع القطاع حركة نشطة، إذ تتم الزيارات وصلات الأرحام.
وتقدر احتياجات قطاع غزة في موسم عيد الأضحى من 10ـ 12 ألف رأس من العجول والأبقار، ونحو 30 ألف رأس من الأغنام والخراف وفق إحصاء أصدرته وزارة الزراعة.
تبقى مُشكلة عدم مقدرة آلاف العائلات بغزّة على شراء الأضاحي قائمة منذ أعوام عدّة، وتشكل الأضحية بالنسبة لغالبية العائلات في قطاع غزة المحاصر عبئاً مالياً لا يُستهان به، خاصة مع ارتفاع نسبتي البطالة والفقر بعد الحرب الأخيرة، حيث تُشير آخر الإحصاءات الرسميّة إلى أن هناك 200 ألف عاطل عن العمل حالياً في غزة، بينما ارتفعت نسبة البطالة بعد الحرب لتصل إلى 50 في المئة، إضافة لمؤشرات ارتفاع معدلات الفقر إلى 60 في المئة.
وهذه الأوضاع تدفع كثيرا من الأسر الغزيّة التي لا تقوى على شراء الأضاحي لتعويض فرحة الأطفال بالعيد عن طريق شراء بضعة كيلوغرامات من اللحوم لتناولها صباح يوم العيد.
 



السابق

العيد في صيدا ومخيّماتها يترنّح بين الحزن والفرح الذي يتسلل إلى الأطفال

التالي

مآسي النزوح لفلسطينيي سوريا تتجدَّد


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة "Gaza Writes Back"

  !israel is a piece of shit and they know ittwitter.com/ThisIsGaZa/status/595385208385449985/photo/1 




تغريدة "عاصم النبيه- غزة"

 عندك القسام وبتأيد داعش؟ روح استغفر ربك يا زلمة.. #غزةtwitter.com/AsemAlnabeh/status/595507704338186240
 




تغريدة "أحمد بن راشد بن سعيد"

القاهرة تنتفض ضد قرار تقسيم #فلسطين عام 1947.كان زمان!لكن تظل #فلسطين_قضيتناtwitter.com/LoveLiberty/status/594548013504307200/photo/1




تغريدة "Joe Catron"

 Take a moment to thank "@MsLaurynHill" for cancelling her concert in occupied Palestinetwitter.com/jncatron/status/595337215695192064/photo/1




تغريدة "Dr. Ramy Abdu"

 المغنية الأمريكية المشهورة لورين هيل تلغي حفلها الفني في "إسرائيل" بعد حملة واسعة لنشطاء حركة المقاطعة.twitter.com/RamAbdu/status/595530542910742528




تغريدة "النائب جمال الخضري"

في #غزة يقهرون الإعاقة ويلعبون الكرة الطائرة أطرافهم بترت اثناء الحرب على غزة لا يأس ولكن عزيمة وصمود لهم التحية.twitter.com/jamalkhoudary/status/595520655858147328





 

محمود كلّم

42 عاماً على مجزرة صبرا وشاتيلا !!!

من الصعب على الذاكرة بعد مرور 42 عاماً على المجزرة، استرجاع أدق التفاصيل التي تبدو ضرورية لإعادة تقييم مجريات الأحداث، والخروج مع … تتمة »


    ابراهيم العلي

    في ظلال يوم الأرض الفلسطينون : متجذرون ولانقبل التفريط

    ابراهيم العلي

     يعد انتزاع الاراضي من أصحابها الأصليين الفلسطينيين والإستيلاء عليها أحد أهم مرتكزات المشروع الصهيوني الاحلالي ، فالأيدلوجية الصهي… تتمة »


    تتقدم مؤسسة العودة الفلسطينية من عمال فلسطين بأطيب الأمنيات وأجلّ التحيات لما يقدمونه من جهد وعمل وتضحية..
صامدون - عاملون - عائدون
    تتقدم مؤسسة العودة الفلسطينية من عمال فلسطين بأطيب الأمنيات وأجلّ التحيات لما يقدمونه من جهد وعمل وتضحية.. صامدون - عاملون - عائدون