يأتي مثقلاً بالهموم الأمنية والسياسية والضغوط الإقتصادية والمعيشية

العيد في صيدا ومخيّماتها يترنّح بين الحزن والفرح الذي يتسلل إلى الأطفال

منذ 10 سنوات   شارك:

يعود في كل عام، ليحمل السعادة إلى الأطفال الذين ينتظرونه بفارغ الصبر، فيما يتحوّل عند الكبار إلى هم مزدوج...

هَم تردّي الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية، يترافق مع استمرار حالة عدم الاستقرار السياسي والأمني، وما بينهما تغيب الفرحة ومظاهر العيد في لبنان، وتقتصر على الصلاة والتزاور، وإن فضّل بعض فاعليات «عاصمة الجنوب»، صيدا، الاعتذار عن تقبّل التهاني بالعيد نظراً للظروف الراهنة، لكن الفرحة تسللت إلى قلوب الأطفال ومعها أحلام بتغيير الأحوال...

أما المخيمات الفلسطينية، فهي الأخرى تعيش الهم المزدوج، يُزاد عليه الخوف على المقدّسات والحزن على فقدان أبناء الوطن في الداخل أو جرّاء الغرق في البحر، بحثاً عن طوق النجاة في بعض الدول الأوروبية، وما بينهما تستمر معاناة النازحين من سوريا، لكن هذا الواقع لا يحرم الناس من إظهار مشاعر الفرح بالعيد...

«لـواء صيدا والجنوب» واكب مظاهر عيد الأضحى بين الحزن والفرح وعاد بهذه الانطباعات...


صلاة العيد

تعلو التكبيرات من مساجد صيدا في مشهد مميّز، ليخرج أبناء المدينة لأداء صلاة العيد، ومن ثم المشاركة في تبادل الزيارات.

مشهد يتكرر في كل عام، حيث أمَّ مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان المصلين لصلاة عيد الأضحى في «مسجد الحاج بهاء الدين الحريري» في المدينة بمشاركة رئيس «كتلة المستقبل النيابية» الرئيس فؤاد السنيورة وشفيق ومصطفى الحريري، منسق عام «تيار المستقبل» في الجنوب الدكتور ناصر حمود، المسؤول السياسي لـ «الجماعة الإسلامية» في الجنوب الدكتور بسام حمود وعضو «حركة التجدد الديمقراطي» وفيق زنتوت وعدد من الفاعليات وحشد كبير من أبناء المدينة.

المفتي سوسان

وألقى المفتي سوسان خطبة أكد فيها «أننا نعيش في هذه الأيام أزمة حقيقية على كل المستويات، على المستوى السياسي والأمني والمعيشي والخدماتي والدستوري والجغرافي الملتهب بالبارود والنار. إننا نطلب ونتمنى وندعو في ظل كل الظروف الداخلية والخارجية، بانتخاب رئيس للجمهورية. أيها السياسيون انتخبوا رئيساً قبل أن يُنتخب لكم. هذا الرئيس يعزز السلم الأهلي والأمن الدستوري والعيش المشترك ودور الدولة العادلة ودعم الجيش اللبناني عدة وعديداً لأنه ضمانة لوحدة لبنان واستقلاله وهو المؤسسة الوحيدة الباقية التي تحظى بالاجماع الوطني. كما اننا نؤكد على بذل الجهود من أجل الافراج عن العسكريين المخطوفين. إن قوتنا في هذا البلد بوحدتنا. في ظل هذه الظروف الدقيقة والصعبة في تاريخ هذه المنطقة وأن الحرص على العيش المشترك على السلم الأهلي وعلى الوفاق الوطني وعلى نبذ الفتن الطائفية والمذهبية تساعد على الخروج من هذا المستنقع الآسن».

وأضاف: «ثم أن قضية النازحين السوريين هي مسؤولية الدولة لأن المطلوب هو عدم الاعتداء عليهم وفي الوقت نفسه ضبط تصرفاتهم وأعمالهم وتحميلهم المسؤولية في المخالفات وفي سوء التصرف، وهذا من مسؤولية الدولة اللبنانية حصرياً وليس مسؤولية أي جهة أخرى مهما كانت».

وختم المفتي سوسان: «من صيدا مدينة الوفاء لكل القيم الإنسانية والوطنية «عاصمة الجنوب» ومدينة المقاومة نؤكد من جديد أننا متمسّكون بالدولة العادلة بالقوى الأمنية والشرعية وفي مقدمتها الجيش اللبناني، متمسّكون بحفظ الأمن والاستقرار. كما أن الفلسطينيين متمسّكون بالأمن والاستقرار، ويؤكدون دائماً أن أمن المخيم من أمن صيدا وان أمن صيدا من أمن المخيم. ولا بد أن نقول أننا نطالب بالإسراع بمحاكمة المعتقلين من أبناء المدينة في أحداث عبرا، وملاحظة الظروف التي عاشوها والتي كانوا فيها، فيطلق سراح البريء ويعاقب المرتكب».

ووفاءً لشهداء المدينة توجّه المفتي سوسان والرئيس السنيورة وشفيق الحريري والدكتور ناصر حمود إلى ساحة الشهداء حيث قرأوا الفاتحة عن أرواح شهداء المدينة.

القاضي الزين

من جهة ثانية، أمّ رئيس مجلس أمناء «تجمع العلماء المسلمين» في لبنان القاضي الشيخ أحمد الزين صلاة عيد الأضحى المبارك في «المسجد العمري الكبير» في صيدا القديمة، حيث تقبّل التهاني من حشد من الفاعليات والمصلين بمشاركة أمين عام «التنظيم الشعبي الناصري» الدكتور أسامة سعد.

الوفاء للشهداء

بدوره الدكتور أسامة سعد انتقل على رأس مسيرة شعبية جابت أزقة صيدا القديمة مروراً بساحة باب السراي لقراءة الفاتحة على ضريح الشهيد معروف سعد، والشهيدة ناتاشا سعد، وأضرحة شهداء «جيش التحرير الشعبي» في جبانة صيدا، لينتقل بعدها إلى جبانة الطائفة الشيعية، وساحة الشهداء ويقرأ الفاتحة في مقبرة صيدا الجديدة في سيروب على ضريح الراحل مصطفى معروف سعد، والمناضل خضر سكيني «أبو درويش»، ووليد معتوق، والأخوين محمود ونضال المجذوب».

وفي الوقت الذي اعتذرت فيه عدد من فاعليات صيدا عن تقبّل التهاني بالعيد نظراً للظروف الراهنة، تلقى عدد منهم التهاني بالعيد، حيث استقبل الرئيس السنيورة في الهلالية – صيدا عدداً من الشخصيات والوفود من جمعيات أهلية وروابط عائلية وقطاعات اقتصادية وتربوية ونقابية وشبابية من صيدا وجوارها ومن عدد من مناطق الجنوب مهنئين بالعيد.

بدوره إمام «مسجد القدس» في صيدا الشيخ ماهر حمود استقبل المهنئين بالعيد في مكتبه في صيدا.

وبالمناسبة أيضاً استقبلت منسقية «تيار المستقبل» في صيدا والجنوب المهنئين في مقر التيار في عمارة المقاصد في المدينة من عدد من الشخصيات والوفود اللبنانية والفلسطينية إلى جانب لجان الأحياء وقطاعات ومكاتب التيار في صيدا والجنوب، حيث كان في استقبالهم منسق التيار في الجنوب الدكتور ناصر حمود وأعضاء مجلس المنسقية.

كما استقبلت قيادة «الجماعة الإسلامية» في الجنوب المهنئين بالعيد في مقرّها في صيدا تقدّمهم المسؤول التنظيمي للجماعة في الجنوب الحاج أحمد الجردلي والمسؤول السياسي الدكتور بسام حمود.

هذا واستقبل رئيس «تيار الفجر» الحاج عبد الله الترياقي المهنئين بالعيد في مقر التيار في المدينة.

فرحة رغم الحزن

ومساعدة للمحتاجين وجرياً على عادتهما في كل عام، واصلت «الهيئة الإسلامية للرعاية» و«جمعية رعاية اليتيم» في صيدا احياء سنّة الأضاحي وإيصالها إلى المستحقين، فيما انشغلت المطاعم والملاهي بالقيام بدورها في استقبال الرواد، وخصوصاً «بحر العيد»، هذا المكان الذي طبع في ذاكرة الصيداويين، ليترافق ذلك مع الاستمتاع بالتنزّه على الكورنيش البحري والقيام بجولة في الزوارق البحرية، والجلوس في المطاعم والمقاهي التي انتشرت في المدينة، فيما لا تكتمل فرحة الأولاد إلا بزيارة مراكز الترفيه والملاهي في صيدا والجوار.

... والمخيمات الفلسطينية

وفي مخيمات صيدا، انطلقت مسيرة جابت طرقات مخيم عين الحلوة يتقدمها قيادة فصائل «منظمة التحرير الفلسطينية» واللجان الشعبية وكوادر وضباط حركة «فتح» والأمن الوطني الفلسطيني، حيث جرى وضع أكاليل من الزهر باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركة «فتح» و«منظمة التحرير الفلسطينية» على النصب التذكاري للشهداء في عين الحلوة وفي ساحة الشهداء في صيدا.

وفي مخيم المية ومية قام فريق «تغيّر لنغيّر» بتغيير لون استقبال فرحة العيد بيوم مفتوح بمشاركة ما يقارب من 250 طفلا من مخيمي عين الحلوة والمية ومية تخلله عددا من النشاطات الترفيهية والمسابقات وتوزيع الهدايا على الأطفال.

كل ذلك، ترافق مع انتشار الأراجيح في الأزقة والطرقات، لترتسم السعادة على وجوه الأطفال تعبيراً عن الفرح بالعيد وتناسي الأحزان.

المصدر: سامر زعيتر - اللواء



السابق

عيد الأضحى بعيون أهالي عين الحلوة بين الألم والأمل

التالي

غزة تلملم جروح الحرب.. وتنتظر العيد


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة "Gaza Writes Back"

  !israel is a piece of shit and they know ittwitter.com/ThisIsGaZa/status/595385208385449985/photo/1 




تغريدة "عاصم النبيه- غزة"

 عندك القسام وبتأيد داعش؟ روح استغفر ربك يا زلمة.. #غزةtwitter.com/AsemAlnabeh/status/595507704338186240
 




تغريدة "أحمد بن راشد بن سعيد"

القاهرة تنتفض ضد قرار تقسيم #فلسطين عام 1947.كان زمان!لكن تظل #فلسطين_قضيتناtwitter.com/LoveLiberty/status/594548013504307200/photo/1




تغريدة "Joe Catron"

 Take a moment to thank "@MsLaurynHill" for cancelling her concert in occupied Palestinetwitter.com/jncatron/status/595337215695192064/photo/1




تغريدة "Dr. Ramy Abdu"

 المغنية الأمريكية المشهورة لورين هيل تلغي حفلها الفني في "إسرائيل" بعد حملة واسعة لنشطاء حركة المقاطعة.twitter.com/RamAbdu/status/595530542910742528




تغريدة "النائب جمال الخضري"

في #غزة يقهرون الإعاقة ويلعبون الكرة الطائرة أطرافهم بترت اثناء الحرب على غزة لا يأس ولكن عزيمة وصمود لهم التحية.twitter.com/jamalkhoudary/status/595520655858147328





 

محمود كلّم

42 عاماً على مجزرة صبرا وشاتيلا !!!

من الصعب على الذاكرة بعد مرور 42 عاماً على المجزرة، استرجاع أدق التفاصيل التي تبدو ضرورية لإعادة تقييم مجريات الأحداث، والخروج مع … تتمة »


    ابراهيم العلي

    في ظلال يوم الأرض الفلسطينون : متجذرون ولانقبل التفريط

    ابراهيم العلي

     يعد انتزاع الاراضي من أصحابها الأصليين الفلسطينيين والإستيلاء عليها أحد أهم مرتكزات المشروع الصهيوني الاحلالي ، فالأيدلوجية الصهي… تتمة »


    تتقدم مؤسسة العودة الفلسطينية من عمال فلسطين بأطيب الأمنيات وأجلّ التحيات لما يقدمونه من جهد وعمل وتضحية..
صامدون - عاملون - عائدون
    تتقدم مؤسسة العودة الفلسطينية من عمال فلسطين بأطيب الأمنيات وأجلّ التحيات لما يقدمونه من جهد وعمل وتضحية.. صامدون - عاملون - عائدون