من مخيّم عايدة للاجئين الفلسطينيين شمال بيت لحم.. ثغرة نحو القدس
لا تفصل سوى أمتار قليلة مخيّم عايدة للاجئين الفلسطينيين شمال بيت لحم عن مدينة القدّس المحتلة، لكنّ جدار الفصل العنصري أمسى في الأعوام الماضية عقبة أمام عودة جغرافيا المكان إلى طبيعتها، وتمكّن سكّان هذا المخيم من ممارسة حياتهم التي اعتادوا عليها دون عوائق.
ووجد ناشطون وشبان في المخيّم هدم مقاطع من جدار الفصل العنصري سبيلا للتعبير عن رفضهم للجدار الذي يضيّق على حياتهم، وفي محاولة من جانبهم لكسر الحصار المفروض على مدينة القدس وإزالة لكافّة الحواجز التي تحول دون حرّيتهم في أرضهم.
وأثار الأمر حفيظة الاحتلال وكافّة أجهزته الأمنية، التي حوّلت كامل المخيّم إلى ثكنة عسكرية، واعتدت بشكل غير مسبوق على سكّانه، فيما يصفها المتابعون ردود فعل الاحتلال بغير المسبوقة، والانتقامية، على اعتبار افتتاح الثّغرة كان السابقة الأولى في هذا الموقع الأكثر حساسية مع الاحتلال في محيط مدينة القدس.
ثغرة وطنية
وهذا الأمر يؤكّده الشّاب حسين أبو عكر أحد سكّان المخيّم لوكالة "صفا" الذي يبين أنّ اعتداءات الاحتلال تكثّفت، بعد تمكّن شبّان المخيّم من هدم مقطع من جدار الفصل العنصري، وإحراق كامل للبرج العسكري المقام وسط المخيم.
ويقول: "في إطار الردّ على جريمة مخيّم جنين، شارك مختلف الشّبان المنتمين إلى كافّة الفصائل الوطنية والإسلامية في فتح الثّغرة بالجدار وهدمها، ما يؤكّد أنّ جدار الفصل العنصري هشّ وضعيف، الأمر الذي يعدّ السّابقة الأولى في المخيّم الذي يشهد محيطه على الدّوام تعزيزات كبيرة من جانب جيش الاحتلال".
ويبين أنّ اعتداءات الاحتلال توزّعت ما بين إطلاق الرّصاص على المواطنين والسّكان وإصابة عدد من الشّبان والنّساء، إضافة إلى اعتلائه لأسطح عدد من المنازل وخاصّة منزل عائلة أبو عكر ومركز لاجئ، ونشر قنّاصتها على أسطحها، كذلك الانتشار المكثّف وحملات التفتيش والتهديد وإجلاء لعدد من العائلات عن منازلها، في اعتداء هو الأكبر من ناحية الحجم منذ سنوات.
ويبين أبو عكر أنّ الاحتلال رغم استبداله للمقطع الاسمنتي المهدّم بالجدار، ما يزال يواصل تكثيف تواجده واعتداءاته على السّكان داخل المخيم، بما يشير إلى أنّ الاحتلال مصدوم ويردّ بشكل عنيف على ردود شبّان المخيّم على الجنود الذين أصيب عدد منهم بجراح في التوغّلات التي نفّذها بالمخيم خلال الأيام الأربعة الماضية.
أضف تعليق
قواعد المشاركة