الاحتلال يحوّل قنوات المياه التاريخية بسلوان إلى مسارات تلمودية
قالت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" إن الاحتلال وأذرعه التنفيذية -ومنها ما يسمى بـ"سلطة الحدائق والطبيعة-" و"سلطة الآثار الصهيونية" وجمعية "إلعاد" الاستيطانية- باتت تعمّق من سيطرتها على مسارات ينابيع وقنوات وأعين المياه العربية التاريخية العريقة من الفترة اليبوسية/الكنعانية ثم الاسلامية.
وأضافت المؤسسة في تقرير لها الأربعاء (3-9) إن الاحتلال يعمل على تحويل هذه القنوات إلى مسارات تلمودية/توراتية، تحكي فيها ادعاءً تاريخياً عبرياً موهوماً، وتطمس حقائق التاريخ والآثار، وذلك في منطقة بلدة سلوان، الواقعة جنوب المسجد الأقصى، عبر تعميق وتفريع الحفريات والأنفاق وتحويلها إلى شبكة من الأنفاق والمسارات التلمودية يصل طولها مجتمعة إلى نحو 1000 متر -هذا فقط في الكتف الشرقي من الهضبة-، تبدأ من رأس هضبة سلوان، منطقة عين أم الدرج، وتتجه شمالاً إلى منطقة العين الفوقا وانتهاءً بمنطقة عين سلوان قرب مسجد القرية.
وبينت أن الاحتلال نفذ حفريات متواصلة منذ سنة 1978 وحتى يومنا هذا.
وقالت المؤسسة في تقريرها إنه من خلال زيارات ميدانية متكررة، وفي فترات مختلفة، لمواقع الحفريات والمسارات المذكورة وعبر دراسات متأنية، تأكد لها أن الاحتلال بات يعمق ويكثّف من حملته في تهويد باطن الأرض في منطقة سلوان القريبة من المسجد الأقصى، وخاصة في ظل تنفيذ حفريات جديدة، وتجديد حفريات قديمة، في منطقة المسارات والقنوات المائية تحت الأرض، وافتتاح مواقع جديدة وتحويلها إلى ما يشبه المعرض والمتحف تحت الأرض.
كما أن الاحتلال -وفق المؤسسة- يعمل على تقديم عروض وأفلام فيديو تحكي عن تاريخ عبري موهوم ومزعوم لمصدر ومسار هذه المياه ومحيطها، وإطلاق تسميات توراتية، واستجلاب زوار من الصهاينة والسياح الأجانب، يصل عددهم نحو نصف مليون زائر سنوياً، فيما يشبه عمليات غسل الأدمغة وتشويه الحقائق، ومحاولة تمرير رواية تلمودية كاذبة، وربطها بأسطورة الهيكل المزعوم.
ونقلت "مؤسسة الأقصى" في تقريرها مشاهد لجولات لها عبر هذه الأنفاق والتي هي بالأساس ينابيع وأعين وقنوات مياه عربية عريقة، حفرت واستعملت بداية في الفترة اليبوسية الكنعانية -وهم الذين أسسوا وبنوا مدينة القدس وأسموها يبوس- قبل نحو ستة آلاف سنة، أو خمسة آلاف سنة على أقل تقدير (3000 ق.م)، ثم استعملت أو استعمل بعضها في الفترات الإسلامية المتعاقبة.
أضف تعليق
قواعد المشاركة