أطفال في عين الحلوة: "تجار" بسطات لتأمين لقمة العيش
تنتشر في سوق الخضار، داخل مخيم عين الحلوة، ظاهرة الباعة المتجولين على العربات من الأطفال، وهم يبيعون إما الترمس أو الذرة المسلوقة أو البهارات المتنوعة، وكل ذلك من أجل تأمين معيشتهم.
محمد خالد، فتى في الرابعة عشرة من العمر، ترك المدرسة وهو صغير جداً، وذلك بداية لعدم رغبته في التعليم والهرب من المدرسة، أما اليوم فهو يعمل على بسطة لبيع الملابس تابعة لصاحب أحد المحال التجارية الموجودة في المخيم. يقول: أعمل هنا منذ فترة طويلة، وصحيح أن العمل هنا لا يؤمن لي مهنة أتعلمها، ولا أتقاضى مبلغاً جيداً، لكنني أعمل هنا لحاجتي للمال، ولعدم تمكني من تعلم مهنة بسبب صغر سني.
أما عبد الرحمن البالغ من العمر اثني عشر عاماً، فكان يقف أمام عربة لبيع البهارات، وهو فلسطيني من مخيم اليرموك، يعيش مع أهله في عين الحلوة، يقف خلف العربة ليبيع ما عليها ويساعد والده في تأمين إيجار المنزل الذي يسكنونه، وتأمين معيشتهم من مأكل ومشرب. يقول: أبي قال لي أن أقف هنا وأبيع البهارات للمارة، من أجل أن أساعده في مصاريف البيت، وهو يشتري هذه البهارات من محل في صيدا. أما بالنسبة للمدرسة، فيضيف: لست في المدرسة بسبب هروبنا من مخيم اليرموك ولجوئنا إلى مخيم عين الحلوة.
محمد كذلك، نازح من سوريا، يبلغ من العمر ستة عشر عاماً، ويعمل لدى صاحب أحد المحلات، يقول: لم أحب أن أعمل يوماً على بسطة، لكنني تركت المدرسة بعد إتمامي الصف الأساسي السادس، لكن من دون أن أعرف القراءة والكتابة، ليس لضعف مني، لكن لأن المعلمة لم تكن تقوم بواجبها الوظيفي بشكل جيد، أي أنها كانت تهتم فقط بالطلاب المتميزين وأصحاب الواسطة، وأنا جئت إلى مخيم عين الحلوة قبل المعارك الدائرة في سوريا، لأعمل وأحصل على المال.
المصدر: انتصار الدنان - السفير
أضف تعليق
قواعد المشاركة