فلسطينيون يروون لـ«السفير» لحظات الرعب في «برج الظافر»

استهداف المنازل .. سياسة جديدة لتركيع غزة!

منذ 10 سنوات   شارك:

التحقت أسرة زهير المصري بركبِ آلاف العائلات الفلسطينية التي هُجّرت من مساكنها في غزّة، بعدما دمّرتها صواريخ وقذائف الاحتلال الإسرائيلي، لتبدأ رحلة البحث عن مأوى بين بدائل عدّة، أحلاها مُرّ.

أسرة المصري المُكوّنة من الأب والأم، وثلاثة أطفال، كانت تعيش في شقّة سكنيّة بالإيجار في برج «الظافر 4» الذي سوّته الطائرات الحربية الإسرائيلية بالأرض، مساء أمس الأول، فأصبح أثراً بعد عين، وتحوّلت الطوابق الـ14 إلى كومة من الركام في طرفة عين.

بعد دمار البرج، توزّعت عشرات الأُسر التي كانت تسكنه ما بين مدارس «الأونروا» التي حُوّلت إلى مراكز إيواء للنازحين، وآخرين لجأوا إلى الإقامة عند أقربائهم، ناجين بحياتهم وما يسترهم فقط من ملابس.

إحدى هذه الأُسر عائلة زهير المصري، الذي يروي لـ«السفير» ما حدث، قائلاً: «فجأة سمعت أحد الجيران يطرق باب شقتي بقوّة، هرعت لأفتح الباب، فأخبرني لاهثاً أن الاحتلال اتصل بأحد سكّان البرج الذي نقطنه، وأبلغوه بنيّتهم قصف البرج، ليقوم بإخبار السكّان ضرورة إجلاء البرج فوراً».

ويضيف المصري أنه لم يُصدّق الخبر في البداية، وظنّ أنه شائعة، لاسيما أن الاحتلال لم يُقدم منذ اندلاع العدوان على قصف أي برجٍ سكني كـ«الظافر» الذي يتكوّن من 14 طابقاً، ويضم 44 شقّة، جُلها مأهولة بالسكّان.

ويتابع «عندما رأيت الجيران يهرعون عبر السلالم، التقطت أطفالي الثلاثة واصطحبت زوجتي بما يسترنا من ملابس فقط، وكنا حُفاة، ولم يُسعفنا الوقت لحمل أي شيء، وغادرنا البرج ونحن نُردد الشهادتين، مع عشرات الأطفال والشيوخ والمرضى، وكان بيننا أحد المُعوّقين، متوقعين أن يتم قصف البرج في أي لحظة، فقد ننجو، أو لا!».

ويوضح أنه بعد مغادرة سكّان البرج المكان بدقائق قليلة تمّ قصف «الروف» (السطح) بصاروخ إرشادي من قبل طائرة استطلاع إسرائيلية، ليلحقه بعدها بخمس دقائق صاروخ مُدمّر من طائرة حربية طراز «أف 16» حوّل البرج رماداً.

أما محمد صبري، وهو أحد سكّان البرج، فيؤكّد لـ«السفير» أنه «لولا عناية الله لوقعت مجزرة بين سكّان البرج، الحمد لله أننا نجونا بحياتنا». ويُضيف صبري: «خسرنا شققنا وممتلكاتنا، ولم نتمكن إحضار أي شيء معنا وقت مغادرتنا، لكن المال معوّض». ويصف أحمد زعرب، وهو أحد سكّان الأبراج القريبة من «الظافر»، يصف لـ«السفير» عملية القصف، قائلاً: «كأن زلزالاً وقع في المنطقة، اهتزّ البرج الذي أسكنه بشكل قوي جداً، وتهشّم الزجاج، وتناثر في كل مكان، حتى أني ظننت أن برجنا هو المُستهدَف وليس الظافر».

ويؤكّد زعرب أن أضراراً جسيمة أصابت كافة المنازل والشقق المُجاورة للبرج المقصوف الذي انهار بالكامل، وتحوّل إلى كومة من الركام، كما أصيب 17 مواطناً نتيجة القصف، غالبيتهم من الأطفال.

وفي هذا السياق، اعتبر حقوقيون ومراقبون إقدام الاحتلال الإسرائيلي على قصف برج «الظافر» السكني، تطوراً خطيراً في العدوان الدائر على غزّة، وتصعيداً همجياً، وعقاباً جماعياً للمدنيين، لاسيما أن البرج مأهول بالسكّان المدنيين، ويقع في منطقة مدنية بامتياز، ويُحيط به برجان شاهقان.

ووصف مدير «مركز الميزان لحقوق الإنسان»، عصام يونس، قصف الاحتلال للأحياء والمنازل السكنيّة بأنه «جريمة حرب مُنظّمة، تستوجب مُحاكمة قادة الاحتلال الإسرائيلي على المجازر التي يرتكبونها في قطاع غزّة بحق المدنيين».

وقال يونس، الذي فقد والده ووالدته في قصفٍ استهدف منزلهما قبل أيّام في رفح، في حديث إلى «السفير» إن «الاحتلال الإسرائيلي يُبرر قصف منازل المدنيين في قطاع غزة بما يُسمى الصاروخ التحذيري، والذي تُطلقه طائرة الاستطلاع الإسرائيلية على سطح المنزل المُراد استهدافه، ومن ثم تُغير الطائرات الحربية بعد دقيقة أو اثنتين على الأكثر على المنزل، وتُسويه بالأرض فوق رؤوس قاطنيه». ولفت إلى أنه «لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نعتبر هذا السلوك العدواني تحذيراً للمدنيين».

واتّهم مسؤول إسرائيلي، في حديث إلى القناة الإسرائيلية الثانية، حركة حماس باستخدام ثلاث طبقات من البرج المُستهدف كغرف عمليّات، وأماكن للاختباء. وهذا ما نفته الحركة على لسان المتحدث باسمها سامي أبو زهري، الذي قال إن «تدمير الاحتلال برجاً سكنياً، وإصابة العشرات من أصحابه، وتهجيرهم؛ هو تصعيد خطير وجريمة حرب، وادعاءات الاحتلال بأن البرج هو مركز لحماس هي أكاذيب لتبرير الجريمة». يأتي هذا التصعيد الخطير ضد المدنيين في غزّة بعد تهديد إسرائيل بـ«رد قوي» إثر وفاة أول طفل إسرائيلي متأثراً بجروحه جراء إطلاق صواريخ من غزة، فيما يتجاهل الاحتلال استشهاد أكثر من 500 طفل فلسطيني منذ بداية هذه الحرب، فضلاً عن مئات المدنيين.

وفي سياق استهداف منازل المدنيين، قصف الطيران الحربي الإسرائيلي بأكثر من عشرة صواريخ تدميرية أمس، منازل المواطنين في حي أبو معروف في جنوب محافظة خانيونس في جنوب القطاع، ما أحدث حالة من الخوف والذعر في صفوف المدنيين، لاسيما الأطفال والنساء.

وتحدثت مصادر طبيّة عن وقوع أكثر من عشرة جرحى، في ظل عجز سيارات الإسعاف الدخول إلى المكان، نتيجة تعرّضه للقصف المُكثّف.

ومنذ اندلاع العدوان على غزّة، في السابع من تموز الماضي، تعمّدت إسرائيل قصف منازل المدنيين وإبادة عائلات بأكملها، مُحطّمةً الأعراف القانونيّة والإنسانيّة كافة، في سياسة ترمي إلى الضغط على السكّان الذين يُشكّلون الحاضنة الشعبية للمقاومة، لكن ذلك يزيد الفلسطينيين مُطالبة المقاومة بردٍ موجع على هذه الجرائم، مع التأكيد على الصمود والبقاء.

وكانت المدفعيّة الإسرائيلية استهدفت في وقت سابق، أبراج «الندى» في شمال القطاع، بالإضافة إلى أبراج «المخابرات»، ودمّرت أجزاء كبيرة منها.

من جهته، أكد «المرصد الأورومتوسطي» في تقرير سابق له، أن «جيش الاحتلال الإسرائيلي، ومنذ انتهاء التهدئة، وفشل التوصّل إلى اتفاق مع الفصائل الفلسطينية؛ يمارس سياسة انتقام من المدنيين».

وبحسب الإحصائيات الرسميّة، فقد دمّر الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية الحرب ما يزيد عن عشرة آلاف منزلٍ بشكل كامل، وأُصيب حوالي ثمانية آلاف بأضرار بالغة، فيما تضرّرت 39 ألف وحدة سكنيّة بأضرار وُصفت بين متوسطة وبسيطة.

المصدر: جهاد أبو مصطفى - السفير



السابق

مدارس الضفة حزينة لتأجيل الدراسة في غزة

التالي

أطفال غزة في المدارس بلا تعليم


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة "Gaza Writes Back"

  !israel is a piece of shit and they know ittwitter.com/ThisIsGaZa/status/595385208385449985/photo/1 




تغريدة "عاصم النبيه- غزة"

 عندك القسام وبتأيد داعش؟ روح استغفر ربك يا زلمة.. #غزةtwitter.com/AsemAlnabeh/status/595507704338186240
 




تغريدة "أحمد بن راشد بن سعيد"

القاهرة تنتفض ضد قرار تقسيم #فلسطين عام 1947.كان زمان!لكن تظل #فلسطين_قضيتناtwitter.com/LoveLiberty/status/594548013504307200/photo/1




تغريدة "Joe Catron"

 Take a moment to thank "@MsLaurynHill" for cancelling her concert in occupied Palestinetwitter.com/jncatron/status/595337215695192064/photo/1




تغريدة "Dr. Ramy Abdu"

 المغنية الأمريكية المشهورة لورين هيل تلغي حفلها الفني في "إسرائيل" بعد حملة واسعة لنشطاء حركة المقاطعة.twitter.com/RamAbdu/status/595530542910742528




تغريدة "النائب جمال الخضري"

في #غزة يقهرون الإعاقة ويلعبون الكرة الطائرة أطرافهم بترت اثناء الحرب على غزة لا يأس ولكن عزيمة وصمود لهم التحية.twitter.com/jamalkhoudary/status/595520655858147328





 

محمود كلّم

42 عاماً على مجزرة صبرا وشاتيلا !!!

من الصعب على الذاكرة بعد مرور 42 عاماً على المجزرة، استرجاع أدق التفاصيل التي تبدو ضرورية لإعادة تقييم مجريات الأحداث، والخروج مع … تتمة »


    ابراهيم العلي

    في ظلال يوم الأرض الفلسطينون : متجذرون ولانقبل التفريط

    ابراهيم العلي

     يعد انتزاع الاراضي من أصحابها الأصليين الفلسطينيين والإستيلاء عليها أحد أهم مرتكزات المشروع الصهيوني الاحلالي ، فالأيدلوجية الصهي… تتمة »


    تتقدم مؤسسة العودة الفلسطينية من عمال فلسطين بأطيب الأمنيات وأجلّ التحيات لما يقدمونه من جهد وعمل وتضحية..
صامدون - عاملون - عائدون
    تتقدم مؤسسة العودة الفلسطينية من عمال فلسطين بأطيب الأمنيات وأجلّ التحيات لما يقدمونه من جهد وعمل وتضحية.. صامدون - عاملون - عائدون