سلام للسفراء العرب: إعمار «البارد» مهدّد بالتوقّف
أكّد رئيس الحكومة تمّام سلام أنّ «الحكومة اللبنانية تتطلع الى الأشقاء العرب لتقاسم أعباء النازحين الفلسطينيين وتغطية العجز الذي يقارب 280 مليون دولار، وتطرح هذا الأمر بإلحاح بهدف إعادة النازحين الى أماكن إقامتهم، وتجنباً للآثار الاجتماعية والإفرازات الأمنية الخطيرة التي قد تنتج من توقف هذا المشروع الحيوي، وما يتسبب به من تشريد عشرات الألوف من الفلسطينيين من تهديد للسلم الأهلي في لبنان وزعزعة للاستقرار الأمني والاجتماعي في المخيمات الفلسطينية، في ظل ظروف أقل ما يُقال فيها إنها تتدحرج ككرة النار وتضع لبنان في دائرة الخطر المحدق وقلب العاصفة».
كلام سلام جاء في رسالة من الحكومة موجّهة إلى الملوك والرؤساء والأمراء العرب، تتناول «تنفيذ الوعود التي سبق للدول العربية أن قطعتها لدعم مشروع استكمال إعمار مخيم نهر البارد». وسلّم هذه الرسالة، أمس في السرايا بحضور رئيس لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني الوزير السابق الدكتور حسن منيمنة، إلى سفراء كل من الدول العربية: السعودية القائم بالاعمال عبدالله الزهراني، الكويت عبد العال القناعي، قطر علي بن حمد المري، العراق رعد محمد رشاد شهاب الالوسي، الجزائر القائم بالأعمال عبد المالك تغرغار، الإمارات العربية المتحدة القائم بالأعمال حمد محمد الجنيبي، وسلطنة عمان القائم بالأعمال احمد الحاريفي.
وشدّد سلام، في رسالته، على أن «الحكومة تسعى دوماً إلى استيعاب وعلاج الوضع المتردي للنازحين الفلسطينيين من سوريا، الذين ازداد عددهم بشكل كبير، ولم تعد الأونروا قادرة عن تلبية حاجاتهم الملحة».
وشرح في الرسالة «أوضاع الفلسطينيين في لبنان عموماً، ولا سيما مع تهجير أكثر من ثمانين ألفاً منهم من مخيمات سورية منذ اندلاع الأزمة السورية الأخيرة ولجوء قسم كبير منهم الى منطقة مخيم نهر البارد وجواره في شمال لبنان، الأمر الذي فاقم من مشكلة الاكتظاظ السكاني الحادة، وزاد من حدة الضغط على الدولة ومؤسساتها لتوفير الخدمات المطلوبة المتعثرة في تلك المنطقة».
وعزا سلام «السبب في هذا كله الى ما حلّ بالمخيم من تدمير شامل العام 2007 بحيث تسبب هذا التدمير بتشريد أكثر من 30 ألف لاجئ فلسطيني من بيوتهم ومصادر رزقهم».
وذكّر بانعقاد مؤتمر للدول المانحة في العاصمة النمسوية فيينا، بهدف توفير الدعم اللازم لإعادة إعمار مخيم نهر البارد، وقد تعهّدت الدول العربية المساهمة بتغطية نصف كلفة الإعمار، على أن تغطي الدول الغربية النصف الآخر من ميزانية المشروع، فنجحت الجهود في توفير ما يقارب نصف المبالغ المطلوبة»، موضحاً أنّ قيمة المبلغ الذي توافر حتى تاريخه تقدّر بنحو 188 مليون دولار اميركي من أصل 345 مليون دولار، عدا عن كلفة إعمار المناطق المحيطة بالمخيم ومخيم البداوي المقدرة بـ 122 مليون دولار إضافياً.
ولفت سلام الانتباه إلى أنّ «عدم توفير المبالغ المقررة، لتمويل الأعمال المتبقية والمطلوبة لإنجاز مشروع الإعمار، بات يهدد استمرار المشروع، ووقف أعمال البناء مع بداية العام 2015».
وخلال استقباله السفراء، أشاد سلام بـ«أهمية المساعدات السعودية التي قدّمتها المملكة الى الجيش والقوى الأمنية».
المصدر: السفير
أضف تعليق
قواعد المشاركة