عائلة الفرا .. عندما تولد الحياة من وسط الموت

منذ 11 سنة   شارك:

 المركز الفلسطيني للإعلام: لم يكد الأكاديمي محمود الفرا، يخرج مع أفراد أسرته من منزلهم جنوب خان يونس، بعد قصفه المباشر من طائرات الاحتلال حتى عاودت استهدافهم بشكل مباشر ليستشهد 9 أفراد من العائلة ويصاب الباقون بجروح متفاوتة.

أفراد أسرة الأكاديمي الفرا، كما باقي سكان المنزل الكبير، كانوا نياما في منزلهم عندما استهدفه الطيران الحربي الصهيوني فجر الجمعة (1 أغسطس/آب) بثلاثة صواريخ متلاحقة لتشتعل النيران فيه، ليستيقظوا على النيران التي التهمت الطابقين الثالث والثاني لتبدأ رحلة هرب وسط النيران.

استهداف أول

يقول الفرا الذي أصيب بجروح طفيفة في رأسه لمراسنا :"كنت نائماً في شقتي بالطابق الأول من بيت العائلة الكبير، عندما استيقظت على صوت انفجار كبير هز البيت .. هببت مسرعاً كان باب الشقة مخلوعا ... وكان هناك رائحة دخان كثيف .. أسرعت في دفع أسرتي وأطفالي للخروج من المنزل .. بمجرد أن خرجنا من الباب كانت النيران مشتعلة في الطابق العلوي بكل كثيف".

يقع منزل الفرا في منطقة معن جنوب خان يونس ويتكون من ثلاث طبقات ويؤوي 6 عائلات عديدها حوالي 50 فرداً، يضاف لهم عدد من أبناء العائلة الذين لجؤوا إليهم بسبب خطورة الوضع في مناطق سكناهم في مناطق التماس مع مناطق الاجتياح الصهيوني.

تحامل أفراد عائلة الفرا على جراحهم ونجحوا في مغادرة منزلهم من وسط النيران المشتعلة، وما أن ابتعدوا عنه مسافة 40 متراً فقط اعتقدوا أنهم أصبحوا في مأمن فإذا بطائرات الاحتلال تستهدفهم بصاروخ مباشر ليقع غالبيتهم بين شهيد وجريح.

استهداف ثان

في مكان الاستهداف الثاني وقف الأكاديمي الفرا، وأشار إلى آثار القصف على جدار المنزلين المجاورين، وقال:" هناك وصلنا ونحن في حالة من الهلع والخوف وصراخ الأطفال والنساء .. عندما جرى إطلاق الصاروخ الرابع ليسقط بيننا بشكل مباشر .. مستهدفاً بشكل خاص تجمع للأطفال الصغار.

حاول التماسك وهو يشير "سقط الصاروخ هنا .. شعرت أنني أصبت ونزفت الدماء من رأسي لحظات حتى شاهدت أطفالي نادين (16 عاماً) ومحمد (12 عاماً)، ويارا (8 أعوام) ممدين على الأرض وغارقون في دمائهم .. التفتت يميناً كانت زوجتي تنزف وقربها كانت زوجة ابن أخي عواطف الفرا، غارقة هي الأخرى غارقة في دمائها .. في الجهة الأخرى نظرت فإذا بأخي الكبير أيضاً ممدد وينزف وكذلك ابنه أسامة .. وآخرون ممدون على الرض ويئنون أو يحاولون القيام، .. كانت الدماء في كل مكان وكذلك الصراخ .. صرخت أو حاولت الصراخ".

عندما شاهد الفرا أطفاله وأفراد أسرته غارقون في دمائهم .. أسرع نحو أطفاله محاولاً إجراء تنفس صناعي لهم واحداً تلو الآخر ليتبين له استشهادهم .. انتقل لشقيقه تأكد له استشهاده أيضاً.

وفيما كان الفرا يحاول تقديم المساعدة لأفراد أسرته هرع عدد من الجيران واستدعوا سيارات الإسعاف التي بدأت بنقلهم إلى المستشفى لتتكشف فصول المأساة عن تسعة شهداء من أفراد العائلة .. أطفال الأكاديمي الثلاثة استشهدوا ونجت زوجته ولكنها أصيبت بجروح، مع 10 آخرين من أفراد العائلة.

من ضمن الشهداء شقيقه عبد المالك (60 عاماً) وابن الأخير أسامة، 34 عاماً، وزوجة ابنه باسم، عواطف عزيز الدين الفرا، 31 عاماً، الحامل في الشهر الثامن، وطفليها عبد الرحمن ولجين باسم عبد المالك الفرا، 8 ، و4 أعوام، إضافة إلى ابن عمهم عماد نصر الله الفرا ، 28 عاماً.

مشاهد من الدمار

برفقة أفراد من العائلة تجول مراسلنا، في الطابقين الثالث والثاني من البناية كانا في حالة تفحم واحتراق شبه كامل، والجزء الذي نجا من الحرق لم يسلم من التدمير .. فيما كانت الفتحات التي خلفتها الصواريخ شاهدة على جريمة الاحتلال ..

وقال أحد الناجين تيسير الفرا (22 عاماً) :" لا ندري كيف خرجنا بعد دك المنزل بالصواريخ .. صاروخان من طائرة بدون طيار وثالث صاروخ أرض أرض .. خرجنا بأعجوبة بعدما حملنا المصابين ليجري استهدافنا في مجرزة بشعة اقترفها الاحتلال فيما كنا نحاول الهرب".

وفيما كانت روح أسامة الفرا 34 عاماً تفيض إلى بارئها كانت زوجته الحامل في شهرها الثامن تنقل إلى المستشفى مع باقي المصابين .. وهناك يضطر الأطباء إلى إجراء عملية ولادة لها لتخرج روح جديدة من وسط الموت .. طفلة أنثى .. كتبت لها الحياة بعد أن نجت والدتها بأعجوبة فيما لن يكتب لها أن ترى والدها وجدها والكثير من أفراد عائلتها.



السابق

غزة: "الأونروا" تطلق حملة للحفاظ على الصحة والنظافة في مراكز الإيواء التابعة لها

التالي

مماطلة «الأونروا»: شكاوى اللاجئين في الأدراج ولجنة التوظيف يسمونها «المغارة»


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة عارف حجاوي

twitter.com/aref_hijjawi/status/1144230309812215814 




تغريدة عبدالله الشايجي

twitter.com/docshayji/status/1140378429461807104




تغريدة آنيا الأفندي

twitter.com/Ania27El/status/1139814974052806657 




تغريدة إحسان الفقيه

twitter.com/EHSANFAKEEH/status/1116064323368046593




تغريدة ياسر الزعاترة

twitter.com/YZaatreh/status/1110080114400751616 




تغريدة إليسا

twitter.com/elissakh/status/1110110869982203905 





 

محمود كلّم

غزة.. بين نار الإبادة وصمت العالم!

غزة، تلك البقعة الضيقة من الأرض، باتت اليوم مسرحاً لفاجعة لا يشبهها تاريخ. مدينة تُقصف من السماء، وتُحاصر من البحر، وتُستنزف من ال… تتمة »


    ياسر علي

    مؤسسة "هوية".. نموذج فاعل في الحفاظ على الانتماء الفلسطيني

    ياسر علي

    جاء المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية-هوية في سياق اهتمام الشعب الفلسطيني وأبنائه ومؤسساته بالحفاظ على جذور ه وعاد… تتمة »


    معايدة رمضانية 

تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.

 رمضان كريم 
نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى.

كل عام وأنتم بخير 
    معايدة رمضانية  تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.  رمضان كريم  نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى. كل عام وأنتم بخير