الاحتلال يرتكب مجزرة بحق نازحين إلى مدرسة للأونروا
ذكرت الحياة، لندن، 25/7/2014، من غزة، عن فتحي صبّاح، أن قوات الاحتلال ارتكبت مساء أمس جريمة حرب جديدة في مدرسة تابعة لـ «أونروا» وترفع علم الأمم المتحدة وتُستخدم مركز إيواء لمئات النازحين عن منازلهم في بلدة بيت حانون شمال شرقي القطاع. واستشهد نتيجة القصف 15 شخصاً بينهم أربعة أطفال وسيدة وأصيب أكثر من 200 بينهم 20 على الأقل في حال الخطر.
ووصف «الميزان» هذه الجريمة بأنها «الأخطر من نوعها، نظراً لكون المدرسة تعرضت لقصف مباشر، ما أوقع هذا العدد الكبير من الضحايا».
وتركز القصف على مدينة غزة وبلدتي بيت حانون وخزاعة، ولا تزال أعداد كبيرة من سكان البلدة يستغيثون طلباً لإخلائهم من منازلهم التي تحاصرها قوات الاحتلال على الأرض، أو من خلال نيران كثيفة.
وشهدت البلدة وبيت حانون والقرارة ورفح وحيي الشجاعية والتفاح اشتباكات عنيفة جدا أمس، أسفرت عن مقتل وإصابة عدد من جنود الاحتلال، حسبما أعلن عدد من فصائل المقاومة.
وأضافت وكالة الرأي الفلسطينية للإعلام، 25/7/2014، من غزة، أن الناطق باسم وزارة الصحة د. أشرف القدرة، قال ان حصيلة الشهداء جراء العدوان "الإسرائيلي" المتواصل على قطاع غزة لليوم الـ 19 على التوالي، ارتفعت إلى (823) شهيداً من أطفال ونساء وكبار سن، وإصابة (5250) مواطنا آخرين بجراح مختلفة.
ونقلت الأيام، رام الله، 24/7/2014، عن مراسله خليل الشيخ، من غزة، أن أحد شهود العيان قال لـ "الأيام"، كنا نجلس في ظل الصفوف الأمامية شرق المدرسة وفجأة سقطت أول قذيفة، في وسطها، ذهبت لأرى ما يحدث فإذا بجثث الأطفال متناثرة هنا وهناك.
أضاف شاهد ثان: للوهلة الأولى اعتقدت انه صاروخ من طائرة استطلاع سقط بطريق الخطأ، لكن سقوط القذيفة الثانية والثالثة والرابعة في أمكنة متقاربة ظهر على شكل متعمد ألا وهو قتل الأطفال.
وقالت السيدة أم شادي (45 عاماً) التي رافقت ابنتها إلى مستشفى الشهيد كمال عدوان للعلاج، إنها رأت اشلاء نساء مقطعة قبل أن تغادر المدرسة، فطواقم المسعفين انقسموا قسمين الأول لنقل المصابين إلى المستشفيات بصورة عاجلة، والفريق الثاني لإخلاء الشهداء.
قال جهاد حمد أحد الشهود والناجين، إنه كان بداخل الفصل وقت وقوع الجريمة وشاهد القذائف وهي تنفجر فوق رؤوس الأطفال والنساء، وبعدها بدقائق شاهد الجثث والأشلاء المقطعة تملأ كل ساحات المدرسة.
وقضى في هذه المجزرة نحو 16 شهيداً وجرح نحو 200 وصفت جروح بعضهم بأنها بالغة وخطيرة.
وقالت مصادر طبية من المستشفى، إن جميع المصابين والجرحى تعرضوا لشظايا مسمارية وهو النوع المخصص لقتل أكبر عدد من الأشخاص. وأكدت مصادر محلية أن هذه القذائف لا تحدث ثقباً في الأرض بل تنتشر شظاياها في جميع النواحي وبشكل أفقي لإلحاق الأذى بالمحيطين.
وقالت مصادر محلية أخرى لـ "الأيام"، إن هؤلاء المواطنين تجمعوا في المدرسة من أجل إخلائهم إلى جباليا بناء على طلب من قوات الاحتلال وبعد أن تجمعوا تم قصفهم بالقذائف المدفعية.
وقال عدنان ابو حسنة الناطق بلسان "الأونروا"، إن قوات الاحتلال لم تحذر الوكالة قبل قصفها للمدرسة التي تعرضت لعدة قذائف من المدفعية، مؤكداً أن غالبية النازحين في تلك المدرسة هم من الشيوخ والنساء والأطفال. وأضاف: طلبنا من الجيش أكثر من مرة أن يحذرنا لأننا نعرف أن موقع المدرسة خطير وطلبنا أن يمنحنا الوقت الكافي لإخلاء النساء والأطفال وموظفي الوكالة، لكنه لم يمنحنا هذا الوقت.
من جانبه، حمل الدكتور محمد الكفارنة رئيس بلدية بيت حانون "الأونروا" المسؤولية الكاملة عن هذه المجزرة. وقال: كان يجب أن يكون ممثلوها متواجدين إلى جانب المواطنين إلى حين إخلائهم. كما حمل الكفارنة الذي بدا غاضباً وهو يتحدث للصحافيين الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون المسؤولية عن هذه الجريمة.
واعتبرت الفصائل والأذرع العسكرية أن جريمة استهداف مركز لإيواء المدنيين جريمة حرب واستباحة للمؤسسات الدولية وتجرؤ خطير على الدم الفلسطيني، وتكشف تعمد الاحتلال استهداف المدنيين الأبرياء، محذرة من الرد المزلزل على هذه الجريمة.
أضف تعليق
قواعد المشاركة