العدو يستهدف الأطفال في غزة
يثير العدد المتزايد للأطفال الذين يُقتلون في غزة، خلال العدوان الاسرائيلي الدموي على القطاع، قلق الأسرة الدولية التي تسعى إلى حماية هؤلاء القاصرين العالقين في دوامة العنف. فقد حثت مجموعة من المؤسسات الحقوقية الدولية والفلسطينية على التوصل الى وقف فوري لاطلاق النار في غزة، مشيرة الى ارتفاع عدد القتلى من الأطفال.
وأفاد بيان مشترك صادر عن هذه المنظمات التي تضم "منظمة طفل الحرب" و"الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال"، بأنه "حتى الآن قُتل أطفال بالنيران الإسرائيلية أكثر مما قُتل من الناشطين الفلسطينيين".
كما أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف"، أمس، أن ثلث الضحايا المدنيين في النزاع الدائر حالياً هم من الأطفال حتى الآن. وقالت المتحدثة باسم "اليونيسيف" كاثرين ويبيل لوكالة "فرانس برس"، إنه "من 8 من تموز حتى الساعة الرابعة من بعد ظهر 19 من تموز، تم التبليغ عن مقتل 73 طفلاً فلسطينياً على الأقل كنتيجة للغارات الجوية وقصف القوات البرية والبحرية الاسرائيلية".
أضافت ويبيل أن من ضمن القتلى 53 صبياً و20 فتاة دون الثامنة عشرة، مشيرة إلى أن "الأصغر كان يبلغ من العمر ثلاثة أشهر"، في حين أن أكثر من نصف الأطفال الذين قُتلوا تقل أعمارهم عن 12 عاماً.
تابعت المتحدثة أن عدد الأطفال القتلى في العملية العسكرية الاسرائيلية "مصدر قلق بالغ" للمنظمة الدولية، مشددة على أنه "يجب حماية الأطفال من العنف ولا يجب أن يكونوا ضحايا في صراع لا يتحملون مسؤوليته".
كما تحدثت ويبيل عن الآثار الطويلة الأمد للنزاع في غزة على الأطفال، مشيرة الى أن العديد من الأطفال هناك يختبرون حالياً حربهم الثالثة في أقل من ست سنوات.. هناك أطفال سيحملون آثاراً نفسية دائمة لما يشاهدونه الآن".
وترى أنه حتى قبل بدء التصعيد الأخير، فإن نحو 60 ألف طفل في غزة كانوا بحاجة الى دعم نفسي، مشيرة الى انه من المتوقع أن يتضاعف الرقم بعد هذا التصعيد.
أحد هؤلاء الأطفال، أفنان شحيبر، التي قُتلت بعد ظهر الخميس الماضي مع ولدي عمها جهاد ووسام، في منطقة صبرا في مدينة غزة، بعد غارة جوية اسرائيلية على سطح منزل بينما كانوا يلعبون.
من ناحيتهم، يقول الجيران إن الاطفال أرادوا استغلال التهدئة النسبية من العنف ذلك اليوم فذهبوا للعب على السطح بعد أيام من جلوسهم في المنزل.
أما في مستشفى الشفاء فقد وُضِع الأطفال القتلى في جانب بعضهم، بينما تجمع أقاربهم لوداعهم وإلقاء النظرة الأخيرة عليهم.
قُتل هؤلاء الأطفال الثلاثة بعد مقتل أربعة أطفال آخرين بينما كانوا يلعبون على شاطئ مدينة غزة، في غارة شاهدها صحافيون مقيمون في فندق مطل على البحر.
كما قُتل أربعة أطفال من عائلة بكر تراوح أعمارهم بين 9 و11 سنة في غارتين ضربتا المنطقة التي كانوا يلعبون فيها.
بعدها أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أن التحقيق الأولي أشار الى أن الأطفال كانوا "ضحايا مأساويين" للغارة التي استهدفت "عناصر إرهابية من حركة حماس".
وادّعى مسؤول رفيع المستوى في الجيش الإسرائيلي، أمس، أن الجيش "أسف" لقتل النساء والأطفال، مضيفاً "عندما تقاتل فهناك أخطاء".
ويعيش 1,8 مليون فلسطيني في غزة التي تعد واحدة من أكثر الأماكن اكتظاظاً بالسكان في العالم. وتتهم "إسرائيل" حركة "حماس" بأنها تستخدم المدنيين كدروع بشرية وتقوم باطلاق الصواريخ من مناطق مأهولة بالسكان.
المصدر: السفير، (أ ف ب)
أضف تعليق
قواعد المشاركة