الخدمات الطبية في غزة تتواصل على الرغم من قصف المستشفيات
المستقبل ـ ميسرة شعبان: تستهدف إسرائيل في سياق عدوانها على قطاع غزة المستمر منذ تسعة أيام، المستشفيات والعيادات الطبية، ما يفاقم من الوضع الصحي في القطاع.
فقد أغارت طائرات الاحتلال يوم الخميس الماضي على فناء المستشفى الأوروبي الواقع في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة ما الحق بها أضرارا جسيمة.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة الطبيب أشرف القدرة إن القصف أدى إلى سقوط أسقف غرف العناية المركزة على العاملين والمرضى وجرح ممرض، لكن الطاقم واصل تقديم واجبه الإنساني والوطني.
وأضاف القدرة أنه تم إخلاء قسم الأطفال جراء الأضرار التي لحقت بالقسم، مشيراً إلى أن الاحتلال قصف عن عمد محيط المستشفى.
ويوم السبت الماضي، قصفت محيط عيادة حجازي التابعة لمديرية الخدمات الطبية شمال مدينة غزة مما أدى إلى تضررها بشكل كبير.
وقال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن قوات الاحتلال استهدفت مستشفى الوفاء، والمستشفى الأوروبي أربع مرات، كما استهدفت سيارتي إسعاف.
وقد أثرت الأعداد الكبيرة التي تصل إلى المستشفيات بسبب العدوان الإسرائيلي، بشكل كبير في قدرة هذه المستشفيات على استقبال المرضى، خصوصاً من الأطفال والمسنين، الذين باتوا يبحثون عن الخدمات العلاجية في العيادات المحيطة بهم والمؤسسات الأهلية وعيادة وكالة الغوث «أونروا«.
وقد أعلنت وزارة الصحة إلغاء العمل بكافة العيادات الخارجية في مستشفى الشفاء ما عدا الحالات الطارئة فسيتم استقبالهم في أقسام الطوارئ. ويحاول المواطنون الوصول إلى مراكز الرعاية الأولية التابعة للمؤسسات الأهلية، من أجل تلقي الخدمات الطبية.
وقال الطبيب محمد شحادة المدير الطبي في مستشفى بلسم التابع لمديرية الخدمات الطبية في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة: «على الرغم من إعلاننا حالة الطوارئ إلا أننا نستقبل المرضى العاديين لرعايتهم الأولية«.
وأكد شحادة أنه على الرغم من قرب مستشفى بلسم من الحدود الشمالية للاحتلال وتعرضه أكثر من مرة للأضرار إلا أن جميع الطواقم الطبية الرسمية والمتطوعة تعمل لتقديم خدمات الإسعاف الأولي والرعاية الطبية للمرضى والجرحى المصابين بفعل العدوان الإسرائيلي.
وأشار إلى أنه يتم محاولة إخلاء أسرة المرضى بشكل ملائم، من أجل استقبال المزيد من المصابين في الغارات الجوية.
ويلفت المدير الطبي في مستشفى بلسم إلى أن المستشفى تلقى العديد من الحالات بالتعاون مع مستشفى كمال عدوان، والعودة الواقعين في شمال القطاع، مشيرا إلى انه تم تحويل بعض الإصابات إلى مستشفى الشفاء لخطورة حالتهم الشديدة.
ويعمل مستشفى بلسم بظروف صعبة، بسبب وجوده بالقرب من الأطراف الشمالية لقطاع غزة وسط أبراج مكتظة بالسكان تتعرض للقصف الجوي المستمر من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
أوضح شحادة أن الظروف الراهنة وحالة الفزع التي تنتاب المواطنين أثرت سلبا في الحالة المعنوية للمواطنين، وقللت فرص وصولهم للمستشفى، لا سيما مع تزامن هذه الغارات على مناطقهم السكنية.
ويقول الطبيب هاني القرشلي مدير عيادة حجازي التابعة لمديرية الخدمات الطبية الواقعة في منطقة التوام شمال قطاع غزة، «على الرغم من تعرض العيادة خلال الأيام الأولى للحرب لأضرار مادية بسبب سلسلة عمليات القصف الجوي من طائرات (ف 16) في محيط المنطقة، إلا أن الطواقم الطبية لم تشعر بالخوف وواصلت عملها بشكل مستمر في استقبال المرضى وتقدم لهم الرعاية الأولية«.
وأوضح الناطق باسم وكالة الغوث (الاونروا) عدنان أبو حسنة أن العيادات الصحية التابعة للانروا أعلنت حالة الطوارئ لتكثيف خدماتها، مشيرا الى أن استمرار العدوان وتضرر بعض العيادات جراء قصف محيطها سيقلل قدرة المستشفى على مواصلة تقديم الخدمات المثلى للمصابين والمرضى.
وقال أبو حسنة: «على الرغم من أن عمليات الأونروا مستمرة في المناطق الخمس كافة، إلا أن هنالك حاجة ملحة للتمويل من أجل تغطية عجز المناشدة الطارئة البالغ 22 مليون دولار والذي كانت الأونروا قد توقعته أصلا.«
وأشار أبو حسنة إلة أنه في 13 تموز، قام 6,474 شخص بزيارة عيادات الأونروا الصحية في غزة، بمن في ذلك أكثر من 500 طفل تلقوا لقاحات التطعيم وقاموا بإجراء فحوصهم الدورية، مضيفاً أن هناك 21 مركزا صحيا في القطاع.
أضف تعليق
قواعد المشاركة