القوة الأمنية تنتشر غداً في عين الحلوة.. وباقي المخيمات لاحقاً
.. وأخيراً، وبعد طول انتظار ومفاوضات سياسية وأمنية شاقّة بين المسؤولين اللبنانيين والفلسطينيين، ستنتشر القوة الأمنية داخل مخيّم عين الحلوة غداً الساعة الواحدة والنصف ظهراً.
«الولادة القيصريّة» تركت آثاراً إيجابية في الشارع، حيث كان ينتظر أهالي وسكان المخيّم انتشار القوة لوضع حد للتفلّت الأمني وحالات إطلاق النار والأحداث الفردية والاشتباكات والاغتيالات، اضافة الى رصد ومراقبة ما يمكن اعتباره خلايا نائمة أو مجموعات قد يكون لها ارتباطات بأجندات خارجية وتورّط جهة أو مجموعة بأعمال أمنية ترتدّ سلباً على المخيم.
وتشير المصادر إلى أنّ قرار الانتشار جاء بعد استكمال كل الإجراءات اللوجستية والعسكرية والأمنية، لجهة تجهيز 150 عنصراً بالزي العسكري الموحّد وأجهزة الاتصال وغيره، وحسم مسألة التغطية القانونية والقضائية الرسمية اللبنانية لعملها كضابطة أمنية في المخيّم، وتأمين التغطية المالية التي تحمّلت حركة «فتح» 70% منها وتعهّدت حركة «حماس» ومن ثم حركة «الجهاد الإسلامي» بتأمين الـ30% المتبقية.
أما عن موعد الانتشار، فالقرار اتّخذ خلال الاجتماع الموسع الذي عقدته اللجنة السياسية العليا واللجنة الامنية الفلسطينية العليا في مقر قيادة «الأمن الوطني الفلسطيني» في عين الحلوة، في حضور: أمين سر «فتح» وفصائل «منظمة التحرير الفلسطينية» في لبنان فتحي ابو العردات، ممثل «حماس» في لبنان علي بركة، قائد «الأمن الوطني الفلسطيني» في لبنان اللواء صبحي ابو عرب، قائد القوة الامنية العميد خالد الشايب، مسؤول العلاقات السياسية لحركة «الجهاد الإسلامي» الحاج شكيب العينا، المسؤول العسكري لـ«أنصار الله» ماهر عويد، أبو محمد بلاطة وبسّام المقدح عن «الحركة الإسلامية المجاهدة»، الشيخ ابراهيم حوراني وابو سليمان السعدي عن «عصبة الأنصار الاسلامية»، وممثلين عن فصائل «منظمة التحرير الفلسطينية» وقوى التحالف الوطني والقوى الإسلامية واللجان الشعبية وعدد من ضباط القوة الأمنية.
وخلال الاجتماع، قال أبو العردات: «إنّنا نبعث برسالة أمن وسلام واستقرار الى أهلنا في عين الحلوة لنبلغهم أن موعد انتشار القوة الامنية هو يوم الثلاثاء (غداً)»، مؤكداً أنّها «مطلب جماهيري وعلينا أن نكون على قدر من المسؤولية في تأمين الأمن والأمان لأهلنا في المخيمات والجوار».
وإذ لفت الانتباه إلى أنّ «القوة ستقوم بمهامها في عين الحلوة على أكمل وجه، إضافة إلى دورها في تعزيز العلاقات الفلسطينية اللبنانية»، دعا القوى الوطنية والإسلامية كافة لـ«تواكب انتشار القوة وتشكل دعماً ودفعاً لها».
وشدّد أبو العردات على أنّ «عين الحلوة والمخيمات بما تمثله هي الوطن المعنوي وعنوان حق العودة، ولن نسمح بتكرار التجربة المريرة في نهر البارد، وهدفنا واحد هو حماية وجودنا الفلسطيني وبالتعاون والتكامل مع أهلنا في لبنان ومع الدولة اللبنانية، لأن أمن المخيم هو جزء من أمن لبنان».
بدوره، أكّد علي بركة «أنّنا لن نقبل أن تكون مخيماتنا مستباحة لأي كان، فهي قلاع المقاومة وحق العودة»، مشيراً إلى «أنّنا نريد قوة أمنية لهدف سامٍ هو المحافظة على أمن أهلنا وشعبنا ومخيماتنا وعلى حق العودة».
ورأى أنّ «نجاح القوة الأمنية بحاجة للجهود كافة من قوى وطنية وإسلامية»، وقال: «نحن شعب لسنا طائفة ولا مذهب في البلد، لنا قضية وطنية هي فلسطين»، لافتاً الانتباه إلى أنّ «الأطر الفلسطينية المشتركة والمبادرات الشعبية بذلت جهوداً مضنية لإخراج القوة الأمنية بأحسن حالاتها وتوفير هذا الإجماع الفلسطيني واللبناني».
وشدّد أبو عرب على أنّ «القوة جاهزة للانتشار يوم الثلاثاء بعدما اكتملت التجهيزات الضرورية لها، وهي تحظى بدعم شعبي وبغطاء فلسطيني ولبناني»، مؤكّداً أنّ «مخيماتنا وشعبنا وأهلنا خط أحمر، ولن نسمح لأي كان المساس بهم، وكل من يستهدف أمن مخيماتنا واستقرار أهلنا فيها وفي الجوار لا يخدم إلا العدو الصهيوني المتربص بنا وبقضيتنا».
وكان رئيس بلدية صيدا السابق الدكتور عبد الرحمن البزري قد التقى في منزله وفداً من قيادة «الجبهة الديموقراطية في لبنان» برئاسة علي فيصل الذي أكد ضرورة العمل لإنجاح انتشار القوة الأمنية في عين الحلوة، معتبراً أن «الفشل غير مسموح ونتائجه خطيرة».
أمّا البزري فشدّد على ضرورة توفير السبل الممكنة لتأمين الغطاء السياسي والأمني والشعبي والرسمي للقوة الأمنية الفلسطينية، داعياً إلى الحفاظ والتمسك بالخطاب السياسي والديني الهادئ.
المصدر: محمد صالح - السفير
أضف تعليق
قواعد المشاركة