«عين الحلوة» في مهب عودة الاغتيالات والشائعات
في الوقت الذي ساد الهدوء مخيم عين الحلوة، غداة حادثة اطلاق النار على العنصر في حركة «فتح»، محمود سلطان، من قبل احد عناصر ما كان يسمى تنظيم «فتح الاسلام»، ما ادى الى اصابة سلطان بجروح بالغة وجرح آخر كان برفقته، فقد عاد الوضع في المخيم الى الواجهة من الزاوية الأمنية ليس فقط على خلفية هذا الحادث الأمني المحدود وانما ايضا على خلفية الضجة التي اثيرت عن رفع لافتات ورايات للدولة الاسلامية في العراق والشام في عين الحلوة، وعن مبايعة بعض المجموعات الاسلامية في المخيم لداعش الأمر الذي لم يتم التثبت من صحته، ونفته القوى الفلسطينية في المخيم.
وفي هذا السياق، ذكرت مصادر فلسطينية ان ما اثير عن رفع لافتات ورايات لداعش في عين الحلوة ليس له اساس يبنى عليه، كون الرايات التي رفعت هي نفسها راية «لا اله الا الله محمد رسول الله « التي ترفعها بعض المجموعات الاسلامية الموجودة في المخيم، والتي وان اختلفت تسمياتها تبقى نفسها. كما ان ما تردد عن رفع لافتة في احد احياء المخيم تحمل عبارة تهنئة بشهر رمضان المبارك باسم الدولة الاسلامية في العراق والشام بقي بحسب المصادر عينها - مجرد خبر تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي ولم يتم تأكيده او نفيه.
ورأت هذه المصادر ان الحديث عن مبايعة مجموعة او مجموعات في عين الحلوة لداعش او ابتهاج باعلان دولة الخلافة الاسلامية بقي كلاما اعلاميا بحاجة الى ما يؤكده من وقائع على الأرض. ووضعت المصادر نفسها هذا التركيز الأمني والاعلامي على المخيم في خانة محاولات ربط المجموعات الاسلامية فيه بأحداث وظواهر وتسميات خارج الحدود. كما سبق وتم الحديث عن مبايعة لجبهة نصرة ووجود فرع لها في المخيم وهو ما لم تثبت صحته.
الا ان اوساطا مطلعة على الواقع المتشعب سياسيا وأمنيا في عين الحلوة لم تستبعد ان يكون هذا التركيز على المخيم محاولة لجس نبض بعض المجموعات الاسلامية الموجودة في المخيم وللوقوف على حقيقة موقفها الفعلي من تنظيم داعش وفكره وتوجهاته، بهدف رصد اي تفاعل لهذه المجموعات مع هذا الفكر او استيلاد له من رحمها.
محاولة اغتيال فتحاوي
وبالعودة الى اطلاق النار على عنصر «فتح»، محمود سلطان، فقد افيد ان وضعه الصحي مستقر وان اصابته غير خطرة، فيما بدت الحركة في احياء وشوارع المخيم شبه طبيعية باستثناء الشارع الفوقاني الذي شهد حركة احتجاجية من قبل اصحاب السيارات التي تضررت من جراء اطلاق النار حيث قاموا بقطع الطريق بسياراتهم المتضررة مطالبين بتثبيت الامن والاستقرار داخل المخيم.
وفي اول موقف رسمي لحركة فتح من اطلاق النار على عنصرها محمود سلطان، كشف امين سر الحركة في منطقة صيدا العميد ماهر شبايطة عن ان ما حصل محاولة اغتيال من جهات لا تريد ان يكون هناك قوة أمنية تضبط الأمن في المخيم وتحاسب العابثين به.
وقال شبايطة لـ«المستقبل»: «كان هناك لقاء مع كافة العناصر التي ستفرز من فصائل منظمة التحرير الى القوة الامنية التي ستنتشر في المخيم، لإعطائهم التوجيهات والتعليمات لما سيقومون به خلال الايام القادمة، ونحن جاهزون لهذه الخطوة. لكن يبدو ان هناك جهات لا تريد الامن والاستقرار لهذا المخيم ولا تريد ان يكون هناك قوة امنية تعمل لضبط الامن ومحاسبة العابثين. من هنا جاءت محاولة اغتيال الاخ محمود سلطان على يد مقنعين امام منزله».
ونفى شبايطة ما تردد عن ربط ما جرى بإشكال حول رايات وأعلام. وقال: «هذا الكلام غير صحيح وغير دقيق. هناك عملية اغتيال بامتياز لكن نحن في «فتح» عضضنا على الجراح. وهناك لقاءات واجتماعات ستعقد مع لجنة المتابعة الفلسطينية لفتح تحقيق بهذه الجريمة ومعرفة من قام بتنفيذها».
وعما اثير عن رفع لافتات ورايات لداعش في عين الحلوة قال: «لا توجد اي يافطة او اي اشكال حصل. هذه شائعات لا اساس لها من الصحة لكن حصل بعض التلاسن على مقربة من حاجز الجيش اللبناني من قبل شبان يستقلون دراجات نارية ومعهم رايات، وتم منعهم حتى لا يكون هناك اي احتكاك ما بين اي شخص في المخيم وبين الجيش اللبناني. ولم يحصل اطلاق نار، لكن هناك جهات حاولت تغطية جريمة محاولة الاغتيال بشائعات لا اساس لها من الصحة».
المصدر: المستقبل ـ رأفت نعيم
أضف تعليق
قواعد المشاركة