في مخيم عين الحلوة: المعاناة مضاعفة
سناء نازحة فلسطينية، من مخيم درعا السوري، تروي حكايتها مع النزوح "بدأت منذ وصولنا إلى لبنان، وأنا لا أستطيع العودة إلى سوريا، بسبب الوضع المادي والوضع الأمني، وإن استطعت الدخول، فلا يحق لي العودة إلى لبنان مرة ثانية، بخاصة أن إقامتي انتهت صلاحيتها. وقد صدر قرار بالتمديد لنا ثلاثة أشهر، لكن لا نعرف بعد هذه الفترة ما هو مصيرنا". وصلت سناء إلى مخيم عين الحلوة منذ تسعة أشهر، تضيف "زوجي وابنتي ما زالا في سوريا، ولا يستطيعان المجيء إلى لبنان، لأن القرار الذي اتخذ هو تمديد الإقامة للمتواجدين في لبنان فقط، ولا يسمح بدخول آخرين". بالإضافة إلى موضوع دفع الغرامات على الإقامة، لا تملك سناء "بدل إيجار المنزل والمصروف، ومهما حصلنا على مساعدات فإنها لا تكفي، كما أن ابنتي خسرت مقعدها الجامعي بعدما تعلمت سنتين في سوريا، ولم تستطع أن تكمل دراستها في لبنان نتيجة وضعنا المادي السيئ".
تلخص سناء معاناة مضاعفة لدى النازحين من فلسطينيي سوريا إلى مخيمات لبنان. فقد يكون الأمن العام اللبناني أصدر قراراً يسمح للفلسطيني بتسوية أوراقه ووضعه في لبنان، ولكن بغض النظر، فالفلسطينيون استسلموا للواقع، ولا يريدون أن يستجدوا أحداً أو أن يوجهوا رسالة للمعنيين بالأمر.
سلام طالبة نازحة من سوريا، تقول: أنا "طالبة جامعية، وبسبب الظروف لم أستطع أن أكمل دراستي، حاولت العودة إلى سوريا لإجراء الامتحانات، لكنني خفت من عدم تمكني من العودة إلى لبنان في ظل القرار الصادر عن الأمن العام. كما أن أخوتي هنا وضعهم صعب بسبب إجراءات الإقامة المكلفة مادياً، ومن يذهب لتجديد الإقامة يتم إنذاره بالترحيل خلال 48 ساعة قبل القرار الأخير بتمديد الإقامة ثلاثة أشهر". وتروي حادثة عن "امرأة فلسطينية نازحة يرافقها ابنها، عمره 11 شهرا، من والد فلسطيني سوري لم تستطع إدخاله إلى لبنان، بالرغم من أنه مستوف للشروط الأربعة التي وردت في قرار وزارة الداخلية، وهي إما أن تكون والدته لبنانية أو فلسطينية لبنانية، أو أن يكون الشخص طالباً ومسجلاً بالجامعة ومعه ما يثبت ذلك، أو معه إقامة، وعلى الرغم من ذلك هناك الكثير من الأشخاص المستوفين الشروط، لكنهم لم يستطيعوا الدخول إلى لبنان". كذلك ضياء من مخيم درعا، طالب في الصف السابع، مقيم مع أهله في لبنان، يقول: "لم أستطع الذهاب إلى سوريا لتقديم الامتحانات، خوفا من عدم تمكني من العودة إلى لبنان، فخسرت دراستي، ونحن بانتظار قرار ينصفنا".
نضال أبو العلا من "لجنة مهجري سوريا" و"حملة الفلسطيني السوري لست وحدك"، من مخيم اليرموك، نزح منذ سنة ونصف سنة إثر المعارك التي حصلت في اليرموك، يشرح "نحن مصابون بإحباط، فخلال الثلاث سنوات التي مرت علينا لم نجد من يحتضننا من الفصائل أو منظمة التحرير الفلسطينية. وهي لم تتحمل مسؤولياتها منذ النزوح وحتى اللحظة. ولم يكن لها أي تصريح رسمي وعلني كي نشعر بأنها تمثلنا". بالنسبة للقرار الذي "صدر عن الأمن العام، والذي حرم الفلسطيني السوري من الدخول إلى لبنان، عند قيامنا بمراجعة الأمن العام اتضح أنه لا يوجد قرار رسمي صادر بهذا الشأن، بل الأمر يخضع لمزاجية الضباط الموجودين على الحدود، وكذلك قمنا بمراجعة قيادة الساحة في منظمة التحرير، كي نستفسر عن الموضوع، اتضح أيضاً أنهم لا يعلمون شيئاً، ولم يحصل أي حل جذري لقضيتنا، ونحن صرنا اليوم نتواصل مع مؤسسات أهلية وحقوقية من أجل حل مشكلة النازح الفلسطيني من سوريا".
المصدر: السفير
أضف تعليق
قواعد المشاركة