خبر
"عمر مغامس.. رحل في البحر باحثاً عن وطن لا تغرق فيه الأحلام"
شبكة العودة الإخبارية
لم تكن الأمواج التي ابتلعت جسد عمر مغامس مجرد مياهٍ مالحة، بل كانت مرآةً عاكسة لمرارة اللجوء الفلسطيني في الشتات، وتحديداً في لبنان، حيث يُولد الحلم مقيداً وتُدفن الطموحات في المخيمات قبل أن ترى النور.
عمر، الشاب الفلسطيني ابن مخيم نهر البارد شمال لبنان، قرر أن يخوض رحلة البحر هرباً من واقعٍ لا يرحم، باحثاً عن مستقبل يليق بكرامته كإنسان، بعد أن ضاقت به السبل في وطن اللجوء. أبحر من السواحل التركية متوجهاً نحو جزيرة ساموس اليونانية، كما فعل كثيرون من أبناء جيله الذين ولدوا لاجئين وعاشوا محاصرين بالفقر والحرمان وغياب الأمل.
لكن البحر لم يكن رحيمًا، فقد فُقد الاتصال به لأيام، إلى أن جاء الخبر الفاجعة: عثرت السلطات اليونانية على جثمانه ملقى على أحد الشواطئ. ومعه، غرق حلم آخر من أحلام الشباب الفلسطيني في لبنان.
عائلة عمر أكدت الخبر صباح الثلاثاء، بعد إجراءات التعرف الرسمية على الجثمان، في مشهد يعيد إلى الواجهة قصص المئات من الفلسطينيين في لبنان الذين يخوضون البحر أو يقبعون خلف الحدود بحثاً عن حياة لا تقتلهم فيها هويتهم.
قصة عمر ليست استثناء، بل واحدة من مئات القصص الصامتة التي تُكتب كل يوم في مخيمات اللجوء، حيث يتوارث الفلسطينيون التهجير من جيل إلى جيل، ويستمر البحر في التهام أبنائهم الهاربين من حياة لم يختاروها.
رحل عمر، لكن قصته ستبقى شاهدة على واقع لا يُحتمل، وعلى وطنٍ موعود لم يأتِ بعد...


أضف تعليق
قواعد المشاركة