خاص شبكة العودة

بعد ثلاثة أشهر من الجهد المتواصل والمباريات المتتالية، تمكن فريق مواليد 2008-2009 في نادي القدس الرياضي من الفوز ببطولة دوري تجمع أكاديميات صيدا والجوار، في خطوة وُصفت داخل أروقة النادي بأنها أكثر من مجرّد فوز، بل هي محطة مهمة في مسيرة إعداد جيل جديد من اللاعبين.

وقد خاضت هذه الفئة العمرية من النادي التجربة بوصفها الأولى لها على الملاعب الكبيرة، وهو ما شكّل تحدياً حقيقياً للاعبين الذين اعتادوا على الملاعب المصغّرة. غير أنّ هذه المجموعة الشابة، بحسب من تابع أداءها، كانت على قدر الرهان، فبرزت بتكتيك منظم وروح عالية. ويُنظر إلى هذه المجموعة اليوم على أنها النواة المستقبلية لفئة الرجال في النادي.

وفي حديثه لشبكة العودة، أفاد رئيس النادي بأن “هذه المجموعة من اللاعبين تمثّل مستقبل نادي القدس، لأنها سترفد الفئة الأولى بمجموعة متميزة من العناصر التي أثبتت حضورها في الملعب وقدرتها على تحمّل الضغط والمنافسة”.

ورغم العقبات التي واجهها الفريق خلال البطولة، أبرزها غياب المدرب الأساسي الكابتن أحمد اليمني (الشقور) عن أرضية الملعب بسبب قرار إداري سابق صادر عن اللجنة المنظمة، فقد أجاد الكابتن تميم حسين، عضو الهيئة الإدارية، قراءة المباريات وإجراء التبديلات الفنية المناسبة من داخل الميدان، بالتنسيق المستمر مع الكابتن الشقور خارج الملعب. وقد كان لهذا التعاون دور فاعل في الوصول إلى النهائي والتتويج بالبطولة.

وتُعتبر هذه المشاركة فرصة ثمينة لاختبار أكبر عدد ممكن من لاعبي النادي، إذ أُشرك قرابة 25 لاعباً في مباريات البطولة، ما مكّن الجهاز الفني من معاينة مستواهم عن قرب. وقد أثبت عدد منهم كفاءتهم، وحجزوا مواقعهم الأساسية في التشكيلة. كما تألق الحارس الثاني، الذي تحمل مسؤولية حماية الشباك في ظل إصابة الحارس الأساسي.

ويُذكر أن نادي القدس، الذي يدخل عامه الثالث عشر، يضم اليوم أكثر من 100 لاعب في أربع فئات عمرية، ويشرف على تدريبهم كادر مؤلف من الكابتن الشقور والكابتن حسن خاسكية وعدد من اللاعبين المساعدين الذين حصلوا على شهادات تدريب بمستوى (C) ومستوى (D) من الاتحاد اللبناني لكرة القدم. ويتمتع النادي بحيوية خاصة، إذ لا يقتصر نشاطه على كرة القدم فقط، بل يشمل أيضاً الكرة الطائرة وكرة الطاولة، إلى جانب برامجه الثقافية والتربوية والدينية.

وفي لفتة تقديرية، نظم النادي لقاءً تكريمياً للاعبين والمدربين المشاركين في البطولة، بحضور الطاقم الإداري وعدد من الأصدقاء والداعمين، احتفاءً بالجهود المبذولة وروح الفريق التي سادت طوال فترة المنافسة.

وقد كان للنادي في السنوات الأخيرة حضور فعّال في المبادرات الوطنية والخيرية، لا سيما دعمه المتواصل لأهل غزة ومشاركته في حملات التبرع والأنشطة التضامنية، إلى جانب حرصه على توعية الشباب حول قضاياهم الوطنية والإنسانية، ما يجعله نموذجاً للنادي الرياضي ذي الرسالة الشاملة.