تقرير ماريا المحمود

خاص شبكة العودة الإخبارية

في مسيرةٍ علميةٍ تمتد من جامعة بيروت العربية والجامعة الأميركية في بيروت إلى كبرى المؤسسات البحثية العالمية في الولايات المتحدة الأميركية، يبرز اسم الدكتور مصطفى قدورة كنموذج للباحث الفلسطيني الذي حوّل المعرفة الهندسية إلى حلول عملية تخدم الإنسان والبيئة.

فقد حصل د. مصطفى قدورة مؤخراً على براءة اختراعٍ عن جهازٍ لمعالجة مياه الصرف الصناعي الناتجة عن محطات تحلية المياه والمصانع المختلفة، يعتمد على منهجية مستدامة وبكلفة اقتصادية منخفضة.

اختراع يعالج أزمة بيئية عالمية

يقول د. قدورة لشبكة العودة الإخبارية «يتميّز الجهاز الجديد بتصميم مبتكر وآلية تشغيل ذاتية قادرة على تحسين نمط التشغيل بشكل ديناميكي، بما يضمن خفض استهلاك الطاقة مع الحفاظ على الأداء والكفاءة المطلوبة.»

ويضيف د. قدورة للعودة «يقدّم هذا الحل إمكانية عملية لمعالجة مياه الصرف الصناعي في المناطق النائية أو خارج نطاق محطات المعالجة المركزية، إضافة إلى ملاءمته للصناعات الصغيرة والمتوسطة داخل المدن.»

رحلة علمية نحو حلول مستدامة

وُلد د. قدورة في بلدة الغازية – قضاء صيدا جنوبي لبنان، وهو ينحدر من قرية سحماتا قضاء عكا الفلسطينية. بدأ رحلته الأكاديمية بدراسة الهندسة الميكانيكية في جامعة بيروت العربية، قبل أن ينتقل لاستكمال درجة الماجستير في الجامعة الأميركية في بيروت، حيث ترسّخت اهتماماته البحثية في مجالات الطاقة والأنظمة الهندسية المتقدمة.

وانطلاقًا من طموحه العلمي، انتقل إلى ولاية مينيسوتا في الولايات المتحدة لمتابعة دراساته العليا، حيث نال درجة الدكتوراه من جامعة مينيسوتا. وخلال مرحلة الدكتوراه، عمل مدرّساً جامعياً وباحثاً في كلية الهندسة الميكانيكية، كما انضم إلى شركةANSYS, Inc   العالمية، ليعمل مهندس محاكاة أول متخصص في تطوير نماذج المحاكاة الحاسوبية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي لتصميم وتحسين أداء الأنظمة الهندسية المعقّدة.

وبعد ذلك، التحق بالعمل كباحث في المختبر الوطني للطاقة المتجددة (National Renewable Energy Laboratory – NREL)، التابع لوزارة الطاقة الأميركية، حيث شارك في أبحاث متقدمة تتعلق بالطاقة المستدامة وتطوير الحلول الهندسية ذات الكفاءة العالية.