خبر أدبي
رواية "سيرة الدم فوق الحديد": أدب يقاوم الموت وسط ركام غزة
شبكة العودة الإخبارية
في لحظة يُخيّل فيها أن كل شيء قابل للانهيار، ينهض الأدب كصوتٍ مقاوم، تماماً كما فعل الكاتب الفلسطيني الشاب أحمد ممدوح العقاد من قطاع غزة، الذي كتب روايته الأولى "سيرة الدم فوق الحديد" خلال العدوان الصهيوني الأخير، وفي خضم النزوح والدمار.
العقاد، الذي ينتمي لجيل يؤمن بأن الكلمة يمكن أن تكون سلاحاً، وثّق في روايته الوجه الخفي للصراع النفسي والسياسي الذي يعيشه الفلسطيني. الرواية تمضي على حافة الوجع، حيث يتقاطع الدم، رمز الألم والفقد، مع الحديد، رمز القوة والبطش. ومن هذا التوتر العميق بين الحياة والموت، تولد صفحات الرواية.
بلغة عربية فصحى مشحونة بالرمزية، يحفر الكاتب في النفس الإنسانية، متجاوزاً السرد التقليدي نحو بنية أدبية تعزز التأثير العاطفي والفكري. "سيرة الدم فوق الحديد" ليست مجرد سرد لقصة شخصية أو وطنية، بل هي وثيقة أدبية كُتبت تحت القصف، في لحظات النزوح، فوق ركام الخيام، وتحت ظل السماء المحترقة.
ما يميز هذا العمل أن العقاد لم يكتب روايته من داخل مكتب مريح، بل من قلب المعاناة، من بين أصوات الطائرات، ومن تحت سماء بلا أمان. مسودتها الأولى خرجت من بين الدخان والركام، لترسم مشهداً أدبياً حياً، يروي كيف يُمكن للكلمة أن تُولد من رحم الحرب.
"سيرة الدم فوق الحديد" رواية تتجاوز حدود القصة لتصبح مرآة يرى القارئ فيها ذاته، وطنه، وجراحه. هي رواية عن الإنسان حين يُقهر... فينهض ليكتب.
أضف تعليق
قواعد المشاركة